أوعزت الحكومة التركيّة إلى قنوات المعارضة المصريّة التي تبث من مدينة إسطنبول بإيقاف البرامج السياسيّة التي تنتقد النظام الحاكم في مصر ورئيسه “عبد الفتاح السيسي”، ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلاميّة.

وبحسب ما أكد صحفيون في إسطنبول فإن القنوات التي وصلت إليها التحذيرات هي «الشرق، وطن، ومكملين»، في حين نقلت قناة «الحرّة» عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه أنّ: «مسؤولا من العاصمة أنقرة اجتمع عصر الخميس مع إدارة القنوات الثلاث، وأبلغهم بقرار الإغلاق الفوري، والذي تخفف في نهاية الاجتماع ليقتصر على إيقاف البرامج السياسية في الوقت الحالي».

وأعلنت قناة «الشرق» المصريّة وهي إحدى القنوات التي وصلتها التحذيرات من الحكومة التركيّة، إيقاف عرض برنامج «الشارع المصري»، وقالت عبر حسابها في تويتر: «متابعينا الأعزاء. نعتذر لحضراتكم عن عرض حلقة الليلة من برنامج الشارع المصري».

هذه الأنباء أكدتها تصريحات “ياسين أوكتاي” مستشار الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان”، الذي نفى إغلاق القنوات المصريّة المعارضة التي تبث من إسطنبول.

لكن أوكتاي  قال ضمن جلسة مع إعلاميين مصريين معارضين على برنامج clubhouse، إنّ: «السلطات التركيّة لم تكن تتابع ما تبثه القنوات، ولكن بعد تلقي الطلب المصري، أصبحت لديها ملاحظات، وهو ما دفع السلطات التركية إلى نصح هذه القنوات بتجنب التحريض والانتقاد الشديد للنظام المصري».

من جانبه رحّب وزير الدولة للإعلام المصري “أسامة هيكل” بقرار الحكومة التركيّة بشأن إلزام القنوات المعارضة التي تبث من إسطنبول، بتجنّب البرامج التي تنتقد الحكومة المصريّة والرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”.

وقال “هيكل” في بيان رسمي «إنها”بادرة طيبة من الجانب التركي، تخلق مناخا ملائمًا لبحث الملفات محل الخلافات بين الدولتين على مدار السنوات الماضية» حسب قوله.

وتشهد تركيا تراجعاً في مقاييس «حريّة الصحافة» خلال السنوات الأخيرة، وتقول تقارير عدّة صادرة عن لجان حماية الصحفيين حول العالم، إن البلاد أصبحت من أكثر البلدان تقييداً للصحافة وعمل الصحفيين.

ومنذ انقلاب 2016، عمدت السلطات التركيّة إلى اتخاذ المحاولة الانقلابيّة كمبرر لقمع الصحفيين، فاستخدمت أوامر حظر النشر مرات عدّة بدواعي «حماية الأمن القومي»، كما تعرض عشرات الصحفيين الأتراك للسجن بسبب عملهم وانتقادهم للحكومة التركيّة والحزب الحاكم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.