هجمات في بغداد وأربيل والموصل: هل ستنهار المنظومة الأمنية العراقية في العراق قبيل الانتخابات المبكرة؟

هجمات في بغداد وأربيل والموصل: هل ستنهار المنظومة الأمنية العراقية في العراق قبيل الانتخابات المبكرة؟

شهدت مدينة #أربيل، عاصمة #إقليم_كردستان العراق، في الرابع عشر من نيسان/أبريل الجاري، هجوماً استهدف مقراً للتحالف الدولي ضد الإرهاب، قرب مطار المدينة الدولي، عبر طائرة مسيّرة، تحمل مادة “تي إن تي”، وفقاً لوزارة داخلية الإقليم، دون تسجيل أية خسائر بشرية. وبالتزامن مع هذا الهجوم، تعرّض معسكر “زيلكان”، الذي يضم عناصر من الجيش التركي، في ناحية “بعشيقة” شرقي مدينة #الموصل، لهجوم صاروخي، أسفر، وفقاً لوزارة الدفاع التركية، عن مقتل جندي تركي. قبل ان تشهد #بغداد انفجاراً بسيارة مفخخة، في منطقة “الحبيبية” الشعبية، الملاصقة لـ”مدينة الصدر” شرقي العاصمة.

هذه التطورات الأمنية دفعت المراقبين والمحللين الأمنيين إلى طرح سيناريوهات وتوقعات عديدة، أجمع غالبيتها على أن العراق يشهد بداية مرحلة صعبة، ستتصاعد فيها فوضى الجماعات المسلّحة، في ظل غياب قوى الردع الحكومي، وفشل الجهد الاستخباري في تعقّب النشاطات الإرهابية.

 

توقعات بتصاعد موجات العنف قبيل الانتخابات العراقية

الخبير الأمني “معن الجبوري” يرى أن «الهجوم الأخير في أربيل، الذي استهدف مقر #التحالف_الدولي، يمكن اعتباره خرقاً نوعياً، لأنه تم بطائرة مسيّرة. وهذا يدشّن مرحلة جديدة من الصراع في البلاد، ومن الممكن أن تتصاعد الأمور، خاصةً مع اقتراب الانتخابات العراقية، نحو استخدام ممنهج للعنف، للضغط السياسي على الحكومة والناخبين في العراق».

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «تفجير منطقة “الحبيبية” في بغداد يندرج أيضاً ضمن هذا الصراع، والمطلوب حالياً تنفيذ عمليات ميدانية أمنية على الأرض، وأن تتم تسمية المتورطين بتلك التفجيرات والهجمات، ومحاسبتهم بصرامة، وإلا سينزلق العراق إلى ما لا يحمد عقباه».

وأكد الخبير الأمني أن «العراق ساحة للصراع الإقليمي والدولي، ومن ينفذّ هذه العمليات جماعات مسلّحة مرتبطة بالخارج، فهجوم أربيل لا يمكن استبعاد احتمالية كونه رداً على استهداف منشأة “نطنز” النووية الإيرانية قبل أيام، وقد اتهمت الحكومة الإيرانية #إسرائيل بالوقوف وراء التفجير، وربما يكون هجوم أربيل نوعاً من تصفية الحسابات، على الأرض العراقية، مع الدول الحليفة لإسرائيل».

وحذّر “الجبوري” من أن «كثيراً من الأحزاب العراقية تمتلك أذرعا مسلّحة، واستخدامها لهذه الأذرع للقيام بردات فعل، لمصلحة قوى إقليمية، يعني أن القادم أسوأ، وربما يؤثر ذلك على الانتخابات القادمة، ويعرقل إجراءها».

 

ما علاقة الفصائل التابعة للحشد الشعبي؟

“سامان شالي”، الباحث في الشؤون الاستراتيجية، أكد من جانبه أن «استهداف أربيل يحمل عدة رسائل، موجهة إلى كل من التحالف الدولي، ممثلاً بالجيش الأميركي، والحكومة المركزية في بغداد، وحكومة إقليم كردستان، ويسعى إلى ضرب تعاون هذه الأطراف في مواجهة الإرهاب، ويبدو أن التقارب الأخير بين بغداد وأربيل لم يُرض قوى عراقية، لا تريد مصلحة العراق، وتعمل على توتير الأوضاع»، حسب تعبيره.

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الاستهداف تم بطائرة مسيّرة، انطلقت من منطقة “الكوير”، التي تبعد مسافة خمسة وأربعين كيلومتراً إلى الغرب من مطار أربيل، وفقاً للمعلومات الأولية التي كشفتها التحقيقات، والمعروف أن هذه المنطقة تحت سيطرة قوات #الحشد_الشعبي، وبالتالي فإن #إيران هي الجهة المستفيدة من التفجير».

ولفت إلى أن «انكار “الحشد” بأن فصيلاً منه هو المتورط بالعملية غير واقعي، فالجيش العراقي وتنظيم #داعش لا يملكان طائرات مسيّرة، كما هو معلوم لدى الجميع».

وعن سبب تنامي نشاط الميلشيات قال “شالي”: «الحكومة العراقية غير قادرة على مواجهة هذه الجماعات، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي لا يمكنه السيطرة على الوضع، ودفع قوات الجيش العراقي لضرب الجماعات التي تستهدف الاستقرار، وربما تتجه الأمور لحمام من الدماء، إذا لم تضطلع القوات العراقية بمسؤولياتها في محاربة الإرهاب الداخلي، ممثلاً بالميلشيات المسلّحة وتنظيم داعش».

 

من المتورط بتفجير “الحبيبة”؟

وفي بغداد اختلفت المعلومات بشأن هوية الجهة المتورطة بتفجير “الحبيبة”، وهل يندرج في إطار التصعيد الميلشياوي ضد #الحكومة_العراقية، أم أن تنظيم داعش وجد من جديد ثغرة لضرب المدنيين.

اللواء “سعد معن”، مدير دائرة الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية العراقية، قال في مؤتمر صحفي إن «التحقيقات الخاصة بتفجير “الحبيبية” أشارت إلى ان التفجير تم داخل سيارة من نوع “Sunny”، كانت تحمل مواد شديدة الانفجار، وأثناء تحركها انفجرت تلك المواد، ما أدى لمقتل سائق السيارة، وإصابة عدد من المواطنين».

ورداً على سؤال حول كيفية تحرك سيارة تحمل متفجرات داخل العاصمة بغداد قال المسؤول الأمني: «التحقيقات ستكشف عن كيفية تحرّك السيارة ومسارها، وهوية سائقها، وسيُعلن عنها فور انتهائها».

معلومات اللواء “معن” عقّب عليها مسؤول أمني رفيع في بغداد بالقول: «إعلان تنظيم داعش تبنيه الهجوم قد يحمّله المسؤولية، لكنّ منطقة الهجوم تسيطر عليها جهات لا علاقة لها بداعش».

المسؤول، الذي اشترط عدم نشر اسمه، أكد لموقع «الحل نت» أنه «سبق، في آذار/مارس الماضي، انفجار دراجة، تحمل متفجرات شرقي بغداد، تعود ملكيتها لإحدى الميلشيات، وسيناريو التفجير الجديد، وفق التحقيقات الأولية، مماثل بنحو كبير لما حدث في ذلك التفجير».

ويعدد المصدر الميلشيات التي تنتشر في المنطقة: «”سرايا السلام”، التابعة للتيار الصدري، و”عصائب أهل الحق”، وميلشيا “بدر”، و”كتائب سيد الشهداء”، المتورّطة بهجوم أربيل السابق، في شهر شباط/فبراير الماضي» ، مؤكداً أن «تحرّك داعش في هذه المنطقة شبه مستحيل، لأنه لا يملك حواضن شعبية فيها، والمعلومات الأولية تفيد أن المتورّط  أحد الميلشيات الأربع المذكورة».

 

نائب عراقي: «هنالك فشل أمني، والاستهداف المقبل قد يكون في المنطقة الخضراء»

“كاظم الصيادي”، النائب في #البرلمان_العراقي، يؤكد أن «تفجير “الحبيبية” تم بسبب انهيار المنظومة الأمنية في العراق، وعدم قدرتها على ردع من يخططون لضرب الاستقرار، فالمناصب الأمنية تُباع وتُشترى، وما يحدث من خروقات أمنية سببه غياب المتخصصين عن تولي المسؤولية».

ويضيف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «الجهات الاستخبارية لا تعلم من أين يأتي الإرهابيون وكيف يتحركون، ومن الممكن أن يكون الاستهداف المقبل في #المنطقة_الخضراء شديدة التحصين، حيث يقع مقر الحكومة العراقية».

وأشار النائب إلى أن «الإرهاب في العراق سياسي، سببه الصراع على المغانم والمناصب، ومن يجلسون على كراسي السلطة لا يحرصون على دماء العراقيين، ولا يهمهم العراق وأمنه، ويستثمرون التفجيرات في تصفية القيادات الأمنية، التي تقف في طريقهم، عبر الإطاحة بها، والدفع بها خارج مواقع مسؤولياتها»، حسب تعبيره.

ورداً على ما ذكره “الصيادي” يقول المسؤول الأمني الرفيع ذاته إنه «لا معلومات حالياً عن وجود تهديد يستهدف المنطقة الخضراء، والقوات الأمنية تنتشر في مناطق بغداد، وخاصة في المناطق الحيوية، وتسيطر على الموقف، وما يقال عن وجود تهديدات كبيرة ليس واقعياً، ويندرج ضمن التصريحات السياسية فقط».

ويؤكد أن «لدى الحكومة العراقية معلومات استخبارية، توحي بتصعيد ميلشياوي مستمر في الفترة القليلة المقبلة، وعلى أساس ذلك تم نشر قوات جهاز مكافحة الإرهاب في مناطق عديدة، وسيتم ردع أي محاولة لزعزعة الأمن. ولا تهاون مع كل من يخرج عن القانون»، حسب تعبيره.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.