معركة البادية السورية: هل ستستطيع الميلشيات الموالية لإيران الصمود أمام هجمات داعش شرقي حمص؟

معركة البادية السورية: هل ستستطيع الميلشيات الموالية لإيران الصمود أمام هجمات داعش شرقي حمص؟

بدأت الميلشيات الموالية لإيران عملية انتشار واسعة في ريف #حمص الشرقي، وذلك بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى #البادية_السورية، من مناطق تواجدها على الأراضي العراقية، عبر منطقة #البوكمال الحدودية، شملت عشرات الآليات والجنود.

وتأتي هذه الخطوة في إطار تدعيم القوات الإيرانية الموجودة في المنطقة، ومواجهة عمليات تنظيم #داعش.

 

السيطرة على تدمر

“خالد الحمصي”،  وهو ناشط معارض من مدينة #تدمر، يؤكد أن «ريف حمص الشرقي يتمتع بأهمية جغرافية واستراتيجية كبيرة، نظراً لقربه من الحدود العراقية-السورية، وسهولة تحرّك الميلشيات فيه بأي وقت، وضرورته للحفاظ على اتصال مدينة #دير_الزور، التي تسيطر عليها #إيران، بالعاصمة دمشق».

إلا أن استقدام التعزيزات إلى تدمر له أهداف مختلفة عن بقية البادية، بحسب “الحمصي”، الذي يشير، في حديثه لـ«الحل نت»، إلى أن «إيران تقوم بالتنقيب عن الآثار في المدينة، ولذلك تهتم بشدة بضمان سيطرتها عليها. وقد حاز قادة الميلشيات الموالية لإيران على بيوت فاخرة في تدمر، يقيمون فيها مع عائلاتهم حالياً».

وبخصوص الأنباء عن تهجير الميلشيات لأهالي المدينة أكد الناشط التدمري أن «أهالي تدمر مُهجّرون بنسبة ٩٥٪؜، منذ عام ٢٠١٦، بعد سيطرة #القوات_النظامية وروسيا وإيران على المدينة، وموزعون حالياً بين الشمال السوري والرقة وريفها وتركيا وأوروبا، وتقيم نسبة قليلة في مناطق سيطرة #الحكومة_السورية، ولم يبق منهم حالياً في تدمر إلا حوالي ألف شخص».

وتتمركز الميلشيات الموالية لإيران في عدة مناطق بمحيط تدمر، منها “وادي الأحمر”، و”حميمة”، و”المحطة الثالثة”، و”قصر الحير الغربي”، ومطارات “تدمر” و”التيفور” و”الشعيرات”. ومن أهم هذه الميلشيات #حزب_الله_العراقي، وقوات “فاطميون” و”زينبيون”، و”لواء الباقر”، ومجموعات من #الحرس_الثوري الإيراني.

 

مواجهة داعش

المقدم “محمد الفارس”، الضابط المنشق عن القوات النظامية، يؤكد أن «الهدف من التعزيزات الإيرانية، في البادية السورية، مواجهة أي هجوم موسّع لتنظيم داعش، باتجاه بادية السخنة وتدمر، كما حدث سابقاً، خصوصاً مع تصاعد عمليات التنظيم ضد الميلشيات الإيرانية في الآونة الأخيرة، ونجاحه في تكبيدها خسائر فادحة».

وأشار، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «التعزيزات الإيرانية تأتي أيضاً لتحقيق التوازن مع القوات الأميركية، الموجودة في بادية “التنف”، والتي تدعم فصائل من المعارضة السورية المسلّحة، بهدف قطع الطريق على الميلشيات الإيرانية، المتنقّلة بين العراق وسوريا، وقد سبق لفصائل المعارضة، المدعومة أميركياً، القيام بعدة غارات على الميلشيات الموالية لإيران في البادية السورية».

ولفت إلى أن «إيران شعرت بخطر داهم، في الأيام الماضية، بعد تكثيف الغارات الإسرائيلية والأميركية، على ميلشياتها في البادية السورية، ناهيك عن تصاعد عمليات داعش، لذلك تعمل على تعزيز قواتها».

وتعرّضت أرتال عسكرية، تابعة للميلشيات الموالية لإيران شرقي حمص، في الآونة الأخيرة، لعدة هجمات، نفذها تنظيم داعش، أدت لمقتل عشرات من عناصرها، وتدمير عدد من الآليات.

 

الخشية من انهيار المليشيات

من جهته رجّح “ياسر عرب”، الباحث في الشؤون الإيرانية، أن «تتصاعد عمليات داعش في البادية السورية، وأن تتحرك خلاياه بشكل أوسع، خصوصاً مع حصولها على تمويل وأسلحة جديدة، عن طريق سماسرة وتُجّار من دير الزور، لذلك فإن الميلشيات الموالية لإيران في وضع لا تحسد عليه، ومضطرة لخوض معركة صعبة في منطقة جرداء، ولهذا تسعى دائماً لاستقدام مزيد من التعزيزات».

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أنه «لولا التدخّل الروسي الجوي، الذي ساند الميلشيات الموالية لإيران في مواجهة التنظيم بالبادية السورية، لحدثت انهيارات كبيرة في صفوفها، فهي تعاني بشدة من حرب الكمائن، التي يتّبعها تنظيم داعش ضدها بشكل واسع».

يُذكر أن الميلشيات الإيرانية تعرّضت، خلال الفترة الماضية، لغارات جوية متكرّرة، يُرجّح أنها إسرائيلية، ما تسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة