بعد التغيرات المرتقبة في السياسة الأميركية: هل تلجأ إسرائيل للتحالف مع دول عربية لمواجهة المشروع النووي الإيراني؟

بعد التغيرات المرتقبة في السياسة الأميركية: هل تلجأ إسرائيل للتحالف مع دول عربية لمواجهة المشروع النووي الإيراني؟

ادعى “أفيف كوخافي”، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، في خطاب بالمؤتمر السنوي لـ”معهد دراسات الأمن القومي” في جامعة #تل_أبيب، يوم الثلاثاء السادس والعشرين من كانون الثاني/يناير من العام الحالي، أن «جيش بلاده يجدّد خطط العمليات ضد #إيران، وقد تبلور تحالف إقليمي، في مواجهة المحور الشيعي، الذي يمتد من إيران مروراً بالعراق وسوريا ولبنان، يبدأ من #اليونان وقبرص ومصر والأردن ودول الخليج العربي. ودولة #إسرائيل في قلب هذا التحالف».

ولقد أثار هذا التصريح، منذ نشره في الصحف ووسائل الإعلام، ردود فعل دولية واسعة، وتناولته وسائل الإعلام بكثير من التحليل والنقد، خاصة في الدول التي ذكر “كوخافي” أنها مشاركة في هذا التحالف.

لكن ردود الفعل، التي رصدها موقع «الحل نت»، لعدد من الخبراء والمحللين السياسيين، خاصة في #الأردن ومصر وتركيا والعراق، تكاد تجمع على التشكيك بقدرة إسرائيل على بناء هذا النوع من التحالفات، والتخطيط لهجمات عسكرية فعلية ضد ايران، خاصة في ظل الإدارة الأميركية الحالية، وتوجهات الرئيس جو بايدن اللينّة، حتى الآن، تجاه #طهران، والتي ظهرت في أوّل خطاب مهم له حول السياسة الخارجية.

 

هل هو تحالف حقيقي؟

“د.أحمد وإيصال”، مدير  “مركز دراسات الشرق الأوسط” (أورسام)، في العاصمة التركية #أنقرة، شكك بوجود هذا التحالف قائلاً: «لا أعتقد أنه سيكون هناك تحالف ضد إيران. فطهران معتادة فقط على تخويف دول الخليج، واستغلال أموالها. كما أن #السعودية تبالغ في عدائها لإيران، لكنها لا تستطيع تحديها، وتعتمد على الولايات المتحدة وإسرائيل للقيام بذلك. والولايات المتحدة لن تهاجم إيران، لا بل من المتوقع أن تخفف إدارة بايدن الضغط عليها، وإسرائيل مترددة أيضاً في شن هجمات كبيرة على إيران».

بناءً على كل هذه المعطيات يؤكد “وإيصال” على عدم نجاح التحالف ضد إيران، إذا ظهر. مشدداً على أن «بعض الدول المذكورة فيه، مثل #مصر والأردن وجنوب قبرص واليونان، ليس لديها مشاكل مباشرة مع إيران».

بالمقابل يرى الصحفي المصري “محمد فهيم” أن «أي حديث إسرائيلي عن وجود حلف عربي، مصر جزء منه، في مواجهة إيران، يأتي في سياق طبيعي، نظراً للعلاقات الدافئة بين النظام المصري وتل أبيب، والتي وصلت لحد دفاع المسؤولين الإسرائيليين عن ملف مصر الحقوقي، في مواجهة غضب الإدارة الأميركية الجديدة من انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، وتحاول حكومة نتنياهو إقناع بايدن بعدم الضغط على السيسي بهذا الملف. وفي هذا الإطار يمكن لمصر قبول أي خطوات إسرائيلية بمواجهة إيران، دون التورط فيها، وذلك في ظل حاجتها لدعم نتنياهو. رغم أن مصر، وعلى مدار سنوات، تتعامل مع الملف الإيراني بتأني وحذر شديدين، فلا تعادي طهران، ولا تعيد علاقاتها معها بشكل كامل».

 

التحالف والتوظيف السياسي

“د.زيد النوايسة”، المحلل السياسي الأردني، أكد أنه «لا يمكن قراءة تصريحات “كوخافي” بالانفصال عن سياسة إسرائيل بتوظيف كل الأطراف، وكل الصراعات البينية في الإقليم، لخدمة مصالحها. ويمكن فهم الاستثمار الإسرائيلي لحالة التمدد الإقليمي الإيراني، واستغلال المخاوف الخليجية من هذا التمدد، في السعي لتسويق فكرة أن العدو، الذي يستهدف المنطقة، هو الخطر الإيراني، وتسويق مواجهته بوصفها أولويةً، حتى على مكافحة الإرهاب، الذي عاد يطلّ برأسه من جديد. ولعل وجود إدارة أميركية جديدة، تملك مقاربة مختلفة، فيما يتعلق بالعودة للاتفاق النووي الإيراني، زاد من هذه المحاولات الإسرائيلية، التي قد تجد لدى بعض الأطراف في الإقليم، والتي تستشعر بالخطر الإيراني، فرصة للتجاوب معها. ولكن التبدلات، التي حدثت بعد فوز بايدن، قد تعيد خلط الأوراق كلياً».

ويسترسل “النوايسة” شارحاً موقف الأردن من مشروع التحالف الإقليمي: «الأردن الرسمي لديه تعريف أساسي حول الأولويات، التي يسعى لتحقيقها، وهي متعلقة أولاً بضرورة إنجاز تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، لأن في ذلك مصلحة استراتيجية لعمّان. ولذلك فإن الحكومة الأردنية، رغم رفضها لاستهداف الأمن القومي لأي بلد عربي، من طرف إيران أو غيرها، لن تكون جزءاً من هذا المشروع الإسرائيلي».

بينما يحذّر “محمد فهيم” من أنّ «أي انخراط مصري أو عربي، في أي تحالف مع إسرائيل ضد إيران الآن، إنما هو مخاطرة ‏عربية جديدة، ودعم لإسرائيل بلا مقابل»، حسب تعبيره.

 

الموقف العراقي

تصريحات الخبيرين الأردني والمصري، القائمة على حساسية عربية تقليدية تجاه إسرائيل، تجد أصداءً لها في العراق أيضاً، فقد أكد “محمد الخاقاني”، الأكاديمي العراقي والباحث في العلاقات الدولية، أن بلاده «لن تكون جزءاً من التحالف ضد إيران، وموقف العراق واضح بشأن عدم الانخراط في أي سياسة مساندة لجهة على حساب جهة أخرى، أو أن يصبح ساحة لتصفية الحسابات، فالسياسة الخارجية العراقية تقوم على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، وبالخصوص الدول الخليجية، مع الحفاظ على علاقات وديّة مع إيران. ويرى المسؤولون العراقيون بأن من مصلحة البلاد البقاء بعيداً عن تلك الأجواء المتأزمة، مع عدم التخندق في الأحلاف الإقليمية».

كل هذا يدفع إلى مزيد من الحذر في تحليل وتناول التصريحات السياسية المشابهة لتصريحات “كوخافي”، ومراقبة ردود الفعل الدولية أولاً بأول، خاصة في ظل التطورات السياسية المتسارعة، بعد خطاب بايدن حول السياسة الخارجية، وحديثة القوي والصريح عن تغيير السياسات الأميركية، وهو التغيير التي بدأه الرئيس الأميركي بوقف دعم أميركا للحرب في #اليمن، وتصعيد لهجة التهديد والوعيد ضد #روسيا والصين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.