كغيرها من #المهن تأثرت مهنة الحلاقة #النسائية في محافظة #الرقة، ولا سيما أثناء فترة سيطرة تنظيم “داعش” عليها، إذ أغلق عناصر التنظيم المتطرف حينها عدة صالونات تجميل نسائية في المنطقة بحجج مختلفة، ومنعوا العاملات في هذه المهنة من مزاولة أعمالهن ضمن منازلهن.

وزاد الأمر سوءاً ارتفاع أسعار أجهزة التجميل وانعدام الكهرباء عن المنطقة، إضافة لنقص في المعدات والمستحضرات، إلا أن ذلك أثر على بعض الاختصاصات في المهنة دون انقراضها بشكل كامل.

إذ عادت المهنة للنشاط في المحافظة، تزامناً مع استقرار المنطقة وعودة الاحتفالات (الأعراس والمناسبات) من جديد، وبخاصة بعد الدورات التدريبية المهنية، التي أقامتها منظمات المجتمع الدولي ولجان المرأة لنسوة المحافظة.

تحديات المهنة في ظل وجود تنظيم داعش

“حسناء الصالح”، صاحبة صالون تجميل من المدينة، قالت لموقع (الحل نت)، «في الأيام الأولى من سيطرة داعش، على المدينة لم أتوقف عن عملي لعدة أشهر إلى حين، تأسيس جهاز #الحسبة_الإسلامية، التي جعلت النساء أولى اهتماماتها، من حيث الملبس والحركة والعمل».

«وداهمت دورية تابعة للحسبة صالوني وفرضت عليَّ تطبيق قوانين عدة أبرزها، عدم استخدام اسم مؤنث للصالون، وعدم وضع صورة امرأة كلافتة للصالون، ومنع صبغ الشعر ورسم الوشم ونتف الحواجب بحجة أنها أعمال تغير خلق الله وتلاعب بملامح النساء»، وفق قولها.

وأضافت أن «دوريات الحسبة كانت تتابع عمل الصالونات النسائية عن كثب، ودائماً ما يتواجدون بالقرب من صالوني، وكانوا يخالفون الرجال عند اقترابهم من الصالون، وفي حال أمسكوا بأي امرأة خارجة من الصالون غير مغطاة بالكامل، يتم تغريم صاحبة الصالون بمبلغ مرتفع».

وبعد عام من سيطرة “داعش” على المدينة، جاء القرار الأخير بخصوص صالونات التجميل، إذ نص القرار على إغلاقها بشكل نهائي لا مجال للتفاوض به أبداً، ومن لا تكترث لذلك تعاقب مع زوجها كونه سمح لها بالعمل ولم يجبرها على تطبيق الأمر، بحسب الصالح.

تقول “مريم الإبراهيم”، كوافيرة من المدينة، لموقع (الحل نت) إن «صاحبة الصالون التي كانت تعمل لديها لم تكترث بقرار الإغلاق الذي أصدره التنظيم، وبقيت تعمل بشكل سري في قبو أحد المباني بحي المشلب».

«ولا نستقبل في الصالون إلا الزبونات القديمات، إلا أن عملنا لم يدوم طويلاً بسبب دهاء جهاز الحسبة النسائية والذي كان فيه عدة عناصر نسائية من نساء المدينة، وبعد أن ضبطوا عدة صالونات سرية ونظراً لجدية العقوبة التي كانت تُنفذ بحق أصحابها، أجبرنا الخوف على إغلاق الصالون»، على حد وصفها.

وتابعت أن «عقوبة من تم ضبطها وهي تمارس عمل الكوافيرة بعد قرار الإغلاق، تم جلدها أكثر من 100 جلدة ومصادرة أموالها المنقولة وغير المنقولة بشكل كامل، وعقب ضبط عدة حالات مخالفة، أُغلقت جميع الصالونات في المدينة ولم يتبقى إلا الكوافيرة التي لديها علاقات قوية مع داعش وتملك أقارب منهم وتعمل لخدمة نساء داعش فحسب».

بعد داعش عوائق جديدة للمهنة!

واجهت المهنة عقب خروج تنظيم داعش من المنطقة عدة عوائق أدت إلى تقلص عدد الصالونات في المدينة، بحسب “فاطمة الجندي”، وهي صاحبة صالون تجميل في المدينة.

وقالت الجندي لموقع (الحل نت) إن «عدم توفر مستحضرات التي كنا نستوردها من #تركيا وارتفاع أسعارها من أبرز العوائق التي تواجهنا بعد عودتنا للعمل، فبعد توقف حركة الاستيراد من تركيا بتنا نجلب لوازم التجميل والمكياج من مناطق سيطرة السلطات السورية، التي تتميز بجودتها العالية كون أغلبها يُجلب من دول أوروبا عن طريق التهريب من #لبنان، لكن أسعارها مرتفعة جداً مقارنة بالمستحضرات التركية».

ولفتت إلى أن «الخدمات اقتصرت في بعض الأحيان على قص الشعر والتسريحات وصبغ الشعر، بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء وعدم قدرتها على شراء مولدة كهربائية».

ولا تتوفر إحصائيات عن أعداد الصالونات في محافظة الرقة، بسبب أن أغلب محترفي هذه المهنة، يعملن في غرف ضمن منازلهن، ويملك بعضهن أدوات حديثة كحمامات الشعر وأجهزة تنظيف البشرة، والبعض يعمل بأدوات أقل ويكسبن رزقهن من المهنة ويحافظن عليها من الانقراض.

أعمال ساهمت في نشاط المهنة

“مشعل العمر”، حلاق رجالي من المدينة، ذكر لموقع (الحل نت) أن «الدورات التدريبية التي أقامتها المؤسسات المدنية للمرأة عن المهنة، تعد من أهم الأعمال التي ساهمت بنشاط المهنة، فبعد أن سمعت عن الدورات التي تُقام عن المهنة بالتعاون مع لجنة المرأة، أرسلت زوجتي وحضرت الدورة وبعد أن أنهتها قمت بافتتاح صالون نسائي في المنزل وتعمل به زوجتي حالياً».

وناشد الجهات المعنية بـ «ضرورة تشكيل لجنة أو نقابة للاهتمام بأعمال الصالونات النسائية وتنظيم عملها في المحافظة».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.