قال مركز توثيق الانتهاكات في سوريا إن تركيا أشرفت على افتتاح 220 مدرسة دينيّة في المناطق التي سيطرت عليها شمالي سوريا، وذلك بدعم من منظمات قطريّة وكويتيّة وأخرى باكستانيّة تدعم المشروع التركي في المناطق السوريّة.

وقال تقرير صادر عن المركز إن مدينة عفرين وحدها شهدت افتتاح 120 من تلك المدارس، في حين تم افتتاح 20 مدرسة في مدينة رأس العين، وذلك في محاولة «لتتريك المناطق السوريّة التي سيطرت عليها تركيا منذ 2016».

وأشار التقرير إلى أن معظم تلك المدارس تم افتتاحها في منازل استولت عليها فصائل «الجيش الوطني»، حيث تعمل تلك المدارس على «إخضاع الأطفال لدورات دينيّة وتسريب أفكار ومعتقدات تناسب السياسات التركيّة».

وتسعى القوّات التركيّة منذ سيطرتها على مناطق في شمالي سوريا، إلى السيطرة بشكل كامل على قطاع التعليم، وذلك عبر الإشراف المباشر على فتح المدارس وإعادة تأهيلها، كما عمدت إلى إضافة اللغة التركيّة إلى المناهج التعليميّة.

في حين منعت جميع المنظمات الإنسانيّة أو التعليميّة من افتتاح مدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل «الجيش الوطني»، حيث أن كل المدارس العاملة في تلك المناطق تعمل تحت إشراف المؤسسات التركيّة.

ويقول مركز توثيق الانتهاكات إن تركيا استقبلت أموال من قطر ومنظمات كويتيّة، واستخدمتها في تمويل مدارس دينيّة، سعت من خلالها إلى «فرض قوانينها ومناهجها التعليمية على المدارس وأقامت كذلك جمعيات ضمن المساجد لتلقين الأطفال تعاليم دينية متشددة».

وتجدر الإشارة إلى أن فصائل «الجيش الوطني» سيطرت على مدينة عفرين شمالي حلب في آذار /مارس عام 2018، وذلك في عمليّة عسكريّة مدعومة من قبل الجيش التركي تحت اسم «غصن الزيتون»، في حين سيطرت على مدينة رأس العين بريف الحسكة في تشرين الأول /أكتوبر في معركة أطلقت عليها وزارة الدفاع التركية اسم «نبع السلام».

ووثقت منظمات حقوقيّة مئات الانتهاكات التي ارتكبتها فصائل «الجيش الوطني» والقوّات التركيّة في عفرين وغيرها من المناطق التي سيطرت عليها، لا سيما عمليّات السرقة والسطو والخطف التي نفذتها تلك الفصائل، كما أن دخول تلك الفصائل لرأس العين تسبب بنزوح الآلاف من سكّان تلك المدينة هرباً من بطش تلك القوّات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.