لهذه الأسباب… النجف أقل المحافظات العراقية قمعاً في “انتفاضة تشرين”

لهذه الأسباب… النجف أقل المحافظات العراقية قمعاً في “انتفاضة تشرين”

شهدت الاحتجاجات العراقية التي تُعرف بـ “انتفاضة تشرين” عُنفاً وقمعاً كبيرَين، منذ انطلاقها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 وحتى توقّفها بعد /5/ أشهر ونصف في (15 آذار/ مارس) المنصرم.

“انتفاضة تشرين” انطلقت في /9/ محافظات شيعية في الوسط والجنوب العراقي، بالإضافة إلى العاصمة العراقية #بغداد، ومعظم تلك المحافظات شهدت القمع والعنف والترهيب.

حدثت الكثير من المجازر في محافظات بعَينها على يد الأمن والميليشيات الموالية لـ #إيران، ففي بغداد مثلاً هُناك مجزرتين ارتكبتها الميليشيات بحق المتظاهرين.

الأولى هي “مجزرة مول النخيل” التي راح ضحيتها /34/ محتجاً بوساطة القنّاص مطلع أكتوبر 2019، والثانية هي “مجزرة السنك” في نوفمبر المنصرم، وراح ضحيتها /45/ متظاهراً.

في #الناصرية جنوبي العراق، لا تزال “مجزرة الحبّوبي” ماثلة إلى اليوم،، والتي يتهم بها الفريق الركن #جميل_الشمري عندما قُتل زهاء /70/ متظاهراً وقتها، وذلك في أواخر نوفمبر 2019.

في #كربلاء ذات الأمر قمعٌ تكرّر لعدّة مرات، أما #البصرة فحتى بعد توقف الانتفاضة استمر القمع اتجاه الناشطين فيها، ولعل آخرها مقتل الناشطة #رهام_يعقوب منتصف أغسطس المنصرم.

مُحافظة وحيدة كان القمع فيها نادراً، وهي #النجف، وهنا سلّطت الباحثة العراقية “رغد قاسم” الضوء على هذا الموضوع، مُجيبةً عن سبب ندرة العنف في النجف مقارنةً بنظيراتها.

تقول “قاسم” في تقرير أعدّته بنفسها إن: «أسباب قلّة القمع وانخفاض عدد الضحايا بالنجف تعود جزئياً لوجود المرجع الديني، آية الله #علي_السيستاني في المحافظة».

إضافة إلى ذلك حسب تقرير “قاسم” المنشور بموقع (المجلس الأطلسي) الإلكتروني: «وجود مجتمع مدني منظّم في النجف، ناهيك عن وجود محدود للغاية للميليشيات المقرّبة من #طهران».

من جانب آخر،  يصادف بعد /4/ أيام الذكرى السنوية للدفعة الثانية من “انتفاضة تشرين” في (25 أكتوبر) الجاري، وبهذه الذكرى تستعد المحافظات العراقية للتظاهر مجدّداً.

وفق التقرير فإن انتفاضة 2019: «كانت عفوية ودون قيادة فعلية، ما مكّن الأحزاب السياسية والميليشيات من استغلالها والالتفاف حولها، لكن الاحتجاجات هذه المرة ستكون مغايرة».

«ثمّة إدراك بضرورة وجود قيادة للاحتجاجات وتنظيمها هذه المرّة لمنع الميليشيات والقوى السياسية من التغلغل بعمق التظاهرات المرتقبة، (…) والنجف كانت سبّاقة في توحيد الصفوف».

تُؤكّد “قاسم” أن: «النجف استطاعت بوساطة مجموعتها المؤثرة من المجتمع المدني والنخب الدينية وضع خارطة طريق للمظاهرات عبر تنظيم التجمعات وتقديم مجموعة من المطالب».

«سمحت خارطة الطريق التي شاركتها النجف مع المحافظات الأخرى للحركة بتطوير هوية أكثر انسجاما تتماشى مع الواقع السياسي العراقي، (…) يُنتظر منها أن تتبلور في الاحتجاجات المقبلة».

في أكتوبر 2019 خرجت الانتفاضة ضد الفساد السياسي والإداري، وضد البطالة ونقص الخدمات، وضد التدخّل الإيراني بشؤون العراق، خصوصاً ضد الميليشيات الموالية لطهران.

قتل في الانتفاضة العراقية نحو /700/ متظاهر، وأصيب زهاء /42/ ألف محتج، ضمنهم قرابة /5/ آلاف أُصيبوا بإعاقة دائمية، وفق الإحصاءات الرسمية وغير الرسميّة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة