بات كثير من عمال #مطاعم السوريين في #تركيا، بلا عمل، وآخرون قرروا البحث عن فرص عمل بعيدة عن مجال المطاعم والمقاهي، بعد الضرر الحاصل نتيجة إجراءات الاحتراز من #كورونا.

وتراكمت الالتزامات على بعض العمال السوريين، دون أن يحصل معظمهم على تعويض من الحكومة التركية مقابل تضررهم، جراء قرارات إغلاق المطاعم وتوقفهم عن العمل بسبب كورونا.

ولم يحافظ على عمله في مجال المطاعم إلا قسم قليل من السوريين ممن يعملون في اختصاص توصيل الطلبات والطهي، أما مقدمي الوجبات، ومشرفي طاولات الزبائن، فتعرض العديد منهم للتسريح من قبل أرباب العمل في ظل تراكم خسائرهم خلال الأشهر الماضية.

ورغم عودة المطاعم للعمل من جديد في أوائل حزيران الماضي، إلا أنه لم تعود العديد من المطاعم والمقاهي للعمل، بينما ازدادت مؤخراً عروض بيع المطاعم والمقاهي.

وخلال بحث طويل، لم نجد إحصائية توضح أعداد المطاعم والمقاهي المسجلة في عموم تركيا، والمغلق منها خلال أزمة فيروس كورونا، لكن عددها يقدر بعشرات الآلاف، وتنشط بشكل كبير في المدن الكبرى مثل إسطنبول، وبورصة، وغازي عينتاب، وأنقرة، وأزمير، وباقي الولايات.

سوريون بلا عمل بسبب إغلاق المطاعم

عدد غير محدد من السوريين العاملين بالمطاعم فُصلوا من أعمالهم في تركيا منذ إعلان وزارة الداخلية التركية عن إغلاق المطاعم والمقاهي وأماكن الشاي منذ حوالي خمسة أشهر.

وحصلت حوادث تسريح العمال لأسباب متفرقة، وتعلقت بظروف كل مطعم ومقهى، ولمن لا يوفر خدمات توصيل الطعام أغلق أبوابه، بينما بقيت عدد محدود من المطاعم تعمل بمجال توصيل الطلبات فقط.

“أبو تيم”، 33 عاماً، أحد العمال السوريين العاملين سابقاً بمطعم تركي في #غازي_عينتاب، يقول لموقع (الحل نت) «فُصلت من العمل بعد حوالي أسبوع من إغلاق المطاعم والمقاهي بسبب كورونا، وبقيت في المنزل ولم أتمكن من الحصول على وظيفة أخرى».

ويتابع، «بالأصل كنت مديناً بالمال لأحد الأقارب وفوق ذلك استدنت مالاً إضافياً خلال أزمة كورونا، مرت علينا أيام لا يوجد في المنزل سوى #الخبز، وبضع قطع الخضروات».

ومنذ أيام، وجد الشاب عملاً جديداً في إحدى مقاهي المدينة، ولكنه بالكاد يوفر المال الإضافي من أجل سد ديونه المتراكمة، خلال الأشهر الماضية.

وليست حالة “أبو تيم” فريدة من نوعها، حيث تواصلنا مع عدد من العمال السوريين وتحدثنا معهم عن تأثير أزمة كورونا عليهم، ليبدو أن أغلبيتهم فُصل من العمل.

ويأتي ذلك، رغم عدم تضرر المطاعم السورية، التي توفر خدمات توصيل الطعام، إذ استغنت بعض المطاعم عن عمالها بحجة الخسائر المتراكمة عليها بسبب قلة الإيرادات اليومية.

أجور متدنية في المطاعم السورية والتركية

ما يميز أجور العاملين في المطاعم والمقاهي عن غيرها من المهن، أنها يومية أو أسبوعية على أبعد تقدير.

“نور الدين”، 42 عاماً، أحد اللاجئين السوريين في تركيا، وكان يعمل محاسب في مطعم، يقول لموقع (الحل نت) إن «أجور العاملين متفاوتة فأعلى الأجور تذهب أحياناً للشيف، أو مدير الصالة بينما الأجور المنخفضة تذهب لعمال توصيل الطلبات، وتنظيف الطاولات، والجلي والتنظيف».

ويضيف «مثلاً قد يصل أجر الشيف اليومي إلى 150 ليرة تركية حسب خبرته، أما عامل توصيل الطلبات فيتراوح بين 50 إلى 80 ليرة، أما بخصوص المحاسبين، ومدراء الصالة فالأجور تقارب الـ 100 ليرة تركية يومياً، حسب المطعم وساعات العمل».

ويعتمد تحديد أجور الموظفين في المطاعم والمقاهي على التفاوض مع صاحب العمل، وقد تزيد الأجور بعد العمل المتواصل لأشهر مع المطعم أو المقهى، وفق “نور الدين”.

وتوجد فروق بسيطة في الأجور بين العمال السوريين والأتراك، حيث يتقاضى الأتراك أجوراً يومية تزيد عن 100 ليرة تركية وسطياً، أما من حيث استمرارية العمل، فلم تتخلى العديد من المطاعم، والمقاهي التركية عن عمالها خلال أزمة كورونا.

وخلال محادثة مع أحد العمال السوريين في مقهى تركي بغازي عينتاب، يقول «حصلنا على أجورنا أثناء توقفنا عن العمل بالأشهر الماضية، أنا أعمل هنا منذ سنتين وحاصل على إذن عمل من المقهى».

ويردف «رغم الدوام لساعات طويلة إلا أنني معتاد عليه بل تعرفت على الكثير من الزبائن، الذين يترددون باستمرار إلى هنا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.