بعد استهداف مطار أربيل: هل ستنقل الولايات المتحدة مركز ثقلها العسكري والدبلوماسي بعيداً عن المدن العراقية الأساسية؟

بعد استهداف مطار أربيل: هل ستنقل الولايات المتحدة مركز ثقلها العسكري والدبلوماسي بعيداً عن المدن العراقية الأساسية؟

لا زالت التحقيقات مستمرة حول استهداف مطار #أربيل، في إقليم #كردستان_العراق، بعدة صواريخ، لمعرفة الجهة المسؤولة عن هذه العملية، وأعلن “مسرور بارزاني”، رئيس حكومة إقليم كردستان، عن التوصل لمعلوماتٍ جديدة حول الموضوع.

وأكد “بارزاني” أنَّ «الأجهزة الأمنية في إقليم كردستان أحرزت تقدماً، وجمعتْ معلوماتٍ جديدة خلال تحقيقها، تمت مشاركتها مع رئيس #الحكومة_العراقية مصطفى #الكاظمي، والتحالف الدولي ضد الإرهاب».

وأضاف، في بيان لمكتبه الإعلامي، أن «التحقيق ما يزال جارياً، وما زالت جميع المحاولات مستمرةً، ولم تتوصل بعد إلى نتيجة نهائية. وأريد أن أعلن لمواطنينا الأكارم، بأننا سنتمكن من كشف المنفّذين، وبحوزتنا الكثير، وآمل أنْ تعلن الجهات المسؤولة للمواطنين هذه الأخبار في وقتٍ قريبٍ».

من جهتها قامت القوات الأميركية بتنفيذ ضربة جوية، استهدفت مليشيات موالية لإيران، متواجدة على الحدود المشتركة بين العراق وسوريا.

وبحسب “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فإن «العملية أدت لمقتل اثنين وعشرين شخصاً، بينهم قيادي في #حزب_الله_العراقي، نعاه الحزب في بيان رسمي».

ويؤكد مراقبون أنّ «الولايات المتحدة لن تكتفي بهذه الضربة، وستقوم بتنفيذ عمليات أُخرى، بعد استكمال نتائج التحقيق، تستهدف الميلشيات الموالية لإيران، بمواقع متعددة في العراق، خاصةً وأن استهداف مطار أربيل يعدّ تطوراً نوعياً في عمل تلك الميلشيات».

 

نفاذُ الصبرِ

وحول الخطوات الأخرى، التي قد تقوم بها الولايات المتحدة، أشار الكاتب والمحلل السياسي “علي البيدر” إلى أنّه «لا يمكن التنبُّؤ بما ستقوم به القوات الأميركية، رداً على ما حدث في أربيل، ولكن صبرها بدأ ينفذ بكل تأكيد».

مبيناً، في حديثه لموقع «الحل نت»، أنّ «العمليات، التي ستقوم بها #واشنطن، سيكون وقعها أكبر من عملية استهداف قائد فيلق القدس الإيراني #قاسم_سليماني، ونائب رئيس هيئة #الحشد_الشعبي “أبي مهدي المهندس”».

وأضاف أنّ «هنالك ثلاثة سيناريوهات تخصّ المناطق المتنازع عليها، القريبة من إقليم كردستان، وتحديداً #كركوك وسهل نينوى، اللذين تتواجد فيهما ميلشيات موالية لإيران، وعلى رأسها الحشد الشعبي: السيناريو الأول يتمثّل بإخراج الفصائل المسلّحة غير المنضبطة من تلك المناطق؛ والسيناريو الثاني تأسيس منطقة منزوعة السلاح، في الحدود الفاصلة مع إقليم كردستان؛ أما الثالث فقد يكون عودة #البيشمركة لتلك المناطق، لإدارتها بالاشتراك مع الجيش العراقي».

 

مطالب كردية

“ريبين سلام”، القيادي في #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني، يؤكد أن «إقليم كردستان ينتظر نتائج التحقيق، الذي تشترك به ثلاثُ جهات، هي #التحالف_الدولي ضد الإرهاب وحكومة الإقليم والحكومة العراقية».

