في إطار سعي إيران مؤخرا للاستحواذ على أكبر حصة من الاقتصاد السوري، وتثبيت نفوذها الاقتصادي في البلاد، بدأت مؤخرا في سوريا إجراءات تسليم مقبرة “زاهد” إلى إيران وهي إحدى أكبر المباقر في سوريا.

وأفاد موقع “هاشتاغ سوريا” المحلي ببدء تنفيذ إجراءات تسليم المبقرة وذلك حسب اتفاقية التعاون الاقتصادي الموقعة بين سوريا وإيران أواخر العام الفائت، والتي تنص من ضمنها على استثمار إيران لمبقرة “زاهد“.

وبحسب ما نقل الموقع فإن الكادر السوري للمبقرة “بدأ ترحيل المعدات وإفراغ المستودعات بينما باشر الإيرانيون بمسح الأراضي وزراعتها ثم دراسة الواقع الإنشائي للأبنية الإدارية والحظائر لصيانة ما يلزم منها، تمهيدا لإحضار قطيع من الأبقار والعجول وبدء العمل“.

قد يهمك: ما أهداف إنشاء مصرف مشترك بين طهران ودمشق؟

تفاصيل العقد

وتأتي سيطرة إيران على مبقرة “زاهد” في إطار مشاريعها التوسعية في الاقتصاد السوري، بعد أن نفذت العديد من المشاريع المتعلقة بالطاقة والاتصالات، في حين أكد مدير عام المبقرة خالد هلال، في تصريحات لـ“هاشتاغ سوريا” المحلي، أن مدة عقد استثمار طهران للمبقرة يمتد لـ25 عاما.

وأوضح هلال أن العقد “هو جزء من العقود الاقتصادية الموقعة بين الجانبين عام 2015، واستكملت الإجراءات التنفيذية لهذه العقود عام 2017، وتبلغ القيمة المادية أو المردود الاقتصادي للجانب السوري 200.000 دولار سنويا تدفع من الجانب الإيراني للحكومة السورية كبدل استثمار بغض النظر عن أي خسارة أو ربح“.

امتيازات المبقرة

وتقع مقبرة “زاهد” جنوبي محافظة طرطوس، يعود تاريخ إنشائها إلى عام 2000، بعد أن كانت محجر بيطري وحولت إلى مبقرة بهدف تسمين العجول لتأمين اللحوم في السوق، إضافة لتربية الأبقار الحلوب وتزويد معمل أجبان وألبان حمص بالحليب الطبيعي الطازج، حيث وصل إنتاجها إلى خمسة أطنان من الحليب يوميا.

تبلغ مساحتها الإجمالية 275 هكتار، مساحة الأراضي الزراعية فيها أكثر من 2250 دونم تزرع بالشعير والبرسيم لتغذية الأبقار، تتسع المبقرة لـ 600 إلى 800 بقرة حلوب وتحتوي على جميع انواع المعدات الزراعية من جرارات – سكك – مرشدات – بذارات – إضافة إلى عدة بيطرية كاملة، ويتألف كادرها البشري من واحد وخمسون شخصا، طبيبين بيطريين – ثلاثة مهندسين – خمسة مراقبين بيطريين – الباقي عمال حلابة وتغذية ومزارعين.

مشاريع إيرانية متعددة

وفي آخر مشاريع إيران في الاقتصاد السوري أيضا، أعلنت طهران مؤخرا الاتفاق مع الحكومة السورية، لإطلاق بنك مشترك بهدف تسهيل التعاملات التجارية بين الجانبين.

اتفاقيات سابقة للهيمنة على الاقتصاد

في 2017 وقعت خمس اتفاقيات بين سوريا وإيران، في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والصناعة والنفط والاتصالات والموانئ في طهران.

واعتبر رئيس مجلس الوزراء السوري عماد خميس تلك الاتفاقيات “نواة لكتلة كبيرة من التعاون المشترك بين البلدين في مجال الاقتصاد والاستثمار وإنشاء المصانع وإعادة الإعمار“، وفق ما نقلته وكالة “سانا”.

وفي نفس العام، وقعت مذكرة تفاهم بين البلدين من أجل التعاون في مجال القطاع الكهربائي، وتضمن المذكرة إنشاء محطات توليد ومجموعات غازية في الساحل السوري، إضافة إلى إعادة تأهيل محطات طاقة في دمشق وحلب وحمص ودير الزور وبانياس.

وتشهد سوريا مؤخرا ارتفاعا في أسعار المواشي فضلا عن ندرتها، إذ لم يعد أصحاب ومربي الماشية السوريين قادرين على رعاية مواشيهم، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأعلاف وغيرها من الوسائل الضرورية لتربية المواشي، ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي نفقت بسبب الأعمال الحربية.

اقرأ أيضا: تغير مفاجئ بدمشق.. انخفضت أسعار المواشي فارتفعت أسعار الأعلاف!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة