رغم القضاء على #داعش عسكرياً في العراق وسوريا وإنهاء خلافته المزعومة في هذين البلدين، إلا أن الخلافة العقلية المرتبطة بالتنظيم لا تزال قائمة في أذهان الكثيرين.

وبذلك، تستمر حرب التنظيم، وهي حرب بلا حدود وبخطوط غامضة وبلا أرض محددة، لكن مع كتائب من المتطوعين والخلايا النائمة.

تركيا تُجنّد عناصر داعش السابقين

تقريرٌ لصحيفة (Le Telegramme) الفرنسية، كشف أن المخابرات التركية تمكّنت من السيطرة على عناصر تنظيم «داعش» السابقين في جيب إدلب شمالي غربي سوريا، ووظّفتهم في خدمة أردوغان.

الخطة ذاتها اتّبعها الرئيس التركي في مدينة #جرابلس ومحيطها، في مواجهة القوات الكردية، التي تخلت عنها الإدارة الأميركية في تشرين الأول 2019.

يستند التنظيم على مكسبين اثنين في بقائه حيّاً ولو بشكلٍ محدود، الأول، بنية سرية تستمر في التقدم ولديها شبكات في الدول الغربية لارتكاب هجمات تُنشر على نطاق واسع من كل جانب.

المكسب الثاني، سيطرة بعض الدول على التنظيم، وتأتي تركيا في المقام الأول وقبل كل شيء.

وبناءً عليه، لم يتردد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في استخدام عدة آلاف من الجهاديين في سوريا لإرسالهم على ثلاث جبهات:

أولاً، خلال حروبه الدموية ضد الكُرد في مدينة #عفرين شمال غربي سوريا عام 2018، ثم في شهر تشرين الأول 2019 بمدينة #رأس_العين بمجرد تخلي ترامب عن حلفائه هناك.

ففي جيب عفرين، وكذلك في تل أبيض، يعمل الإسلاميون، وكثير منهم عناصر سابقون في تنظيم داعش، والجنود الأتراك جنباً إلى جنب، حيث تشهد تلك المناطق النهب والاعتداء والاغتصاب واختطاف مئات النساء الكرديات.

وهي طريقة لطرد الكُرد، الذين سكنوا هذه المناطق على مر العصور. وفي بعض هذه الأجزاء من الأراضي السورية، يتم استخدام العملة التركية، من أجل مكافأة الإداريين وكذلك الأصوليين من قبل أنقرة.

كذلك تحمل العديد من السيارات لوحات تركية محددة بمنطقة جديدة، وكأن هذه المناطق قد تم ضمها بالفعل إلى تركيا.

كما أن الكثير من هؤلاء المرتزقة الأصوليين يحصلون على رواتبهم بالدولار أو الليرة التركية، بعد أن أُرسِل أفواج منهم، مرة أخرى من قبل الجيش التركي، إلى ليبيا.

بيدق أردوغان الذي يلوّح به

من خلال تسليح هؤلاء الإسلاميين مثلما يجب ودفع ما يصل إلى 2000 دولار شهرياً لهم، يعتزم أردوغان تأكيد ادعاءاته الإمبريالية والعثمانية الجديدة ضد روسيا.

وبهدف تحقيق حلمه بإصلاح “الشرق الأوسط الكبير”، أمر أردوغان بإرسال أكثر من ألفين من هؤلاء الجهاديين، كثير منهم من سوريا، إلى #أذربيجان من أجل استعادة جيب “ناغورني كاراباخ” الأرمني، في الخريف الماضي.

بأقل التكاليف، يطيء الرجل التركي الأول اليوم منطقة #القوقاز للتفاوض بشكل أفضل مع القيصر الجديد لكل روسيا، وما تنظيم داعش في يديه سوى بيدق يلوّح به حين يشاء.

وإن كان التنظيم بيدق محفوف بالمخاطر بالنسبة للديمقراطيات، فإن هذا لا يهم “السلطان الجديد”.

فقد استغل الجيش التركي التنظيم على أكمل وجه. ويبقى داعش وأخواتها أكثر فائدة لأنقرة من هيئة الأركان التركية، لأنه من السهل استخدامها والتبرؤ منها عند اللزوم، كونها خارجة عن القوات المسلحة التركية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.