قالت مجموعةُ مراقبة أميركية، مُمثلةً بالحزبين الرئيسين في #الكونغرس، إن «الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من شمال شرقي سوريا في شهر تشرين الأول الماضي، خلق فراغاً  أدى إلى القمع الديني في المنطقة».

حيث تؤكد هيئة الرقابة تلك، والتي عيّنها الكونغرس، بأن #تركيا وعملائها «يحدّون اليوم من حقوق الأقليات الدينية في شمالي سوريا، وسيواصلون ذلك ما لم تتدخل #الولايات_المتحدة لإيقافهم».

وتقول “نادين ماينزا” نائب رئيس اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية: «لا يمكن للولايات المتحدة أن تنظر في الاتجاه الآخر مع ظهور هذه الكارثة».

وتضيف، في إشارةٍ إلى المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد: «هذا الوضع يعرّض التنوع العرقي والديني الثمين للخطر بشكلٍ مباشر، والذي ميّز شمال شرقي البلاد منذ فترة طويلة، ويهدد بقاء واستقرار الإدارة الذاتية».

ودعت المجموعة المُكوّنة من الحزبين، عبر جلسةٍ افتراضية،  إدارة #ترامب إلى «الضغط على تركيا للانسحاب من الشمال الشرقي لسوريا، الذي احتلت أجزاء منه في شهر تشرين الأول الماضي بعد أن أعلن ترامب الانسحاب المفاجئ للقوات الأميركية من المنطقة. وكان الهدف المعلن لتركيا هو طرد المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم امتداداً لـ #حزب_العمال_الكردستاني».

كما طالبت اللجنة بتطبيق العقوبات الأميركية القادمة على سوريا بطريقةٍ تُنقذ الإدارة الذاتية، التي أعرب مسؤولوها عن مخاوفهم من أنهم سيكونون من بين الضحايا غير المقصودين لحملة الضغط التي تمارسها #واشنطن على #دمشق.

وفي نفس اليوم الذي دعت فيه المجموعة،  إدارة ترامب إلى تخفيف الضغط على #أنقرة، أصدرت وزارة الخارجية تقريرها السنوي عن الحرية الدينية، والذي أشار إلى أن «العديد من السوريين يترددون في العودة إلى ديارهم منذ الغزو التركي بسبب نمط من الترهيب الذي تمارسه الفصائل السورية المسلحة المتحالفة مع تركيا».

من جهتها، ترى “آمي أوستن هولمز” وهي باحثة زائرة في #جامعة_هارفارد وزميلة في مركز (وودرو ويلسون) أن الأوضاع في شمال شرقي سوريا «ساءت بشكل كبير بالنسبة للمسيحيين، بما في ذلك الآشوريون والسريان والكلدان والأرمن. وكان الأمر كذلك بشكل خاص بالنسبة للإيزيديين، أتباع دين التوحيد القديم».

وتقول: «لقد قُتِلوا واختفوا واختُطِفوا واغتُصِبوا واحتُجِزوا، وأُجبِروا على تغيير دينهم بشكلٍ قسري، واحتُجِزوا حتى تدفع عائلاتهم مبالغ باهظة من المال لتأمين الإفراج عنهم، ودُمّرت ونُهِبت أماكن العبادة الخاصة بهم، حتى مقابرهم هُدّمت».

كما وثقت المنظمات الحقوقية وجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان الانتهاكات على نطاق واسع، بما في ذلك اختطاف الكرد والإيزيديات على أيدي الفصائل المسلحة التابعة لتركيا، والمعروفين اليوم باسم “الجيش الوطني السوري”.

وتُحذّر “هولمز” من أنه ما لم تنسحب تركيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها اليوم، والتي تشمل #تل_أبيض و#رأس_العين و#عفرين، فمن «غير المحتمل أن تعود الأقليات الدينية إلى بيوتها».

حيث تقول مؤكدةً: «إنهم يعيشون في قلق وخوف دائم من الاختطاف مرة أخرى. وهذه طريقة للمشاركة في التطهير العرقي والتغيير الديموغرافي دون اللجوء إلى القتل الفعلي».

لقد كانت منطقة الحكم شبه الذاتي داخل سوريا، المعروفة باسم (روج آفا)، في السنوات الأخيرة ملاذاً آمناً للكرد والطوائف الأخرى التي حُرّمت من حقوقها منذ فترة طويلة تحت حكم #حزب_البعث  وعائلة الأسد.

حيث يقول “حسن حسن” مدير برنامج الجهات الفاعلة غير الحكومية والجيوسياسية في مركز السياسة العالمية: «اليوم، يعيش أفراد الأقليات العرقية والدينية في سلام نسبي في هذه المنطقة. ولا يزال هذا الإنجاز قائم حتى اليوم، لكن التطورات الأخيرة، من الانسحاب الأميركي والتدخل التركي وصولاً إلى عودة  ظهور تنظيم #داعش، تهدّد بعرقلة هذا التقدم».

 

المصدر: (Al-Monitor)


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.