«زمن الولائم ولّى» بهذه العبارة استقبلت “أم محمد” شهر #رمضان حالها كحال معظم سكان #سوريا عموماً، والعاصمة #دمشق على وجه الخصوص.

فأمام ارتفاع #الأسعار وأزمات #الكهرباء والمحروقات والخبز، غابت مظاهر الازدحام عن #الأسواق والمحال #التجارية، رغم وعود حكومية بتخفيض الأسعار مع قدوم رمضان، إلا أنها لم تخرج عن سياق التصريحات الإعلامية.

“رمضان بلا أرباح”.. وعود على الورق!

مع بداية شهر نيسان، وقبل دخول شهر رمضان بأيام، تعهد تجار دمشق بخفض الأسعار بنسبة 20%، على أن يكون شعارهم “رمضان بلا أرباح”، وذلك بعد تحسن قيمة #الليرة السورية خلال الأيام الماضية، (الدولار الواحد يساوي أقل من 3 آلاف ليرة).

موقع (الحل نت) رصد حركة الأسواق التجارية بدمشق، وبدت حالة ركود في البيع والشراء، وارتفعت أسعار السلع بنسبة 20 إلى 30%، عما كانت عليه قبل رمضان، على عكس التصريحات بتخفيض الأسعار.

حيث وصل كيلو المعكرونة 3400 ليرة، وليتر الزيت بـ10 آلاف ليرة، بعد أن انخفض الفترة الماضية إلى 8500 ليرة، في حين وصل سعر علبة السمنة النباتية وزن 2 كيلو لنحو 18 ألف ليرة.

كما شهدت أسعار الخضار ارتفاعاً مع دخول رمضان، إذ وصل سعر كيلو البطاطا إلى 1300 ليرة، بعد أن كان يُباع بألف ليرة، كما ارتفع سعر كيلو الزهرة إلى 350 ليرة، بعد أن كان يُباع بـ250 ليرة، وكيلو البندورة إلى 1200 ليرة، وكيلو الكوسا بألفين ليرة، بعد أن كان يُباع قبل شهر رمضان بألف ليرة.

وكذلك الحال بالنسبة لجميع الخضار والفواكه التي زادت أسعارها بين 20 إلى 50%.

أما اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء، نالت نصيبها أيضاً من الارتفاع، وبلغ سعر كيلو الفروج 6 آلاف ليرة بارتفاع وقدره 700 ليرة، فيما وصل كيلو شرحات الفروج لنحو 9500 ليرة، في حين وصل سعر كيلو لحم الغنم لنحو 28 ألف ليرة، وكيلو لحم العجل لـ23 ألف ليرة.

رمضان بلا ولائم

أصبح التوفير الاقتصادي وسياسة “التقشف” هو خيار معظم الأسر السورية خلال شهر رمضان، فغابت عن موائدهم الكثير من الأطباق والأصناف، وحتى المشروبات الرمضانية باتت أسعارها باهظة مقارنة بالدخل الشهري للفرد.

وقالت “أم محمد” وهي ربة منزل لموقع (الحل نت) «تخلينا عن الكثير من الطقوس الرمضانية، أمام غلاء المعيشة، على سبيل المثال فإن تحضير وجبة السحور لعائلتي المكونة من 5 أفراد، تحتاج إلى مبلغ 15 ألف ليرة على أقل تقدير، ولهذا اكتفينا بصنف أو صنفين وغالباً تكون اللبنة والزعتر».

كما وارتفعت أسعار الألبان والأجبان والبيض التي تدخل كمكونات أساسية في وجبة السحور بشهر رمضان، إذ وصل سعر كيلو الجبنة لـ6 آلاف ليرة، وكيلو اللبنة بـ4500 ليرة، وصحن البيض بـ7500 ليرة، أي أنه في حال شراء كيلو واحد من كل صنف، فتبلغ تكلفتها نحو 18 ألف ليرة، وهو ما يعادل نحو 35% من راتب موظف حكومي لمدة شهر.

من جهته، أكد “عبيدة” وهو موظف في شركة قطاع خاص أن «أسعار المواد الغذائية لا تنخفض إلا على شاشات التلفاز، أما الواقع مختلف بشكل كلي، فاليوم أقل تكلفة لوجبة إفطار في رمضان تتجاوز 8 ألاف ليرة، وهي خالية من اللحوم والدجاج».

وأضاف لموقع (الحل نت) أن «الخضراوت المطبوخة باتت من الوجبات الرئيسية في شهر رمضان، رغم أن راتبي الشهري يصل لـ100 ألف ليرة، لكنه في الواقع لا يكفي لـ10 أيام في أفضل أحواله».

وكان مدير المسالخ في مؤسسة السورية للتجارة “مجدي البشير” أوضح في تصريح سابق لصحيفة (الوطن) المحلية، أن «استهلاك اللحوم تراجع منذ عام 2010 من تسعة كيلوغرامات للفرد إلى كيلوغرامين سنوياً، وأن الأسعار ارتفعت 20 ضعفاً خلال السنوات الماضية».

حلويات رمضان باتت بعيدة المنال أيضاّ

بطبيعة الحال، الحلويات بمختلف أصنافها وأنواعها هي الأخرى بعيدة المنال عن موائد معظم السوريين، لا سيما أن سعر كيلو الحلويات الواحد بات يضاهي راتب الموظف لشهر كامل.

وقال “أبو مهند” صاحب محل حلويات في حي الميدان وسط دمشق إن «الإقبال ضعيف على شراء الحلويات هذا العام، وذلك بسبب ارتفاع أسعارها، وصل سعر كيلو المبرومة 50 ألف ليرة، والكنافة 40 ألف ليرة، والبقلاوة 35 ألف ليرة».

وأضاف صاحب محل الحلويات لموقع (الحل نت) «مبيعاتنا تقتصر على الحلويات الرمضانية، كالمعروك وتباع الواحدة بين 1500 و3 آلاف ليرة، والناعم 2500 ليرة الطبق الواحد، رغم أن أسعارها مرتفعة أيضاً، وهذا يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الداخلة في إنتاج الحلويات بشكل أساسي».

سباق بين أسماء الأسد ونجل رامي مخلوف!

قبل حلول شهر رمضان بأيام، عقدت “أسماء الأسد” زوجة الرئيس السوري “بشار الأسد” اجتماعاً مع مسؤولي الجمعيات الخيرية في سوريا، وأعلنت من خلاله عن إطلاق مشروع “منصة الكترونية” تصب فيها  تبرعات السوريين في الداخل والخارج، بزعم التمكن من إيصال المساعدات لمستحقيها وبشفافية عادلة، وفق تعبيرها.

وبعد عدة أيام، أطلق “علي مخلوف” نجل رجل الأعمال السوري “رامي مخلوف” وابن خال الرئيس السوري “بشار الأسد”، حملة تبرعات لأجل “إنقاذ السوريين”، تحت عنوان “لاتترك أخوك السوري جوعان”.

وأوضح مخلوف في منشور له على حسابه في “انستاغرام” أن الحملة ستسير على عدة مراحل، الأولى منها إمكانية جمع 10 مليون دولار، ويساهم علي منها بـ2 مليون دولار”، أي ما يعادل تقريباً 7 مليار ليرة سورية.

ويربط محللون بين حملات كل من “أسماء الأسد” ونجل “رامي مخلوف” وبين الصراع داخل الأسرة الحاكمة، والذي ظهر إلى العلن بعد خروج رجل الأعمال السوري “رامي مخلوف” العام الماضي في فيديو له على موقع فيسبوك يستنكر فيه قرار الحجز على ممتلكاته وامواله، وإجباره على التنازل عن شركة “سيريتل” للاتصالات، ووضع حارس قضائي عليها.

يشار إلى أن تكلفة المعيشة في سوريا سجلت ارتفاعاً قياسياً خلال الربع الأول من العام الحالي، بنسبة تقارب 42%، لتتجاوز المليون ليرة سورية للأسرة المكونة من 5 أشخاص في دمشق، بدعم مطلق من الارتفاع القياسي في أسعار الغذاء والمواد الأساسية في سوريا، وفق مؤشر صحيفة (قاسيون) المحلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.