مصدر في الحكومة السورية حول الاشتباكات الأخيرة في القامشلي: «لم نكن نريد التصعيد في المدينة، وحي “الطي” لا يهمنا»

مصدر في الحكومة السورية حول الاشتباكات الأخيرة في القامشلي: «لم نكن نريد التصعيد في المدينة، وحي “الطي” لا يهمنا»

تستمر #الحكومة_السورية بإغلاق المعابر مع مناطق #الإدارة_الذاتية، وخاصة معبري #منبج والطبقة، أمام مرور السلع والبضائع، وترجّح مصادر محلية أن السبب هو مشاكل على تقاسم واردات المعابر، بين #الفرقة_الرابعة في #القوات_النظامية، والفيلق الخامس، الذي أسسه الروس في سوريا. وقد أدى الإغلاق إلى تأزم الأوضاع بين الإدارة الذاتية وحكومة #دمشق.

وبينما لا تزال المعابر مغلقة اندلعت اشتباكات بين قوات الأمن الداخلي #الأسايش، التابعة للإدارة الذاتية، ومليشيا #الدفاع_الوطني، الموالية للحكومة السورية، في حي “الطي” بمدينة #القامشلي، شمال شرقي سوريا، ما أسفر عن سيطرة الأسايش بشكل شبه كامل على الحي. وتواردت أنباء عن عقد اتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين، برعاية روسية.

ونقلت صحيفة “العربي الجديد” القطرية، عن مصادر لها، أنباءً عن «اجتماع ممثلين من الحكومة السورية والإدارة الذاتية مع الجانب الروسي في مطار القامشلي، بهدف إنهاء الاشتباكات، وتنفيذ اتفاق التهدئة بشكل كامل، والذي قضت أولى خطواته بسحب مليشيا الدفاع الوطني من الحي، ونشر مفرزة للأمن العسكري بدلاً منها، وبذلك سوف يقتصر وجود المليشيا في القامشلي على الضواحي الجنوبية والشرقية للمدينة، القريبة من مطارها، الذي يعدّ المركز الرئيسي للقوات الروسية في المنطقة».

ورغم هذا أكدت مصار مطّلعة على مجريات المفاوضات للصحيفة نفسها أنه «لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي واضح البنود بين الطرفين».

وتتهم الإدارة الذاتية الحكومة السورية  بأنها «لا تريد التوصّل لحل سلمي في المنطقة، وتسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل عام 2011»، وهذا ما تعدّه الإدارة مستحيلاً، بينما تؤكد حكومة دمشق أن «مشروع الإدارة الذاتية انفصالي، ويهدد أمن ووحدة البلاد»، وهذا الاتهام من النقاط القليلة، التي تتفق عليها فصائل المعارضة السورية، الموالية لتركيا، مع الحكومة السورية.

 

حزب الاتحاد الديمقراطي: «الحكومة السورية تحاول ضرب استقرار مناطقنا»

“أنور مسلم”، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، قال، في تصريح خاص لـ«الحل نت»، إن «إغلاق المعابر مرتبط بالسياسات العامة للحكومة السورية، فهي لا ترغب بحلّ #الأزمة_السورية، ولا تريد النجاح لتجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وتحاول كسب الوقت، من خلال استخدام المعابر ورقةً للضغط».

ويشير “مسلم” إلى أن «الحكومة السورية تريد تعميم النتائج السلبية للعقوبات الأميركية، المعروفة باسم #قانون_قيصر، على كل السوريين، بشكل غير مباشر، من خلال إغلاق المعابر؛ فضلاً عن ضرب التلاحم بين مكوّنات المنطقة، عبر استخدام الميلشيات التابعة لها. وما يجري الآن في القامشلي محاولة لضرب الأمن والاستقرار، وتدمير تجربة الإدارة الذاتية».

ويختتم حديثه بالقول: «ما تزال حكومة دمشق تحاول انتهاج الحل العسكري، الذي لا فائدة منه. وعلى المجتمع الدولي وضع حد لهذه المحاولات، والضغط على كل الأطراف للالتزام بالحل السياسي، وفق قرار #مجلس_الأمن رقم 2254، فالدمار الحاصل في البلاد نتيجةٌ لتعنّت النظام والمعارضة السورية، على حد سواء».

