“السيدة زينب” مدينة إيرانية: هل استسلمت الحكومة السورية لسيطرة الميلشيات الموالية لإيران على جنوب دمشق؟

“السيدة زينب” مدينة إيرانية: هل استسلمت الحكومة السورية لسيطرة الميلشيات الموالية لإيران على جنوب دمشق؟

اتفقت الميليشيات الموالية لإيران مع قوات #الفرقة_الرابعة، التابعة للحكومة السورية، على تهدئة الأوضاع الأمنيّة في منطقة #السيدة_زينب جنوبي #دمشق، بعد أيام من الاشتباكات، التي أدت إلى وقوع خسائر بين الطرفين.

وبحسب مصادر محلية فإن التهدئة جاءت على خلفية تفاهم مبدئي، يقوم على ضرورة وضع حد للتوتر الأمني، لحين انتهاء موسم الحجّ الشيعي.

وتسعى الميلشيات الموالية لإيران إلى الاستحواذ على منطقة السيدة زينب، ونشر الألوية التابعة لها فيها، وطرد قوات #الحكومة_السورية منها، بدعوى حماية مقام السيدة زينب، الذي يزوره ملايين الحجاج الشيعة سنوياً.

 

مهاجمة قوات الحكومة

الناشط الإعلامي “أحمد الدمشقي” أكد أن «الاشتباكات جاءت بعد توتر بين الطرفين، قامت الميلشيات الموالية لإيران على إثره بمهاجمة قوات الفرقة الرابعة، وذلك بعد أسابيع من اندلاع معارك أخرى، في منطقة “حجيرة” بالقرب من السيدة زينب».

وأضاف في حديثه لموقع «الحل نت»: «ينتشر في السيدة زينب مقاتلون موالون لإيران من الجنسية الباكستانية والإيرانية والعراقية، وأغلبهم يتبعون لواء “أبي الفضل العباس” العراقي، الذي ينتشر بالقرب من منطقة المقام، ويمنع قوات الحكومة السورية من التحكّم بالمنطقة».

وأشار إلى أن «المليشيات الموالية لإيران تعمل على زيادة انتشارها في منطقة السيدة زينب، والضواحي التابعة لها، مثل “حجيرة” و”الحسينية” و”الذيابية” و”السبينة”، وذلك بهدف السيطرة على ريف دمشق الجنوبي، ومنع دخول القوات المحسوبة على #روسيا إلى المنطقة».

وقامت الميلشيات الموالية لإيران، بعد سيطرتها على مناطق السيدة زينب، بتهجير أهلها إلى الشمال السوري، وأغلبهم من النازحين الجولانيين واللاجئين الفلسطينيين.

 

أساليب السيطرة على المنطقة

“مصطفى محمد”، العقيد المنشق عن #القوات_النظامية، أكد أن «الحكومة السورية قامت بإرسال تعزيزات إلى منطقة السيدة زينب، إثر تصاعد الخلاف بينها وبين الميلشيات، إلا أن التعزيزات فشلت في تمكين القوات النظامية من استعادة السيطرة على المنطقة، بسبب قوة الميلشيات الموالية لإيران، وكثافة انتشارها».

وأضاف، في حديثه لـ«الحل نت»، أن «المليشيات الإيرانية عملت في المنطقة على محورين: الأول زيادة كثافة وجودها العسكري، وتجنيد أبناء المنطقة ضمن صفوف الميلشيات، وجلب المقاتلين الشيعة من كافة أنحاء العالم، بحجة حماية المقامات الدينية؛ والمحور الثاني شراء أملاك المُهجّرين بأسعار رخيصة جداً، وذلك من خلال تهدديهم بتدميرها، في حال عدم الإمضاء على وثائق بيع أملاكهم، التي يقدمها لهم سماسرة، يتوسّطون بين الطرفين».

 

مدينة إيرانية

وتُعدّ بلدة السيدة زينب وضواحيها مركز الثقل الإيراني في سوريا، وأبرز معاقل الميلشيات الشيعية في البلاد، ويتحدث ناشطون محليون عن تعرّض المنطقة لعملية تغيير ديمغرافي ممنهج، عن طريق استبعاد سكانها من الطائفة السنية، لحساب سكّان جدد، منهم المقاتلون الأجانب وعائلاتهم، وبعض المتشيعين من المناطق المجاورة.

“محمد عمار”، وهو مُهجّر من منطقة السيدة زينب، أكد لموقع «الحل نت» أن «المنطقة كانت تجمع النازحين الجولانيين والعراقيين والفلسطينيين، وعدداً من الفئات الأكثر فقراً في المجتمع السوري، من كل المحافظات والانتماءات، ولكن بعد سيطرة الميلشيات الإيرانية عليها، وطرد قوات المعارضة، أصبحت مدينة إيرانية بالكامل، نتيجة عملية التهجير الطائفي التي شهدتها».

وأشار إلى أن «آلاف الإيرانيين يتوافدون إلى المنطقة، ويقومون بشراء المنازل والاستقرار بها، وخصوصاً منازل المُهجّرين، الذين تم منعهم من العودة بيوتهم، ناهيك عن أعمال الترهيب، التي تُمارس ضد بقية العوائل، التي رفضت النزوح».

ويبدو أن السيطرة الإيرانية على الحي باتت أمراً واقعاً، تحاول حكومة دمشق التأقلم معه، والتعوّد على حضور ميلشيات لا تخضع لسلطتها، على بعد كيلومترات قليلة من مقرات المؤسسات الأكثر حيوية للدولة السورية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.