مع تصاعد عمليات داعش: هل خرجت الأوضاع عن سيطرة القوات النظامية في البادية السورية؟

مع تصاعد عمليات داعش: هل خرجت الأوضاع عن سيطرة القوات النظامية في البادية السورية؟

لقي أحد عشر عاملاً في شركة “القاطرجي”، المسؤولة عن نقل النفط من مناطق سيطرة #قوات_سوريا_الديمقراطية إلى مناطق سيطرة #الحكومة_السورية، مصرعهم، بعد تعرضهم لكمين شرقي سوريا،  وأكدت مصادر محلية أن «عناصر من تنظيم #داعش ألقوا القبض على سائقي الشاحنات، أثناء مسيرهم على طريق الرقة – سلمية، ثم قاموا بقتلهم نحراً».

ونشط تنظيم داعش، في الآونة الأخيرة، في حرب الكمائن ضد #القوات_النظامية في البادية السورية، ما أدى لخسارتها مئات المقاتلين، وتدمير عشرات من آلياتها، رغم الحملة الجوية، التي يشنها الطيران الروسي، ضد مواقع التنظيم في البادية، وخصوصاً في مناطق شرق #سلمية، ومنطقة “أثريا-خناصر” بريف #حلب الشرقي.

 

استنزاف وفق خطط متعددة

«يعمل التنظيم على استنزاف القوات النظامية، عن طريق عدة خطط، أولها العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وأيضاً عمليات الاغتيال المباشرة لبعض قادتها وعناصرها. فضلاً عن الهجمات المباشرة، مثل التي شنها التنظيم، في الفترة الأخيرة، على مواقع الفرقة الحادية عشر، وبعض الألوية والكتائب المنتشرة في البادية». بحسب  “عرابي عبد الحي عربي”، الباحث في شؤون الجماعات الجهادية.

وحول أسباب بقاء التنظيم في البادية يؤكد “عرابي”، في حديثه لموقع «الحل نت»: «لم تستطع قوات #التحالف_الدولي التخلّص من بقايا التنظيم في البادية، بسبب طبيعة المنطقة، وكثرة المخابئ فيها، من كهوف ومغارات، أما العمليات، التي تشنها القوات النظامية فيها، فتكون لاعتقال عنصر أو إثنين من التنظيم على الأكثر، وهذا بطبيعة الحال لن يؤدي للسيطرة على البادية بشكل كامل».

 

قلق روسي

ويتابع “عرابي” بالقول: «القوات النظامية تخسر كثيراً من العتاد والعناصر، نتيجة حرب الاستنزاف هذه، وروسيا تنظر للأمر بعين القلق، لأنه قد يجعلها مضطرة للانخراط بشكل مباشر في هذه الحرب، وهذا قد يكلفها خسائر مادية وبشرية كبيرة، ما يؤدي إلى تصعيد المعارضة الداخلية في #روسيا ضد التدخل في سوريا، لذلك هي تحرص فقط على حماية بعض مناطق النفط والغاز في البادية، مثل حقلي “شاعر” و”الضبيات”، وقريباً حقلي “خراطة” و”صفيان” جنوبي #الرقة، اللذين تتمركز حولهما القوات الروسية».

ويختتم حديثه بالقول: «أعتقد أن التنظيم سوف يعمل، في الفترة القادمة، على زيادة مستوى هجماته كماً ونوعاً، لإرهاق القوات النظامية أكثر، واستنزافها في حرب عصابات طويلة الأمد. ومن المتوقع أن تتوسع العمليات العسكرية في الأشهر القادمة، وخاصة في فصل الشتاء، لأن حركة أرتال القوات النظامية ستكون أقل من حركتها المعتادة في الصيف، الأمر الذي يتيح للتنظيم تجميع قواته، وتنسيق هجمات مركزة على المناطق الاستراتيجية، والقطع العسكرية الكبيرة».

 

عجز القوات النظامية

من جهته يقول “محمد الخالد”، العميد المنشق عن القوات النظامية: «تنظيم الدولة ينشط بشكل كبير في #تدمر وبادية “السخنة” في ريف #حمص الشرقي، إضافة إلى منطقة “أثريا-خناصر” قرب #ريف حماة الشرقي، ومناطق ريف #دير_الزور الشرقي، وهي مناطق تشغل مساحات شاسعة في البادية، لم يتمكن أي طرف، خلال #الحرب_السورية، من السيطرة عليها بشكل كامل».

ويضيف “الخالد” في حديثه لموقع «الحل نت»: «قوات داعش، التي تم طردها من الرقة ودير الزور والحسكة، انتشرت في البادية، بعد مقتل عدد من مقاتليها، واعتقال قسم أخر، وأصبحت حركة عناصرها أكثر سهولة، بعد أن فارقوا عوائلهم، لذلك بدأوا بحرب الكمائن ضد أرتال القوات النظامية، التي تمرّ في البادية السورية، وينجحون بقتل عشرات الجنود، وأصابة آخرين، بشكل شبه يومي».

وحول أسباب عدم قدرة القوات النظامية على إنهاء التنظيم يقول الخبير العسكري: «تحتاج الحكومة السورية الى آلاف الجنود المدربين، ولدعم جوي روسي شامل، لإطلاق معركة تشمل البادية السورية بأكملها، قد تمتد لأشهر طويلة، وهذا الأمر غير مضمون النتائج، بسبب طبيعة المنطقة المعقدة، لذلك فإن القوات النظامية باتت عاجزة فعلياً عن إيقاف عمل خلايا داعش».

ونصب تنظيم داعش كميناً لمجموعة من قوات “الفوج ١٣٧”، التابع للقوات النظامية، وعناصر من ميلشيا #الدفاع_الوطني، في المنطقة الصحراوية بين مدينتي #الميادين ودير الزور، ما أسفر عن مقتل عشرين عنصراً، بينهم ضابط برتبة عميد، فضلاً عن عشرات الجرحى.

 

السيطرة على المدن

الناشط الصحفي “فيصل السليم” يرى أن «عمليات خلايا التنظيم تتصاعد في الفترة الأخيرة، بهدف جمع غنائم من القوات النظامية، وقتل أكبر عدد من جنودها، لإضعاف قوتها في المنطقة، ما يمكّن التنظيم من السيطرة على مناطق استراتيجية، كما حدث من قبل في معارك ريف حمص الشرقي، والتي سيطر فيها التنظيم على مدن وبلدات مهمة، منها مدينة تدمر، دون مقاومة تذكر من القوات النظامية».

ويضيف في حديثه لموقع «الحل نت»:  «شنت روسيا عشرات الغارات الجوية، في الأسابيع الماضية، لكنها لم تحقق أي تقدم عسكري، بسبب وجود مخابئ طبيعية كثيرة في المنطقة، وعدم اعتماد التنظيم على مقرات يسهل استهدافها، فقواته متنقلة على امتداد مناطق البادية، مع تأمين دعم لوجستي، عن طريق شراء السلاح والعتاد من تجّار سلاح في المنطقة، أو من ضباط القوات النظامية أنفسهم».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.