شح الأمطار يُنهي آمال الفلاحين بموسم زراعي في القامشلي.. وجهود لإنقاذ المساحات المروية

شح الأمطار يُنهي آمال الفلاحين بموسم زراعي في القامشلي.. وجهود لإنقاذ المساحات المروية

خلّف شح الأمطار في مناطق شمال شرقي #سوريا أضراراً بالغة على المحاصيل الزراعية المختلفة لهذا العام، حيث يتوقع أن تبلغ نسبة الأضرار للمساحات المزروعة بالقمح البعلي بمقدار 95%، فيما لم يسلم محصول العدس كما المحاصيل العطرية من الضرر.

وقال الرئيس المشترك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في القامشلي، “معتز أحمد”، إن «شح الأمطار ترك أثاراً بالغة على الموسم الزراعي لهذا العام في منطقة القامشلي، خاصةً مع تأخر الهطولات المطرية خلال شهر نيسان/ أبريل الحالي».

وأضاف في اتصالٍ هاتفي لـ(الحل نت)، أن «مختلف المحاصيل الزراعية تضررت بنسبة كبيرة، حيث يمكن القول إن إنتاج الموسم الحالي سيكون مقتصراً على المساحات المروية فقط من هذه المزروعات».

وأردف المسؤول أن نسبة الأضرار بالنسبة للمساحات البعلية من محصول القمح «تتراوح ما بين 90 إلى 95%، وأن نسبة من المزارعين في المنطقة قاموا مؤخراً ببيع مساحاتهم المزروعة بالقمح لأصحاب الماشية والأغنام».

وأشار “أحمد” إلى أن تأخر الأمطار «كان قد دفع قبل مدة نسبة من المزارعين إلى قلب محاصيلهم واستبدالها بمحاصيل عطرية كالكمون والكزبرة والحلبة وحبة البركة».

وأكد أن المحاصيل العطرية بالإضافة إلى محصول العدس «تضررت بشكل كبير أيضاً جراء شح الأمطار، ما يرجح أن تكون معدومة الإنتاج خلال هذا الموسم».

لافتاً إلى إن «التعويل خلال موسم هذه العام سيكون فقط على المساحات المروية من المحاصيل، ومنها محصول القمح الذي تصل مساحته إلى نحو 40% من مجمل المساحات المزروعة بالقمح في المنطقة».

وأضاف أن «مديرية الزراعة تعمل بكل إمكانياتها على تقديم ما يلزم من محروقات وأسمدة وغيرها من المستلزمات من أجل إنقاذ المساحات المروية من هذه المحاصيل».

وتجري لجان مختصة حالياً كشوفات من أجل تحديد ما إذا كانت هناك إصابة بحشرة السونة، حيث تتكفل مؤسسات #الإدارة_الذاتية بتكاليف تقديم الأدوية المعالجة لمكافحة هذه الحشرة عبر الرش بواسطة مرشات إلكترونية، وفقاً للمسؤول، مُردفاً أن حالة الموسم الزراعي في القامشلي تتشابه مع غالبية المناطق المحيطة.

وتوقع “معتز أحمد” أن تؤدي قلة المساحات الصالحة للرعي إلى زيادة الحاجة لشراء المواد العلفية التي ارتفعت أسعارها بسب قلة الأمطار وتأثر الموسم الزراعي، مما زاد من الأعباء على كاهل مربي الثروة الحيوانية.

وأدى تضرر الموسم الزراعي لهذا العام إلى عزوف العديد من أصحاب الحصادات عن الخروج للمشاركة في عمليات الحصاد في المنطقة كما كان يجري خلال أعوام سابقة.

ويقول “ديندار محمد”، مزارع وصاحب حصادة، لـ(الحل نت)، إنه لن يغادر قريته، نعمتلي (5 كم شرقي القامشلي)، في هذا العام، وسيكتفي بحصد المساحات المروية العائدة له ولأبناء عمومته في القرية فقط بعد تضرر الموسم بشكل كبير.

وكان محمد قد اعتاد منذ سنوات أن ينقل حصادته إلى قرى ريف بلدة #الهول جنوبي #الحسكة، حيث تبدأ عمليات الحصاد مبكراً فيها، ومن ثم الانتقال إلى ريف القامشلي حيث تتم عمليات الحصاد لاحقاً.

وتنقسم الجزيرة السوريّة إلى خمسة مناطق استقرار تبدأ شمالاً من الحدود التركيّة وتنتهي جنوباً في الحدود الإدارية لمحافظة الحسكة، وهو تصنيف يتبع معدلات الأمطار حيث تتراوح المعدلات في المنطقة الأولى ما بين 350 إلى 400 ملم سنوياً، بينما تنخفض أكثر بشكل تدريجي في المناطق الأخرى على التوالي.

وتتمركز العديد من المدن والبلدات الرئيسية بمحاذاة الحدود السوريّة التركيّة ضمن منطقة الاستقرار الأولى المعروفة محلياً بـ “خط العشرة”، إذ يعتمد المزارعون في هذه المنطقة على زراعة القمح كمحصول رئيسي، لكن المحاصيل العطرية والطبية اتسعت مساحاتها على حساب القمح خلال السنوات الماضية مع تكرار سنوات المحل وارتفاع تكاليف زراعات القمح والقطن والعدس خلال سنوات الحرب.

وتُقدر مديرية الزراعة والإصلاح الزراعي في #الحكومة_السورية في ”الحسكة” المساحة المزروعة بالقمح المروي 91.200 ألف هكتار، بينما بلغت مساحات (البعل) 252.500 ألف هكتار، وفق وكالة (سانا) الرسميّة السوريّة.

أما المساحات المزروعة بالشعير (البعل)، فبلغت 380 ألف هكتار، بينما بلغت مساحة الشعير المروي 19 ألف هكتار، إضافةً إلى زراعة 2100 هكتار بمحصول العدس المروي و18200 هكتار للعدس (البعل).


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.