لافتاً، في حديثه لموقع «الحل نت»، إلى أنَّ «كل جهة تتولى عملية التحقيق بمعزل عن الأخرى، فيما يتم تبادل المعلومات، للتوصل لتقريرٍ نهائي، بخصوص الجهات التي قامت باستهداف أربيل».

وأشار إلى أنّ «الإقليم سيطالب بإعادة البيشمركة للمناطق المتنازع عليها، وإخراج جميع الميليشيات والفصائل غير الرسمية، والإبقاء فقط على القوات العراقية، المرتبطة برئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، في تلك المناطق».

موضحاً أنّه «لايمكن السكوت على ماجرى في أربيل، خاصةً وأنّ المدينة، وعموم الإقليم، هي المنطقة الآمنة الوحيدة في العراق، وتمثّل منطقة استراتيجية للمجتمع الدولي، ولذلك ستدعم المنظمات الدولية، والولايات المتحدة على وجه التحديد، الإقليم في مطلبه بإخراج الميلشيات من محافظتي #نينوى وكركوك، وإعادة البيشمركة إلى الخط الفاصل».

ووفقاً للمادة 140 من #الدستور_العراقي فإنَّ المناطق الممتدة من “خانقين” وحتى قضاء #سنجار تُعد مناطق متنازع عليها، بين الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان، على أن يتم معالجة وضعها باستفتاء خاص لأهالي تلك المناطق، لكنّ ذلك الاستفتاء لم يجرِ حتى الآن، رغم مرور أكثر من خمسة عشر عاماً على التصويت على دستور العراق.

وتجاور محافظتا كركوك ونينوى إقليم كردستان، وترتبطان معه بحدودٍ إداريةٍ ومناطق متداخلة، وحتى وقت قريب كانت قوات البيشمركة الكُردية موجودة فيهما، لكنها انسحبت بعد أحداث السادس عشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2017، عندما دخلت القوات العراقية لمدن المحافظتين.

 

سفارة جديدة

ويؤكد مصدر أمني مطلع لـ«الحل نت» أنّ «القوات الأميركية بدأت ببناء قواعد عسكرية في مناطق نائية وجبلية، في محافظتي #دهوك وأربيل بإقليم كردستان».

وقال المصدر، الذي اشترط عدم كشف هويته، إنّ «الهدف من بناء تلك القواعد الابتعاد عن صواريخ الميلشيات، فيما ستقوم واشنطن بنقل قنصليتها من منطقة “عينكاوه” بمدينة أربيل إلى منطقة أخرى، تقع على طريق مصيف “صلاح الدين”، في منطقة غير سكنية».

مبينا أنَّ «تلك القوات تقوم الآن بالعمل على إنشاء بناء ضخم لاستخدامه قنصليةً، ستكون بمثابة سفارة جديدة للولايات المتحدة في العراق، في ظل استمرار الصواريخ، التي تستهدف السفارة الأميركية في قلب العاصمة #بغداد، دون أن تتحرك الحكومة العراقية بشكل جدي لردع الفاعلين».

واختتم حديثه بالقول إن «القوات الأميركية ستنقل أيضاً جنودها، من قاعدة مطار أربيل، لقاعدة أخرى ضخمة، فيها مطار عسكري، تقع بناحية “الحرير” في قضاء “شقلاوة”، فيما بدأت الإدارة الأميركية بالضغط على رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، لإصدار قرار بإخراج الفصائل المسلحة، وخاصةً المرتبطة بإيران، من محافظتي كركوك ونينوى، أو ابعادها لأكثر من عشرين كيلومتراً عن الحدود الإدارية للإقليم، لتضمن سلامة قواتها، المتواجدة داخل إقليم كردستان».

وبالرغم من إدانة فصائل الحشد الشعبي لقصف مطار أربيل، وتنصّلها من مسؤولية العملية، إلا أن المتابعين للشأن العراقي يصرون على أنّ العملية قام بها فصيل مجهّز بسلاح إيراني بعيد المدى، وأرادت #طهران من خلالها إيصال رسالة للإدارة الأميركية الجديدة، بأنّها قادرةٌ على الوصول لأيِّ مكان تتواجد به القوات الأميركية في العراق.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.