ليست مزحة!.. تجار يحتكرون الأوكسجين بدمشق وفرصة النجاة من كورونا مرتبطة بالقدرة المادية

ليست مزحة!.. تجار يحتكرون الأوكسجين بدمشق وفرصة النجاة من كورونا مرتبطة بالقدرة المادية

بعد امتلاء المشافي الحكومية والخاصة بمرضى #كورونا، وعدم قدرتها على استيعاب المزيد من المصابين، اضطرت آلاف الأسر لتحويل منازلها إلى مشافي، عبر شراء اسطوانات #الأوكسجين أو مولدات الأوكسجين، وأجهزة قياس أوكسجين الدم، مع استدعاء الممرضين والأطباء إلى #المنزل، لكن هذا الخيار كان مرتبط مع القدرة المادية لكل أسرة، فكلما انخفضت قدرة الأسرة مالياً ارتفع خطر موت المرضى فيها.

وبحسب جولة لـ”الحل – نت”، فإن اسطوانات الأوكسجين مفقودة في أسوأ عملية احتكار بتاريخ البلاد وفق ما ذكره أحد باعة المواد الطبية في البرامكة، قائلاً “هذه أسوأ أزمة احتكار تشهدها البلاد، وهذه هي المتاجرة بالهواء التي كنا نخشاها”، وتابع “لم نستطع تأمين أي من الاسطوانات لبيعها للمرضى، ويظن أهاليهم أننا من يحتكرها”.

اسطوانة الحياة بنصف مليون

وأضاف “بعنا كل ما لدينا خلال 20 يوم فقط، ولا نزال ننتظر أن يتم تأمين مستلزمات المرضى، بينما ارتفع سعر الاسطوانة 20 لتر من 125 ألف #ليرة إلى 300 ألف ليرة خلال هذه المدة، ووصل سعر الـ40 لتر إلى 450 ألف ليرة والـ60 لتر إلى نصف مليون ليرة هذا إن وجدت طبعاً”.

ويتدرج استغلال معامل الأوكسجين لأسعار تعبئة الاسطوانات من 2000 حتى 10 آلاف ليرة للاسطوانة الوسط، علماً أنها كانت لا تزيد عن 500 ليرة قبل أزمة كورونا، وقد يحتاج المريض أكثر من اسطوانة يومياً.

وارتفع سعر جهاز قياس نسبة أكسجة الدم من 25 ألف ليرة قبل أزمة كورونا إلى 75 ألف ليرة، بينما وصل سعر جهاز توليد الأوكسجين إلى مليونين ونصف المليون بعدما كانت قبل أزمة كورونا بين 400 – 800  ألف ليرة فقط، وهو مرتبط بوجود التيار الكهربائي.

وتبلغ أجرة اسطوانة الأوكسجين في اليوم بين 1000 – 2000 ليرة، بينما يجب على ذوي المريض دفع رهن الاسطوانة 150 ألف ليرة سورية، في حين تصل أجرة جهاز التوليد إلى 10 آلاف ليرة يومياً، مع ضمان صورة هوية ودفتر عائلة و150 ألف ليرة رهن، إضافة إلى شروط أخرى مثل سند الإقامة.

ولا تقف تكاليف المرضى هنا، فهم بحاجة إلى صورة أشعة للصدر، وطبيب يزور المنزل أو ممرض لوضع السيروم والأدوية، وأحياناً تحاليل للدم، وتكلفة كل واحدة منها في المنزل تصل إلى 50 ألف ليرة سورية.

أدوية مفقودة

ويعاني المرضى وغير المرضى على حد سواء، من فقدان الأدوية الخاصة بمرض كوفيد 19 والفيتامينات رافعة المناعة، حيث فقد السيتامول (مسكن ألم خافض حرارة) أكثر الأصناف انتشاراً في الصيدليات قبل أزمة كورونا، وكان يستخدم بدلاً من الفكة (الفراطة) عبر إعادة حبيتين أو ثلاثة من قبل الصيدلي لعدم توفر الفكة، بينما وصل سعر الظرف اليوم إلى 1000 ليرة سورية إن وجد، وقد يضطر المرضى لشراء نصف ظرف أو حبة.

أيضاً، فقد الفيتامين C الوطني، مقابل شح في النوعيات المستوردة حيث وصل سعر العبوة الواحدة إلى 9 – 10 آلاف ليرة سورية، بينما لايزال فيتامين D متوفراً بأسعار تتراوح بين 1500 – 5000، وسط فقدان الزينك والأزيثرومايسين بشكل تام.

طبيب ينصح

وبحسب طبيب الطوارئ عمران (س)، فإنه ينصح عند الإصابة بعدم تناول أي أدوية سوى الباراسيتامول عيار 500 مرة كل 6 ساعات لخفض الحرارة وتهدئة ألم العضلات والصداع، ولا ينصح نهائياً بتعاطي أي شيء آخر سوى الفيتامينات رافعة المناعة علماً أنها ليست علاجية وإنما داعمة لجهاز المناعة”.

وتابع “من الأخطاء الشائعة تناول الأزيثرومايسين دون مشورة طبيب، لأن هذا الدواء يعتبر مضاد حيوي ويعطى مع الهيدروكسي كلوروكين وضمن المشفى فقط وللحالات الشديدة، وتناول الأزيثرومايسين وحده لن يفيد لأنه مضاد جرثومي وليس فيروسي”.

وأضاف “منظمة الصحة العالمية والكثير من الدول تراجعت عن ذلك البروتوكول لأنه يؤثر على القلب ويرفع من الوفيات بسبب توقف عضلة القلب بدلاً من انقاذ مرضى كورونا”، مشيراً إلى أن “الأطباء يستخدمون الديكساميثازون للمرضى بالحالات الشديدة كونه مثبط للمناعة ويساعد في وقف رد الفعل المناعي المبالغ تجاه الفيروس المعروفة باسم عاصفة السيتوكين”.

ونصح الطبيب عمران المرضى وغير المرضى بتناول حبة فيتامين C واحدة يومياً سواء فوار أو غير فوار، مع حبة زينك عيار 25 حبة واحدة فقط، وفيتامين D3 من 10 آلاف وحدة مريتن بالأسبوع أو 20 ألف وحدة مرة بالأسبوع كوقاية، وللمرضى يمكن 50  ألف وحدة في الأسبوع بحسب إرشادات الطبيب”.

وأضاف “في الحالات المتقدمة يعطى ديكساميثازون ابرة يومياً، لتخفيف درجة التهاب الرئة وتخفيف عاصفة السيتوكين، لكن يبقى خياراً للحالات المتقدمة التي بدأت تعاني نقص أكسجة شديد وضيق تنفس، ويترافق الدواء مع تروية بالأوكسجين عبر اسطوانة أو مولدة تبعاً للحالة، وقد يحتاج إلى سيرومات نتيجة نقص التغذية والتجفاف”.

ونصح الطبيب بالإكثار من السوائل والتعرض للشمس لفترات كافية، وارتداء الأقنعة وتجنب الأماكن المزدحمة وعدم ركوب وسائل النقل إلا للضرورة، والاستعاضة عنها بالجري يومياً كرياضة.

وبينما تسجل وزارة الصحة السورية 1188 إصابة بكورونا، و52 وفاة حتى مساء الأحد الماضي، إلا أن الإصابات بحسب الأطباء والإعلاميين تزيد عن ذلك بعشرات الأضعاف، بينما ارتفع معدل الوفيات في دمشق من 25 وفاة وسطياً بشكل يومي، إلى أكثر من 125 وفاة يومياً منذ اسبوعين بحسب أرقام محافظة دمشق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.