تُسجّل أجور النقل بسيارات الأجرة الخاصة في دمشق ارتفاعاً فلكياً بعد زيادة أسعار البنزين مؤخراً من قبل حكومة دمشق، حيث أصبحت أجرة الـتكاسي في دمشق لأقل مسافة مقطوعة هي 5 آلاف ليرة سورية.

هناك جزئين لهذه القصة. الجزء الأول من القصة حول الفقراء في دمشق الذين باتوا بلا سيارات أجرة. هذا يعني أنه ليس لديهم طريقة للوصول إلى العمل أو الذهاب إلى أي مكان، مما يجعل من الصعب عليهم كسب العيش. أمّا الجزء الثاني من القصة حول كيفية مضاعفة الحكومة السورية  لأجور الناس في مدينة دمشق بسبب الحرب، في الوقت الذي أصبحوا فيه غير قادرين على تحمل أمور وتفاصيل معيشية لم يستطيعوا تحملها من قبل بسببها.

أهالي دمشق بالرغم من مضاعفة الدولة السورية لرواتبهم في ظل التدهور الاقتصادي المستمر. تحتم على الفقراء الذين لا يملكون ثمن النقل بسيارات الأجرة، مواجهة صعوبات إعالة أنفسهم وأفراد عائلاتهم بسبب هذه المشكلات اليومية لاسيما هذه المتمثلة بخدمات النقل.

ارتفاع أجور التكاسي في دمشق لأكثر من 100 بالمئة

في طليعة اليوم الأربعاء، تحدث أبو محمد خضير، لـ”الحل نت”، عن أنّ الفقراء في دمشق باتوا لا يركبون التكاسي نهائياً. وأرجع ذلك بسبب ارتفاع الأجور فضلاً عن قلة مدخولهم.

الحكومة السورية كانت قد أصدرت قراراً الاثنين الفائت، برفع سعر مادة البنزين التي يعتمد عليها مالكي التكاسي من أجل عمل سياراتهم. وبحسب وسائل محلية فقد أصبحت بناء على ذلك أجرة التكسي لأقل مسافة مقطوعة هي 5 آلاف ليرة سورية أي ما يعادل دولاراً أميركي.

في المقابل، بات التنقل بين المحافظات السورية وصولاً إلى دمشق يتطلب تكاليفاً مرتفعة لا تستوعبها جيوب المواطنين. ويأتي ذلك إثر ارتفاع أجور النقل بين المحافظات السورية بشكل كبير.

ونقلت صحف محلية عن غرفة التجارة الداخلية تبريرها بعدم اكتراثها برفع قيمة الأجرة، «الفقراء لا يركبون تكاسي أصلا».

بينما قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة دمشق، شادي سكرية، إن تعرفة جديدة من المقرر أن تصدر قريبا. بمجرد وصول المحافظة كتابا من التجارة الداخلية وحماية المستهلك. يقضي بحساب نسبة الزيادة على أجور التكاسي وذلك بعد قرار الرفع.

كما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية، عن عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات في المحافظة مازن دباس، أنه من المفترض تعديل التعرفة على أن تصدر الوزارة كتابا للمحافظين تتضمن النسبة المئوية المفترض تزويدها للمكاتب التنفيذية.

وقال دباس إنه “في حال تم إقرار التعرفة الجديدة للتكاسي، فإنه يصبح للمرة الثالثة هذا العام يتم فيه إجراء تعديل على أجور التكاسي بمبررات ارتفاع كلف وأجور الصيانة وقطع الغيار أو ارتفاع أسعار المحروقات”.

ولفت بأن عدد التكاسي في دمشق يصل لنحو 24 ألفا، ومن المقرر توزيع اللصاقات الجديدة بعد إجراء تعديل على العدادات بموجب رفع سعر البنزين المدعوم لـ 1100 ليرة لليتر الواحد.

اقرأ أيضا: وزير التموين: رفع سعر البنزين لمصلحة المواطن.. ماذا عن رفع الدعم؟

كيف يتأثر المجتمع بالبنية التحتية المعطلة ونقص الموارد الاقتصادية؟

يشير الباحث الأكاديمي في الشؤون الاقتصادية، عمر البرماوي، إلى أنّ المجتمع يتأثر بالبنية التحتية المعطلة ونقص الموارد الاقتصادية من نواح كثيرة. على سبيل المثال، قد لا يتمكن الناس من دفع ثمن المياه. وسيؤدي ذلك إلى زيادة استهلاك المياه الملوثة مقابل مياه نظيفة أقل للسكان.

وأوضح البرماوي، خلال حديثه لـ”الحل نت”، أنّه لا تؤثر البنية التحتية على المجتمع فحسب، بل تؤثر أيضًا على الأفراد مثل المزارعين والعاملين. فيجد هؤلاء أنفسهم غير قادرين على العمل من أجل شراء حاجياتهم الأساسية.

وفي خضم هذه الأزمات داخل العاصمة دمشق ومنها المواصلات، يضطر العديد من المواطنين أحيانا لركوب التكاسي للحالات الطارئة. لاسيما في ظل صعوبة استخدام المواصلات العادية من باصات وسرافيس، وبالتالي هناك تأثير مباشر لرفع أسعار المحروقات عليهم.

وبسبب الزيادة الحالية، قال عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل والمواصلات، مازن دباس، إنّه «في حال تم إقرار التعرفة الجديدة للتكاسي، فإنه يصبح للمرة الثالثة هذا العام يتم فيه إجراء تعديل على أجور التكاسي. بمبررات ارتفاع كلف وأجور الصيانة وقطع الغيار أو ارتفاع أسعار المحروقات».

اقرأ المزيد: بسبب البنزين.. ارتفاع أسعار الدخان بدمشق

كيف ساهمت توأمة خدمات النقل في فشل حياة الفقراء؟

يعد تخطيط وتنفيذ النقل العام في المدن والبلدات مهمة حاسمة. ومع انحسار زيادة عدد السكان داخل دمشق، تزداد احتياجات النقل أيضا مما يعني ضرورة تزويد العاصمة بالمزيد من الحافلات أو وسائل النقل الأخرى.

وبحسب البرماوي، فإن هناك أسباب عديدة لفشل انتشال سكان دمشق الفقراء. نظام التوأمة هو واحد منهم. تم إدخال نظام التوأمة في سوريا خلال السنوات الأخيرة لمنع السوريين من السفر إلى دمشق. تم تصميمه لإبعاد الناس عن دمشق، وبدلاً من ذلك، لتزويدهم بالخدمات الأساسية في مدنهم.

وعليه فإنّ 90 بالمئة من المواطنين غير الميسورين يضطرون في كثير من الأحيان لركوب التكاسي للوصول إلى مكان عملهم. وذلك بسبب الضغط الحاصل في عدد من الخطوط على السرافيس والباصات.

والجدير ذكره، أنّ عدد التكاسي في العاصمة وصل لنحو 24 ألفا، فيما ارتفع سعر البنزين المدعوم لـ 1100 ليرة لليتر الواحد.

قد يهمك: سيارات الشحن تتوقف عن العمل في سوريا.. هل تتضاعف أسعار المواد قريباً؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.