وصف مربو المواشي في سوريا، اقتران الارتفاع الفادح في أسعار الأعلاف بانخفاض في أسعار الأبقار والحيوانات، بـ”إجراء هزلي” أدخلهم في نفق مظلم وجعلهم في حيرة من أمرهم. يأتي ذلك بعد أن سجل سعر البقرة منذ ثمانية أشهر بحدود 6 ملايين ليرة، واليوم لا تصل إلى 3 ملايين ليرة سورية.

ما سر ارتفاع سعر الأعلاف؟

وردا على هذه الشكوى، والتي أكد صحتها مدير الأعلاف في طرطوس، محمد حسين، حيث قال لصحيفة “الوطن” اليوم الثلاثاء، إن “أقوال مربي البقر صحيحة، لكننا كمنشأة أعلاف لا علاقة لنا بقضية تسويق الحليب وسعر بيعه، فالأمر مرتبط بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك”.

وأشار إلى أن الوزارة ملزمة بدراسة التكلفة وإضافة هامش ربح عادل، ومساعدة مالية لكل كيلوغرام من الإنتاج أو مساعدة لرأس واحد من أبقار الحلوب، أو تحديد وكالة تسويق منتظمة لتسويق المادة بسعر مقبول لجميع الأطراف، أو مساعدة المربي بشكل مباشر في الأعلاف.

وبحسب مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، في طرطوس، سالم ناصر، خلال حديثه لصحيفة “الوطن”، نفى أي ارتفاع رسمي طرأ على الأعلاف، مشيرا إلى أن العلف خاضع لبيانات التكلفة المقدمة للمديرية من قبل المنتجين المحليين وموثقة في فواتير منتظمة حسب الأسعار التي تحددها الوزارة.

وأوضح أن دورياتهم تقوم بمراقبة فواتير المنتجين ومطابقتها مع أدوات التسعير لكل منتج، وكذلك تنظيم الضوابط القانونية في حالة حدوث انتهاك أو في حالة فشل المنتج في تقديم بيان التكلفة.

إلا أن مربوا المواشي في المنطقة، قالوا إن أكبر معاناة يعيشونها اليوم في ظل غياب أي دعم حكومي لمزارعهم هو الارتفاع الجنوني بسعر علف الحليب. حيث بلغ كيس العلف 40 كيلو سعر 63500 ليرة سورية، وبلغ كيس العلف 50 كيلو سعر 89000 ليرة.

كما بلغ سعر طن التبن، وفقا لحديث المربين، 600 ألف ليرة سوري، وسعر علبة دواء الفيتامين 55 ألف ليرة سوري. بينما لا يأخذ التجار كيلو الحليب من مزارعهم إلا بمبلغ 1200 ليرة. وكيلو العلف يُحسب عليهم وسطيا بمبلغ 1700 ل.س. مع العلم بأن كيلو العلف لا ينتج كيلو حليب، إضافة لارتفاع أجور الطبابة البيطرية وأدويتها.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار الأعلاف وندرتها يهدد تربية المواشي في ديرالزور

نضوب الثروة الحيوانية في سوريا

لم يعد أصحاب ومربي الماشية السوريين قادرين على رعاية مواشيهم. في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأعلاف وغيرها من الوسائل الضرورية لتربية المواشي. ناهيك عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي نفقت بسبب الأعمال الحربية.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو”، فإن أن أعداد الثروة الحيوانية قد انخفضت بشكل حاد منذ بداية الحرب. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار العلف الحالية. وعدم الوصول إلى المراعي إلى نفاد المخزون المحلي على نطاق واسع.

وأشارت المنظمة، في تقريرها الصادر بشهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، إلى انخفاض أسعار الحيوانات الحية مقارنة بالعام الماضي. حيث باع المزارعون جزءا من قطعانهم للحصول على السيولة لشراء الأعلاف والمدخلات الأخرى للحيوانات المتبقية.

وفي شباط/فبراير الفائت، قال رئيس جمعية الجزارين، أدمون قطيش، إن المواشي في سوريا مهددة بالانقراض. مع التناقص المستمر في أعداد الماشية والحيوانات. وهو ما يعزى بشكل أساسي إلى ارتفاع أسعار الأعلاف التي يتم استيراد معظمها.

وفي السياق ذاته، ذكر وزير الزراعة، محمد حسان قطنا، لوكالة “سبوتنيك” الروسية، في وقت سابق، إن كارثة تلوح في الأفق لسوق المواشي. وأن المنشآت الزراعية فقدت ما بين 40 و 50 بالمئة من الدواجن، و 50 بالمئة من الماشية. كاشفا أن احتياجات سوريا من السماد للعام 2022 تبلغ 100 ألف طن.

للقراءة أو الاستماع: الأعلاف الروسية هي المفضلة لدى الحكومة السورية!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.