أكد الرئيس السوري “بشار الأسد” أن إقامة «علاقات طبيعيّة» مع إسرائيل مشروط باستعادة سوريا لحقوقها، والمتمثلة باستعادة الأراضي السوريّة التي تسيطر عليها القوّات الإسرائيليّة.

وقال الأسد في مقابلة مع صحيفة «سبوتنيك» الروسيّة: «موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً. ولذلك، يكون الأمر ممكناً عندما تكون إسرائيل مستعدة، ولكنها ليست كذلك» حسب قوله

وأضاف الأسد تعليقاً على إقامة دول عربيّة علاقات مع إسرائيل أنه: «حتى اللحظة لا يوجد أي مفاوضات جارية بين سوريا وإسرائيل حسب تعبيره».

ورداً على تصريحات سابقة للرئيس الأميركي “دونالد ترامب” حول وجود خطة أميركيّة سابقة لاغتيال الرئيس السوري قال الأخير: «ذلك انعكاس لسياسة الولايات المتحدة المعتمدة على الاغتيال والتصفيات، موضحاً أن الولايات المتحدة تحتل “أرضنا وهم يدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع… حتى لو لم يكن لدينا أية معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهياً».

وتطرّق الرئيس السوري إلى الدور العسكري الذي لعبته روسيا في الحرب الدائرة في سوريا، حيث قال: «إذا تحدثنا عن الطيارين الحربيين، والقوى الجوية، نتذكر أن الطيارين الروس استمروا في طلعاتهم الجوية فوق الإرهابيين وبشكل يومي، مخاطرين بحياتهم، وقد تم إطلاق النار وإسقاط بضع طائرات من قبل الإرهابيين. وإذا تحدثنا عن الضباط الآخرين، فإنهم يقدمون الدعم للجيش السوري ليس على الخطوط الخلفية، بل على الخطوط الأمامية؛ وقد ارتقى شهداء من بينهم».

“بشار الأسد” أشار في تصريحات سابقة إلى أهميّة الوجود العسكري الروسي على الأراضي السوريّة، وذلك في الذكرى الخامسة لهذا التدخل، إذ وصف الوضع في سوريا قبل التدخل الروسي عام 2015 بأنه «خطير للغاية»، بسبب سيطرة فصائل المعارضة على مساحات واسعة من البلاد.

وقال الأسد خلال مقابلة مع صحيفة «زيفزدا» الروسيّة: «إذا وصفت الوضع بإيجاز في ذلك الوقت (قبل التدخل الروسي) يمكننا القول إنه كان خطيرًا للغاية، هاجم الإرهابيون أجزاء مختلفة من البلاد، واستولوا على المدن بمساعدة مباشرة من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وقطر والسعودية، وقدمت الدول الغربية والغرب دعمًا غير مباشر».

وأشار الأسد إلى أن السيطرة الواسعة لمن وصفهم بـ «الجماعات الإرهابيّة» على مساحات واسعة من الأراضي السوريّة دفعه للاتصال مع القيادة الروسيّة لإجراء التدخل العسكري المباشر.

وكشف وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” قبل أسابيع تفاصيل التحضيرات للعمليّة العسكريّة لدعم «الجيش السوري» قبل نحو خمس سنوات على الأراضي السوريّة.

وقال “شويغو” في مقال نشرتها صحيفة «النجمة الحمراء» التابعة لوزارة الدفاع الروسيّة إنه: «قبل بدء العملية تم وبشكل سري تشكيل قوة عسكرية في قاعدة حميميم، ضمت 50 طائرة حديثة ومحدثة، منها 34 طائرة و16 مروحية، ونشر وحدات للتموين والإسناد المادي والتقني، والحراسة وقوات العمليات الخاصة».

وأكد شويغو إرسال الجيش الروسي مستشارين عسكريين روس لتولي المهام العسكريّة في سوريا، إضافة «إلى نقل معدّات عسكريّة وتقنيّة لدعم القوّات السوريّة خلال سيطرتها على مساحات واسعة في المحافظات السوريّة».

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا تدخلت عسكريّاً بشكل فعلي أواخر عام 2015 وساهمت بقلب الموازين لصالح «الجيش السوري»، حيث تمكن خلال السنوات الماضية من استرجاع عشرات المناطق التي بقيت لسنوات في قبضة قوّات المعارضة من درعا وصولاً إلى حلب ومروراً بدمشق وريفها ومناطق في حمص وحماة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.