تتصاعد أزمة المحروقات في سوريا، مما أدى إلى تضاعف أسعار المشتقات النفطية من بنزين ومازوت في السوق السوداء في ظل فقدانه بمحطات الوقود الرسمية، ورغم إعلانات الحكومة المتكررة عن خطط لزيادة ضخ المشتقات في محطات الوقود، إلا أن الأزمة مستمرة وألقت بظلالها مؤخرا على أسعار تذاكر الطيران.

ربع مليون للسفر داخل سوريا

وفقا لمصادر داخل الخطوط الجوية السورية، شهدت الخطوط الجوية السورية في 10 محطات، ارتفاعا ملحوظا في أسعار تذاكر الطائرات مؤخرا.

وبحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، أمس الأربعاء، فإن الأسعار ارتفعت على خط القامشلي من دمشق، حيث كانت في السابق 250 ألف ليرة سورية، والآن أصبحت 280 ألف ليرة سورية، أما بالنسبة للخطوط الأخرى فهي تخضع للعرض والطلب، وحسب أطوال الخطوط، وحسب درجة امتلاء الرحلة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن التسعيرة قابلة للارتفاع أو الانخفاض في مواسم محددة ومقاطع محددة، فحيثما يكن هناك إقبال على السفر من خلال السورية، تكون الأسعار أعلى من المقاطع التي يقل عليها الطلب، وهذا معمول به في أغلب شركات الطيران العالمية.

وأوضح المصدر الذي نقلت عن الصحيفة، أن هذه الزيادة نتجت عن الزيادة في أسعار الوقود العالمية، حيث لعب ارتفاع أسعار مادة الكيروسين (وقود الطائرات) دورا كبيرا في هذه الزيادة. مبينا أن استيراد الكيروسين فرض تكاليف جديدة مرتبطة بالعملية التشغيلية للطيران.

وأكد المصدر، أن قرار زيادة أسعار تذاكر الطيران في سوريا كان بقرار من اللجنة الاقتصادية في مجلس الوزراء، بسبب الامتلاء الدائم للرحلات المتجهة إلى دبي وموسكو والقاهرة، حيث تشهد حركة مسافرين كبيرة خلال الفترة الماضية والحالية، وهناك انتظار على الدور لمدة خمسة عشر يوميا.

متحكم وحيد بالطيران السوري

رغم تعليق رحلات الطيران من دمشق لأغلب مطارات العالم منذ سنوات وعدم تفعيل أيا من الشركات لعملها في سوريا، من جديد تعود دمشق لترخيص شركات طيران مدنية خاصة جديدة، إلا أن شركة طيران واحدة فقط حظيت بالترخيص، رغم تقديم أكثر من عشرين مستثمرا لإحداث شركات الطيران مدنية في سوريا، وعزت دمشق ذلك بالعقوبات الدولية المفروضة على سوريا وضعف القدرات المالية لدى هذه الشركات المقدمة.

وبحسب تصريح سابق لمدير النقل الجوي في المؤسسة العامة للطيران المدني، فادي جنيدي، فإن عدد الطلبات المقدمة إلى المؤسسة العامة للطيران المدني لترخيص شركات طيران تجاوز العشرون طلبا، وفق تقارير صحفية محلية.

ولفت جنيدي، إلى أن البعض استطاعوا إكمال الإجراءات متجاوزين أشواطا كبيرة، بينما البعض الآخر لم يستطيعوا إكمال المطلوب منهم للحصول على الترخيص.

وبالنسبة لمكاتب خدمات الطيران، بيّن جنيدي أن عدد الحاصلين على التراخيص ثمانية مكاتب تقوم بمهام وسيط ما بين المؤسسة العامة للطيران المدني وشركات الطيران التابعة للدول الأخرى، في حين أن أقل تذكرة طيران خارجية تتعدى المليونين ليرة سورية.

لا رحلات إلى أوروبا

في قرار غير معتاد، أصدره الاتحاد الأوروبي تجاه كيانات ومؤسسات مرتبطة بشكل غير مباشر بالحكومة السورية، مؤخرا، قرر الاتحاد الأوروبي بإزالة شركة طيران “أجنحة الشام” السورية من قائمة العقوبات التي تم إدراجها منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021، على قائمة العقوبات الأوروبية، لكن هذا القرار الأوروبي يبدو محدود الميزات، حيث لا تستطيع شركة الطيران السورية تسيير رحلات جوية إلى أوروبا، بموجبه.

مدير تطوير الأعمال والعلاقات العامة في شركة “أجنحة الشام” للطيران، أسامة ساطع، قال إن إزالة الاتحاد الأوروبي لعقوباته عن الشركة لا يعني أنه بإمكانها تسيير رحلات جوية إلى أوروبا، وبالتالي لا رحلات مباشرة حاليا بين دمشق وأي دولة أوروبية، بينما تقتصر رحلات “أجنحة الشام”، وفق ما أعلن عنه ساطع في وقت سابق، على وجهات قليلة غالبيتها عربية إضافة إلى طهران وروسيا.

وبيّن ساطع، في حديث لوكالة “رويترز”، الأسبوع الفائت، إن إزالة العقوبات ستسمح للشركة بطلب الإذن للعمل في المطارات فقط.

يشار إلى أن شركة “أجنحة الشام” تأسست عام 2007 كأول شركة طيران خاصة، ومنذ عام 2014 باتت الشركة، هي الناقل الثاني ثم أصبحت الأول في سوريا، وباتت بديلا عن “الشركة السورية للطيران” التي فُرضت عليها عقوبات أميركية وأوروبية.

وكان الاتحاد الأوروبي، قد وضع “أجنحة الشام” على لوائح عقوباته، في 2 من كانون الأول/ديسمبر 2021، بسبب أزمة الهجرة على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، إلى جانب 17 فردا و11 كيانا، ومكتب تركي لخدمات السفر، وشركات وشخصيات بيلاروسية، لمشاركتهم في نقل مهاجرين إلى بيلاروسيا، وفق تقارير صحفية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.