من المُقرّر أن يزور البابا فرانسيس يوم الأحد القادم 7 آذار الجاري، مدينة #أربيل عاصمة #إقليم_كردستان، في ختام زيارته إلى العراق والتي تبدأ في الخامس من الشهر ذاته في جنوبي البلاد.

أربيل التي صارت بعد عام 2014 ملجأ لعشرات الآلاف من المدنيين الفارين من جرائم تنظيم داعش، شهدت تطوراً “نيزكياً” بعد سقوط نظام #صدام_حسين عام 2003، بحسب تقريرٍ لصحيفة (La Croix).

«مدينة الفطر»، كما وصفتها الصحيفة، والتي تنتشر فيها ناطحات السحاب اللامعة ومراكز التسوق الواسعة المكيفة (المولات)، وكذلك المشاريع الطموحة غير المكتملة، ستشكل، ذروة رحلة البابا فرانسيس إلى العراق، قبل عودته إلى #روما في الصباح التالي.

حيث من المُقرّر إقامة قداسٍ في الساعة 4 مساءً في ملعب #فرانسوا_حريري لكرة القدم وسيسمح بدخول10 آلاف شخص فقط، بسبب جائحة كورونا.

ويقع الملعب الذي سُمي على اسم مسيحي آشوري كان محافظ أربيل وشخصية بارزة في الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK ، على مرمى حجر من القلعة، المركز التاريخي الذي تنتشر حوله أربيل في دوائر متحدة المركز.

اقتصادٌ قائم على النفط

إذا كانت أربيل، في ظل حكم صدام حسين (1979-2003)، مجرد مدينة إقليمية متواضعة، فقد استفادت المدينة منذ ذلك الحين من تطوير اقتصاد ريعي قائم على النفط بشكل حصري تقريباً.

وفي منطقة تتمتع بالحكم الذاتي منذ عام 1991، تسيطر كردستان بالفعل على 40٪ من الاحتياطيات العراقية، التي هي نفسها ثاني أكبر منتج في العالم.

لكن في عام 2017، أدى الاستفتاء على استقلال الإقليم إلى مواجهة عنيفة مع بغداد، التي استعادت السيطرة على معظم “المناطق المتنازع عليها”، بما في ذلك محافظة #كركوك، التي تعد حقولها النفطية الأهم والأكثر ثراءً في البلاد.

انتقامٌ آخر من بغداد بعد الرغبة في استقلال كردستان، تمثّل في إغلاق #مطار_أربيل_الدولي، لكن أعيد افتتاحه بعد ستة أشهر، وفي 15 شباط الماضي، استُهدفت المناطق المحيطة بالمطار بصواريخ أطلقتها مليشيات شيعية موالية لإيران، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان عدم الاستقرار الأمني ​​في المنطقة وأثار مخاوف من إلغاء رحلة البابا.

اكتسبت المدينة تدريجياً سمعة باعتبارها قطباً للاستقرار في عراقٍ منهك بأربعة عقود من الحروب والعنف المستمر.

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وجد مسيحيو الموصل أو المسيحيون البغداديون ملاذاً في الحي المسيحي في #عين_كاوا، وهي قرية سابقة منفصلة عن التكتل الذي استمر في التوسع.

المدينة الملجأ بعد داعش 

في كنائسها وحدائقها العامة وهياكل المباني التي لا تزال قيد الإنشاء، لجأ عشرات الآلاف من مسيحيي #سهل_نينوى على عجل، في صيف 2014، بعد سيطرة تنظيم داعش على قراهم.

ولا يزال الكثيرون يعيشون هناك اليوم، وخاصة أولئك الذين يرفضون العودة إلى الموصل أو محيطها حيث “لم يعودوا يشعرون بالترحيب” ويخشون المواجهة مع جيرانهم.

كذلك باتت أربيل موطناً للإيزيديين الفارين من #جبل_سنجار، على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير منهم في مخيمات النازحين في شمال غربي كردستان.

وفي عاصمة إقليم كردستان، كانت الاستعدادات لوصول البابا سرية. وبغض النظر عن مسيحيي عين كاوا، لا يشعر سكان أربيل، وهم في الغالب من المسلمين السنة، بقلق بالغ إزاء هذه الزيارة المرتجلة، في قلب الأزمة الصحية والركود الاقتصادي.

وبالرغم من كل التحديات، يرى بعض الأكراد أن زيارة البابا فرنسيس «خطوة رئيسية» في الاعتراف بشرعية منطقتهم المتمتعة بالحكم الذاتي.

وسيكون من المؤسف إذا لم يطالب البابا صراحة باستقلال كردستان، فهو بلا شك سيعترف على الأقل بأن أربيل متميزة بـ «احترام الأقليات والإيمان بالأخوة».


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.