كان يا ما كان: بمثل هذا اليوم من عام 1945 وُلدَت للحياة الفنانة #نبيلة_عبيد، ولم تكن تعرف أن الصدفة ستكون نبيلَةً معها وتجعل منها “نجمَة مصر الأولى” في عالَم #السينما.

هذه الصدفة كانت إبّان دراسة “عبيد” بإعدادية العَبّاسيّة للبنات في #القاهرة التي أبصرت منها لأول مرة للحياة، عند تعرّفها على المخرج “عاطف سالم” وهي ابنة الـ /16/ ربيعاً.

سَريعاً رأى “سالم” الموهبة فيها، فأخذَ بجنحَيها لفيلم “مفيش تفاهم” بدور كومبارس صامت في نفس العام الذي تعرّف به عليها، لتكون انطلاقتها من هذا الفيلم عام 1961.

https://youtu.be/cPK9eIpdA30

لم يقف إعجاب “عاطف” عند موهبة “عبيد” بالتمثيل، بل تعدّاه للإعجاب بها ككُل، فأحبّها، ليتزوّجها وهي بعمر /18/ سنة، بالضبط في 1963، عندما أطلّت بذاك العام بالفيلم الذي أخذها للشُهرة.

ذاك الفيلم الذي سحبها للشهرة، كان اسمه “رابعَة العدويّة”، فمثّلَت به دور البطولة، فكانَت تلك الزاهدة التي تعاطف الناس معها، لتستمر على دور “الزاهدة” بتلك الفترة في أفلامها اللاحقة.

مثل أي شيء روتيني في الحياة، يكون نهايته الملل، ذات الأمر حدث مع “عبيد” من ذلك الدور، فما كان منها إلا أن تتجه لتجربة “الدلَع والإغراء” حسب المؤرّخ السينمائي “محمود قاسم”.

https://youtu.be/djkDCnK1lvU

لذا تجد أن “نجمة مصر الأولى” اتجهت إلى #لبنان لأداء تلك الأدوار بعدّة أفلام اقتصرَ الإغراء فيها على «القبلات والملابس الديكولتيه»، حسبما يذكر “قاسم” بكتابه “جميلات السينما المصرية”.

حتى هذه الأفلام لم تُشعر “نبيلة” بتحقيق ما رغبت به من إنتاج وعطاء، فعادت إلى #مصر؛ لأنها وجدَت أن الألَق سيكون من باب القصص الروائية، وبلدها معطاء بالروائيين.

أحسنَت “عبيد” الخيار هذه المرّة، فأمسَت تمثّل أدوار البطولة لأبرز كاتبين وقتذاك وهما #إحسان_عبد_القدوس و #نجيب_محفوظ، ليبرز نجمها بشكل لافت منذ السبعينيات.

تمثيلها البطولة لقصص “عبد القدّوس” وَ”محفوظ” جعلَها تزهو في سينما مصر منذ مطلع السبعينيات مروراً بالثمانينيات وحتى مطلع التسعينيّات، فكانت أهم فتراتها هي تلك الحقبة.

شهدَت تلك الفترة انتقالة بأدوار “عبيد” من “الدلع” إلى أدوار “الشرّيرَة” و”الحَبّوبَة”، ففيما يخص الأولى سلّط “قاسم” الضوء على تلك الأدوار بكتابه “أشرار السينما المصرية.. الوجه والقناع”.

«تُعَد الأدوار الشريرة علامات بارزة في تاريخ “نبيلَة عبيد” (…) خصوصاً في فيلم “ولا يزال التحقيق مستمر” عام 1979، إذ شكّل نقطة تحول حقيقية لها»، يقول “قاسم” في كتابه.

فيما يخص “الحَبّوبَة” فلعل دورها في فيلم “الراقصة والطبّال” عندما تكون هي “الراقصة المشهورة” وتحب “الطبّال”، كان من بين أهم أدوارها، فحقّق نجاحاً باهراً عند عرضه عام 1984.

تتعدّد أفلام “نبيلَة” ولا يمكن اختزالها، لكن يمكن ذكر أهم أفلامها التي مثّلتها، ومنها “الساعات الأخيرة، واحد في المليون، موعد مع القدر، أبناء وقتلة، الوحل، واغتيال المدرسة”.

ناهيك عن أفلام أخرى لا يمكن تجاوزها من مثيلة “التحدي، حارة برجوان، الراقصة والسياسي، هاربات من الحب، دائرة الشك، الشريدة، اللعبة القذرة، قهوة المواردي، والعذراء والشعر الأبيض”.

لا يحلو مسك الختام دون ذكر ما حازته “نبيلَة” من جوائز، ولعلّ كل جوائزها يمكن تعدّيها أمام قيمة جائزة واحدة يندر حصولها، وهي “الدكتوراه الفخرية” من “جامعة ويلز” عن كُل أفلامها.

أخيراً، /76/ سنة تمر اليوم على ولادة النجمَة المصرية، ولا يزال بريق العطاء مستمراً، ولم ينضب بعد، وفي الطريق كتاب يحكي عن سيرتها طيلة /60/ سنة من الإبداع بمجال الفن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.