كشف الأمين العام الاسبق للجامعة العربية عمرو موسى في كتابٍ جديد، صدر له مؤخراً، عن كواليس وأسرار زيارته الأولى إلى #العراق بعد إسقاط نظام #صدام_حسين، وكانت الزيارة عام 2005 والتي تضمنت لقاءً بالمرجع الديني #علي_السيستاني وكبار المسؤولين في البلاد.

وذكر موسى في كتابه الجديد بعنوان (سنوات الجامعة العربية) والصادر عن “دار الشروق” بالقاهرة، أن «محاولات انتزاع #العراق من حاضنته وهويته العربية في مشروع الدستور العراقي زادت من قرع أجراس الخطر لدى القوى الكبرى في العالم العربي».

وأضاف أن «اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق في جدة عام 2005 اتفقت على قيام الأمين العام للجامعة العربية بزيارة إلى العراق‏،‏ في أقرب وقت ممكن‏ للتحضير لمؤتمر مصالحة وطنية تحت رعاية جامعة الدول العربية‏، وهو المسمى الذي اعترضت عليه بعض القوى العراقية، ليصبح مسماه (المؤتمر التحضيري) لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي».

وبحسب الكتاب، فإن «طائرة موسى طارت في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2005، وهو يحمل مبادرة تهدف إلى عقد مؤتمر للحوار والتوافق الوطني العراقي تحت مظلة جامعة الدول العربية بهدف وقف نزيف الدم وإزالة الخلافات والصراعات والانقسامات»، على حد تعبيره.

وأجرى خلال الزيارة مباحثات مع كبار الشخصيات السياسية والدينية ورئيس الحكومة حينها #إبراهيم_الجعفري، ورئيس مجلس النواب حاجم الحسني ومسوؤلين من بينهم #عادل_عبد_المهدي وهوشيار زيباري، في مقر محصن في الجادرية بقلب العاصمة #بغداد.

كما التقى موسى، قادة كتل سياسية من بينهم عبد العزيز الحكيم الذي كان زعيمًا للائتلاف الشيعي في العراق، مشيراً إلى أن زعيم التيار الصدري #مقتدى_الصدر لم يوجه له دعوة، فامتنع عن زيارته.

وتوجه موسى إلى النجف بطائرة مروحية والتقى السيستاني، السبت 22 تشرين الأول/أكتوبر 2005، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وعن لقاء السيستاني، قال: «ذهبت لبيت السيستاني وكان متواضعاً للغاية جلست معه على الأرض».

أكد السيستاني في محادثاته معي حرصه على وحدة العراق وسلامة أراضيه‏،‏ وإنهاء الاحتلال الأجنبي بالطرق السلمية‏،‏ ووصف الانتخابات بأنها ضرورية‏،‏ ويجب أن تحقق العدالة لجميع أبناء الشعب العراقي، وفقاً للكتاب.‏

ولفت إلى أنه «قبيل انتهاء اللقاء، طلب السيستاني أن أبقى معه للقاء منفرد لدقائق ولما خرج الجميع. قال السيستاني: يا سيادة الأمين العام يا أخي العزيز عمرو موسى سأقول لك شيئاً تذكره “لا تلقوا بالعراق في أحضان #إيران”».

مبيناً أنه (موسى): «رد على السيستاني قائلاً، “وجودي هنا لتأكيد الهوية العربية للعراق وهي مسألة مهمة لهوية العراق ولأمن العراق».

وأكد موسى أن «السيستاني رد مكرراً ذات العبارة: يا أخي لا تلقوا بالعراق في أحضان إيران».

واصفاً زيارته للعراق، بأنها «كانت من أهم وأعقد التكليفات ولكنها كانت من أمتع المسؤوليات والمناقشات والحوارات التي أجريتها في حياتي، وأستطيع أن أقول إنها حققت الهدف منها، وهو عقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة بعد انتهاء زيارتي بأقل من شهر».

جديرٌ بالذكر، أن عمرو موسى، وهو من مواليد 1936 بالقاهرة، عمل مديراً لإدارة الهيئات الدولية بوزارة الخارجية المصرية عام 1977 ومندوباً دائماً لمصر لدى الأمم المتحدة عام 1990 ووزيراً للخارجية في #مصر عام 1991 وأميناً عاماً للجامعة العربية عام 2001، وفي عام 2011 انتهى دوره في الجامعة العربية وخلفه نبيل العربي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.