 

مصدر في الحكومة السورية: «الهدف حقول النفط وعين عيسى»

يتحفّظ مسؤولو الحكومة السورية عادةً عن الإدلاء بأية تصريحات لوسائل الإعلام غير الرسمية، إلا أن موقع «الحل نت» تواصل مع مصدر مقرّب من حكومة دمشق، رفض الكشف عن اسمه أو صفته لأسباب أمنية، لسؤاله حول تطورات القامشلي.

المصدر أكد أن «سبب إغلاق المعابر ليس الخلافات بين الفرقة الرابع والفيلق الخامس، التابع للروس، كما يتم الترويج له إعلامياً، بل السبب الأساسي رغبة الحكومة السورية بالضغط على #قوات_سوريا_الديمقراطية “قسد” لتسليم حقول النفط والمؤسسات العامة للقوات الحكومية، ودفع الإدارة الذاتية في شرق الفرات للالتزام بقانون الإدارة المحلية، الذي أصدره الرئيس بشار الأسد».

وأشار المصدر إلى أن «موضوع إغلاق المعابر والاشتباكات في القامشلي مرتبط أيضاً بالصراع على مدينة #عين_عيسى في محافظة #الرقة، وسعي القوات النظامية للسيطرة عليها تماماً، وإخراج “قسد” منها».

وعن اشتباكات حي “الطي” قال المصدر إن «الحكومة السورية لا تهتم فعلياً بهذا الحي، وهي لم تكن تريد التصعيد مع “قسد” هناك، وربما كانت لها مصلحة بحل مجموعات الدفاع الوطني في القامشلي، التي أصبحت مكلفة وخارجة عن السيطرة. ولو كان “الطي” يهم الحكومة السورية لكانت حاصرت منطقة “الشيخ مقصود” في مدينة #حلب، أو منطقة الشهباء شمال محافظة حلب، التي تسيطر عليها “قسد”، وتتواجد في محيطها القوات النظامية».

 

ناشط مدني: «روسيا ليست طرفاً ضامناً لأمن واستقرار المنطقة»

الصحفي “مصطفى عبدي”، الإداري في “مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”،  قال لموقع «الحل نت» إن «الحكومة السورية تنتهج، منذ اندلاع #الحرب_السورية، أسلوب حصار ومعاقبة المدنيين، في أي منطقة تعتبر أنها تشكّل تهديداً لها، فتقوم بتجويع المواطنين، ومنع وصول الغذاء والخبز وحليب الأطفال والدواء والمياه والكهرباء، وهي تنسّق مع #تركيا في استخدام ورقة الحصار، بهدف ابتزاز الإدارة الذاتية، وإجبارها على تسليم المنطقة»، حسب تعبيره.

وعن الاشتباكات، التي دارت في القامشلي، يبدي الصحفي والناشط المدني السوري قلقه من «استمرار هذا النوع من الأحداث، التي تؤدي لسقوط ضحايا من المدنيين، وتأتي في ظروف صحية وإنسانية صعبة، مع انتشار فيروس #كورونا، والإجراءات التي تضطر الإدارة الذاتية لاتخاذها في مواجهة الجائحة».

ويرى “عبدي” أن الاشتباكات اندلعت «نتيجة الاستفزازات المتكررة من قبل الميلشيات المنفلتة، الموالية لحكومة دمشق، ذات السمعة السيئة جداً في محافظة #الحسكة، لأنها تبتزّ الأهالي، وتفرض الإتاوات والرشاوى، وتسرق وتنهب على الحواجز التي تسيطر عليها». مؤكداً أن «التصعيد هو جزء من مخطط، تواصل الحكومة السورية تنفيذه، بهدف زعزعة استقرار وأمن مدينة القامشلي، ودفعها نحو الفوضى».

وحول موقف #روسيا، والأنباء عن قيامها برعاية اتفاق تهدئة بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية، يقول “عبدي”: «روسيا تحاول إظهار نفسها ضامناً للأمن والهدوء في المنطقة، ولكنها في الواقع طرف يدعم حكومة دمشق، ويستهدف الادارة الذاتية. وقد سبق لمسؤولي الإدارة مطالبة روسيا مراراً بدفع مسؤولي الحكومة السورية إلى طاولة المفاوضات، للتوصل لحل سياسي في المنطقة، ولكنّ الروس تقاعسوا عن ذلك، وقاموا بترويج نظريات حكومة دمشق عن الإدارة الذاتية، بوصفها قوة انفصالية، واستمروا بتقديم كل أنواع الدعم للقوات النظامية، التي لا تفهم سوى لغة العنف والسلاح».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.