بعد وصولها إلى مرحلة حرجة، ساهمت الهطولات المطرية يوم أمس في إنقاذ مساحات واسعة من محصول القمح البعلي في منطقة الاستقرار الأولى المحاذية للحدود السورية لتركيا في مناطق شمال شرقي سوريا.

لكن مسؤولين في الإدارة الذاتية يؤكدون أن شح الأمطار دفع المزارعين في مناطق الريف الجنوبي من القامشلي التي تصنف ضمن مناطق الاستقرار الثالثة والرابعة، إلى قلب محاصيلهم بعد تلف البذار.

وقال “معتز أحمد” الرئيس المشترك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في القامشلي في حديث لـ«الحل نت» إنّ: «المساحات البعلية من محصول القمح في المنطقة وصلت إلى مرحلة حرجة وخاصة في المناطق الجنوبية من المنطق»ة.

وأضاف أن الكميات التي هطلت في القامشلي مثلا ومنذ بداية العام الجاري وحتى الآن، تتراوح ما بين 120 إلى 130ملم، بينما هطل أكثر من 300 ملم في مثل هذا الأوقات من العام الفائت، ولذا فإن القمح «بات في مرحلة خطرة وبشكل خاص في منطقة الاستقرار الثالثة والرابعة».

واعتبر أحمد أن الهطولات المطرية التي هطلت الخميس كانت بمثابة إنقاذ للمساحات البعلية من القمح التي تأثرت بتأخر الأمطار ومن المتوقع أن ينخفض انتاجه هذا العام، بينما المساحات المروية تعتبر جيدة حتى الآن.

وأشار إلى أن «شح الأمطار ساهم في ظهور آفة فأر الحقل بشكل كبير جدا وهو ما دفعهم إلى توزيع دواء(فوسفيت الزنك) بشكل مجاني على الفلاحين المراجعين »، بحسب قوله.

كما ساهم شح الأمطار في تزايد الطلب على المحروقات وفق المسؤول الذي أضاف أنّ «الإدارة الذاتية منحت الأولوية للزراعة، وعلى هذا الأساس تم إضافة دفعة خامسة من المحروقات المخصصة توزيعها رغم أنه وفق الخطة السنوية التي بدأت في الشهر العاشر حددت أربع كميات توزع بشكل شهري ومقدرها 15 لتر للدونم».

وتنقسم منطقة الجزيرة السورية إلى خمسة مناطق استقرار تبدأ شمالا من الحدود وتنتهي جنوبا في الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، وهو تصنيف يتبع معدلات الأمطار حيث تتراوح معدلات الأمطار في المنطقة الأولى ما بين 350 إلى 400 ملم سنويا، بينما تنخفض أكثر بشكل تدريجي في المناطق الأخرى على التوالي.

وتتمركز العديد من المدن والبلدات الرئيسية بمحاذاة الحدود السوريّة التركيّة ضمن منطقة الاستقرار الأولى المعروفة محلياً بـ “خط العشرة”، إذ يعتمد المزارعون في هذه المنطقة على زراعة القمح كمحصول رئيسي، لكن المحاصيل العطرية والطبية اتسعت مساحاتها على حساب القمح خلال السنوات الماضية مع تكرار سنوات المحل وارتفاع تكاليف زراعات القمح والقطن والعدس خلال سنوات الحرب.

وتُقدر مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في #الحكومة_السورية في ”الحسكة” المساحة المزروعة بالقمح المروي 91.200 ألف هكتار، بينما بلغت مساحات (البعل) 252.500 ألف هكتار، وفق وكالة (سانا) الرسميّة السوريّة.

أما المساحات المزروعة بالشعير (البعل)، فبلغت 380 ألف هكتار، بينما بلغت مساحة الشعير المروي 19 ألف هكتار، إضافةً إلى زراعة 2100 هكتار بمحصول العدس المروي و18200 هكتار للعدس (البعل).

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.