تصاعد عمليات داعش في كركوك: تقصير أمني من الحكومة العراقية أم محاولة لخلط الأوراق السياسية قبيل الانتخابات؟

تصاعد عمليات داعش في كركوك: تقصير أمني من الحكومة العراقية أم محاولة لخلط الأوراق السياسية قبيل الانتخابات؟

ارتفعت وتيرة الهجمات الإرهابية في محافظة #كركوك العراقية، مستهدفةً القوات الأمنية العراقية وقوات #البيشمركة الكُردية، خلال شهر رمضان، وتحديداً بعد تنفيذ القوات الأمنية عمليات واسعة، للإطاحة بعدد من قادة تنظيم #داعش.

بعض مختصي الشأن السياسي والأمني اعتبر أن هذه الهجمات «قد تؤثر على العملية الانتخابية، والإشراف الأممي عليها في كركوك»، فيما يرى البعض الآخر أنها «تتم لحسابات خاصة لدى تنظيم داعش، ولا علاقة لها بالسياسة العراقية الداخلية، وبالتالي فلن تؤثر على سير الانتخابات، وستجري عملية الاقتراع في كركوك بموعدها المحدد، مثل بقية المحافظات العراقية».

وتستعد كافة مناطق العراق لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وسط تصاعد التوتر الأمني، والخلافات بين القوى السياسية، والأزمة الاقتصادية والصحية الحادة، التي تشهدها البلاد.

 

داعش يستغلّ تباين المواقف السياسية

كتلة #الحزب_الديمقراطي_الكردستاني في #مجلس_النواب_العراقي أرجعت تلك الهجمات إلى «الفراغ الأمني في كركوك، والظروف السياسية والأمنية التي يعيشها العراق حاليا، لا سيما وأنه مقبل على انتخابات برلمانية، وسعي القوى السياسية للدخول طرفاً أساسياً في جولات الحوار الاستراتيجي مع قوات #التحالف_الدولي ضد الإرهاب، ولذلك فإن داعش استغلّ تباين المواقف، بين القوى السياسية العراقية، لشن هجماته الإرهابية».

الكتلة دعت الحكومة العراقية الاتحادية إلى «أخذ التطورات الأمنية وتصاعد الهجمات الإرهابية بعين الاعتبار، واتخاذ خطوات عاجلة للرد، وتشكيل قوة مشتركة، تضمّ القوات الأمنية العراقية وقوات البيشمركة وقوات التحالف الدولي، وزيادة أعدادها، خاصة في المناطق التي تعتبر معقلاً للإرهابيين، وتفعيل الجهد الاستخباراتي، وشن عمليات استباقية، في المناطق الرخوة أمنيا في كركوك».

ويُجري العراق حواراً استراتيجياً مع الولايات المتحدة، وعدد من الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب، بهدف بحث مستقبل التعاون الأمني، بعيد انسحاب جانب أساسي من القوات الأجنبية من البلاد. وتتباين مواقف القوى السياسية تجاه هذا الحوار، بين الداعين للانسحاب الفوري والشامل لكل القوات الأجنبية، والمطالبين باستمرار التنسيق والتعاون بين القوات العراقية ودول التحالف، لحماية البلاد من أخطار الإرهاب.

 

الخروقات الأمنية تربك العملية الانتخابية

“إحسان الشمري”، الخبير الاستراتيجي والمختص في الشأن السياسي، يرى أن «الهجمات الإرهابية تمثّل خرقاً أمنياً خطيراً، وفي حال استمرارها بهذا الشكل فإنها ستربك المشهد السياسي بشكل كبير، ما ينعكس على إمكانية إجراء العملية الانتخابية».

“الشمري” يضيف، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «عملية الخرق هذه مرتبطة بحجم الخلافات السياسية، التي تدور على مستوى المحافظات، التي ينشط بها داعش، وحتى على نقاط التماس بين قوات البيشمركة الكُردية والفصائل المسلّحة الموالية لإيران في كركوك».

وتعتبر كركوك من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في #بغداد وحكومة #إقليم_كردستان العراق، فضلاً عن حضور ميداني لفصائل #الحشد_الشعبي، وعدد من الميلشيات المرتبطة بطهران.

ويستبعد الخبير الاستراتيجي تأجيل الانتخابات، سواء في كركوك أو بقية المحافظات العراقية، داعياً الحكومة العراقية إلى «محاولة ضبط العملية الأمنية، والحافظ عليها من الخروقات».

 

تقصير حكومة الكاظمي

المحلل السياسي “علاء مصطفى” يقول لـ«الحل نت» أن «المنافسة، التي تشهدها محافظة كركوك، سببها عدم تعزيز حكومة رئيس الوزراء العراقي مصطفى #الكاظمي الوجود الأمني والإداري والسياسي للحكومة المركزية، فضلاً عن تراخي وتراجع دور القوات الأمنية العراقية، بسبب التغيرات في بعض مراكز القيادة فيها، وجميع هذه الأمور زادت من استفحال خطر داعش، وقدرته على شن الهجمات الإرهابية».

ويضيف “مصطفى” أن «كل ما يجري في كركوك لن يؤثر على موعد إجراء الانتخابات، لأن جميع القوى السياسية تسعى لإجرائها في موعدها المحدد، والحصول على مقاعد تؤهلها لتعزيز مكانتها داخل قبة البرلمان العراقي».

اما بشأن المراقبة الأممية للانتخابات فيبيّن “مصطفى” أنها «مرتبطة بموقف سياسي، تجمع عليه كل من مفوضية الانتخابات والحكومة العراقية والكتل السياسية، لتوجيه دعوة لمنظمة #الأمم_المتحدة، لاتخاذ الإجراءات اللازمة».

 

موسم الهجمات الرمضاني

«الهجمات، التي تعرّضت لها كركوك في الأيام القليلة الماضية، ما هي إلا محاولة لزعزعة وإرباك الوضع الأمني والسياسي، وتعقيد المشهد، وجعله أكثر حساسية»، بحسب الخبير الأمني العراقي “فاضل أبو رغيف”.

“أبو رغيف” يبيّن في حديثه لـ«الحل نت» أن «كركوك كانت دائماً منطقة ساخنة، كما أنها ترتبط بحدود مع محافظات تشهد توتراً أمنياً هي الأخرى، مثل #الأنبار وصلاح الدين وديالى، ومناطق تخلّت عنها السلطة المركزية، وتسكنها اليوم خلايا تنظيم داعش».

وأشار الخبير العراقي إلى أن «الانتخابات في كركوك ستكون حساسة، كونها محافظة تضمّ قوميات متعددة، ما يزيد الوضع تعقيداً، ولا سيما وأن الهجمات الأخيرة زعزعت الاوضاع الأمنية، وأربكت العملية السياسية في المحافظة». ورغم هذا يبدي قناعته بأن «الانتخابات المبكرة ستُجرى في موعدها، والإشراف الأممي سيكون حاضر فيها».

وحول دوافع الهجمات الإرهابية يرى “أبو رغيف” أن «الهجمات لا تقف ورائها جهات سياسية عراقية لأسباب انتخابية، بل هي على الأغلب نمط من العمليات الإرهابية، اعتاد التنظيم على تنفيذها في شهر رمضان تحديداً، في محاولة منه لإظهار وجوده واستمراريته، وإرباك القوات الأمنية العراقية».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.