بِذكرى رحيلها.. هكذا تقول “نجوى قاسم” عن بغداد، وبِالوَردِ وَدّعَتها الأخيرَة!

بِذكرى رحيلها.. هكذا تقول “نجوى قاسم” عن بغداد، وبِالوَردِ وَدّعَتها الأخيرَة!

بمثل هذا اليوم استفاقَ العالَم العرَبي على وقع صدمَةٍ لم يهضمها حتى من أذاعوا الخبرَ على الشاشات من المُذيعين والمذيعات. الخبر/ الصدمة، هو رحيل #نجوى_قاسم.

“قاسم” الإعلامية اللبنانية التي أحبَّت الإعلام؛ فضحَّت بتخصّصها الأكاديمي “الهندسة المعمارية”، وخاضَت مضمار الإعلام، واتقنته أفضل اتقان بشهادة معظم أبناء وبنات المهنة.

سريعاً رحلَت “نجوى” مع أولى ساعات الصباح الثاني من السنة الكبيسة 2020. غادرَت وهي بأوج عطائها إثر نوبة قلبية مُفاجئة عن عُمرٍ ناهز الـ /52/ عاماً.

أحبَّت “نجوى” #العراق وارتبطَت مع عاصمته #بغداد بذُكرياتٍ جُلّها حزينَة، لكنها بالطبع لم تخلو من ذُكرَياتٍ “حُلوَة”، إنّما الغالب هو الحزن كما حزن تلك البلاد الذي لا ينضب.

بدأَت قصّة “نجوى” مع العراق إبّان التغيير في 2003، فكانَت أول صحفية عربيّة تُغَطّي أحداث تغيير النظام على يد #أميركا من قلب بغداد، بلا خوفٍ من القصف الذي تعيشه العاصمة وقتئذ.

في 2004، تعرّض مكتب قناة (العربية) التي تعمل معها في بغداد لانفجار راح ضحيته أغلب ممن معها في المكتب. نهضت هي من بين الأنقاض، وراحَت تبث بالمُباشر.

كانت “نجوى” تنقل الحدث، والدم على جسدها. وهي تنقل الحدث عبر الهواء، كانت توقف السيارات المارّة؛ لإنقاذ زُملائها الجرحى ونقلهم إلى أقرب مستشفى من منطقة #الكرادة.

تقول “نجوى” في سؤال وُجّه لها ذات مرّة في مُقابلة مُتلفزَة بما معناه: ماذا تعني لكِ بغداد؟ أجابَت وهي تشهق آنفاسها: «بغداد بالنسبة لي، هي مخزَن الأحزنَة».

في #بيروت قبل /6/ سنوات، بالضبط في 2015.. قال أحد الصحفيين بإحدى الندوات المعنيّة بمجال الإعلام: «أنا عراقي»، فقالت “نجوى”: «هذه البلاد تُحَرّك فينا الحزن والألَم».

لم تنتهِ قصّتها مع بغداد كما العراق عند هذا الحد، إنّما أمسى الملف العراقي هو الملف الأساس الذي رافقَ “نجوى” طيلة عملها في قناتَي (العربية) و(العربية الحدث) حتى رحيلها.

كان هذا الملف هو أول ملفّات برنامج “حدث اليوم” بمجمل الأيام، ولعلّ ملف “انتفاضة تشرين” في آكتوبر 2019، كان الأكثر تأثيراً عليها بالتزامن مع “انتفاضة لبنان”، كما يتضح من حسابها في #تويتر.

هُنا في هذه التغريدة مثلاً عبّرَت “نجوى” عن حزنها العميق تجاه ضحايا #مجزرة_الخلاني في (6 ديسمبر 2019) التي قُتلَ إبّانها قرابة /34/ مُتظاهراً. هذه التغريدة قبل /26/ يوماً من رحيلها.

عندَ رحيلها بعد /26/ ليلَةً من تلك التغريدَة في (2 يناير 2020)، خصّصَت (العربية الحدث) برنامج “حدث اليوم” لاستذكار “نجوى” في تلك الليلة. ساعتان من الحديث عنها.

قالَ المُذيع في بداية مُقدّمته الاستذكاريّة: «ها هُوَ وَردٌ جاء إليها من بغداد. بغداد الحُب والعشق والثَورَة. وردٌ أحمَر وليس بنَفسَجي.. كما قال #درويش: وأكرَهُ وردَ البنفسَج لأنه وَردَ الجنائز والكنائس».

https://www.instagram.com/tv/B601HQvnStX/?igshid=1eh5pe7ol43jh

أردفَ المُذيع بالقول: «هو وَردُ الأفراح كما أراد أهلُ العراق أن يعطوا لِـ “نَجوى” اليوم». بتلك الوردَة التي زيّنَت مكتبها الذي أطلَّت منه علينا لسنوات، ودّعَت بغداد “نجوى” التي تُحبّها كَما أحَبّتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة