بدأت الاحتجاجات في سوريا في أعقاب الثورات التونسية والمصرية والليبية، حيث أُطيح حكامٌ عرب ديكتاتوريين، وبتشجيع من الغرب لاسيما فرنسا، اعتقد المحتجون أنهم سينجحون.

لكن حكومة دمشق، قمعت الاحتجاجات بالقوة وأراقت الدماء، وتنازل عن بعض المدن ولم يكن لديه خيار آخر سوى طلب المساعدة من حلفائه: حزب الله اللبناني في العام 2013، ثم إيران وميليشياتها الأفغانية والعراقية، وأخيراً روسيا اعتباراً من العام 2015.

كما لم يتردد الرئيس السوري #بشار_الأسد في لعب الورقة الجهادية، واستغلال التقاعس الدولي، حيث قصف ضواحي دمشق بالغاز في صيف عام 2013.

فهناك 387 ألف قتيل، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بينهم 117 ألف مدني بما في ذلك 22 ألف طفل، كما فقد الجيش الحكومي أكثر من 130 ألف  مقاتل. وقتل من ميليشيات حزب الله 1700 مقاتل، بينما قتل 57 ألف مقاتل من المعارضة و67500 جهادي.

ولا تشمل هذه الحصيلة 88 ألف شخص ماتوا تحت التعذيب في سجون الحكومة،  وبفضل الدعم الروسي والإيراني، استعادت دمشق أجزاء كبيرة من الأراضي السورية، وهي تسيطر الآن على 70٪ من البلاد.

لكن بأي ثمن؟ أجبرت الحرب أكثر من نصف السكان على الفرار: 6.7 مليون نازح داخل سوريا؛ و5.5 مليون لاجئ خارج بلادهم.

أنقذ “الأسد” سلطته، لكنه يحكم كومة من الخراب، واقتصاده تخنقه العقوبات الدولية. ومنذ ما يقارب من عام، في 7 كانون الثاني 2019، جاء حاميه #فلاديمير_بوتين لرؤيته في دمشق لأول مرة.

«استدعاه إلى #مطار_حميميم ولم يمر حتى بالقصر الرئاسي»، يقول “فابريس بالانش” أستاذ الجغرافيا في جامعة ليون الفرنسية والمتخصص في الشأن السوري.

ونقلت صحيفة (LEFIGARO) الفرنسية، عن الدبلوماسي قوله: «الحدود هي أحد الرموز الرئيسية لسيادة أي بلد، والحدود الدولية لسوريا في أيدي الأجانب بنسبة 80٪! ففي الشمال يسيطر الأتراك على الحدود. وباتجاه الشرق، يسيطر الأكراد ومن بعدهم الروس».

«أما الحدود مع العراق في الجنوب والجولان ولبنان، فهي تحت سيطرة الميليشيات الشيعية وحزب الله. ولا يسيطر النظام السوري إلا على المعابر المؤدية إلى كسب، شمال لبنان، وقليلاً على طول الحدود مع الأردن»، يؤكّد “بالانش”.

فهل سينتهي الأمر بموسكو بالتخلي عن الأسد؟ وهل ستتمكن إيران من الانسحاب؟ وهل سترد تركيا على العقوبات الأميركية الأخيرة بشن هجوم جديد على أعدائها الأكراد السوريين؟ قبل ستة أشهر من الانتخابات الرئاسية في دمشق، الأحداث الدرامية المتسلسلة في سوريا مستمرة في تأجيج التكهنات.

ويتابع “بالانش” قائلاً: «تخلى الروس عن إيجاد بديل للأسد. فباعتراف الجميع، الأسد لا يسهل عليهم الأمر، لكن التدخل الروسي في سوريا أعطى مزايا لموسكو، منها وجود موطئ قدم لها في البحر الأبيض المتوسط، ومحطات رادار في تدمر، واختبار معدات عسكرية لبيعها في العالم».

مؤكّداً أن روسيا «باتت وسيطاً بين إسرائيل وإيران. الروس واقعيون، فهم يعرفون أن سوريا غير قابلة للإصلاح مع الأسد، لكن من دون الأسد ستكون فوضى. أما بالنسبة للأسد، فيعرف جيداُ بأنه ليس ببضعة مليارات تبرعت بها دول خليجية معينة من شأنها أن تتجنب العقوبات الدولية ضد اقتصاده، ولا المحكمة الجنائية الدولية ضده. كما أنه يدرك تماماً بأن أفضل حماية له هي إيران التي لن تتركه».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.