خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم الرئيس الحالي لسوريا #بشار_الأسد، بدأت احتجاجات سلمية ضده في مارس/آذار 2011، ثم تحوّلت إلى حرب تدخلت فيها أطراف عدة، لا تزال مستمرة حتى لحظة إعلان الحكومة السورية انتهاء الانتخابات الرئاسية وبدء فرز الأصوات.

خلال العقد الأول من الحرب، تسببت الحكومة السورية وأطرافاً دولية في أكبر أزمة نزوح منذ الحرب العالمية الثانية.

وتحدث الخبير في الشان الاقتصادي السوري، “محمد مصطفى”، لـ(الحل نت)، حول الكلفة التي نتجت بسبب تدخل القوات النظامية عسكرياً ضد المحتجين، مشيراً إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة ومؤسسات المجتمع المدني وثقت بشكلٍ دقيق كافة الخسائر.

وحول الخسائر البشرية، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، مقتل 227749 مدنياً منذ مارس/آذار 2011 حتى الآن، ويشمل هذا الرَّقْم وَفَيَات المدنيين الموثقة، فيما يقدر “مصطفى” مقتل أكثر من 250 ألف مقاتل من جميع الأطراف.

كما قدّرت منظمتي “هيومن رايتس ووتش” و”العفو الدولية”، وجود نحو 149361 معتقلاً سياسياً، لا يزال 101678 منهم في عداد المفقودين.

وتشير إحصاءات #الأمم_المتحدة إلى إنّ نصف سكان سوريا، المقدر عددهم بنحو 23 مليونا عند بداية الأزمة، اضطروا إلى الفِرَار من منازلهم.

ومن بين هؤلاء 5.5 مليون يعيشون لاجئين بالمنطقة لا سيما في #تركيا، وَفْقاً لما تقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، مئات الآلاف منهم منتشرون في 130 دولة فيما يبلغ عدد النازحين بالداخل 6.7 مليون بينهم نحو 2.5 مليون #طفل.

وقدرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية‭‭ ‬‬لغرب‭‭ ‬‬آسيا (إسكوا) خسائر رأس المال بنحو 117.7 مليار دولار، والأضرار الاقتصادية من حيث الناتج المحلي الإجمالي المهدر بنحو 324.5 مليار دولار، مما يوصل كلفة الصراع إلى نحو 442.5 مليار دولار.

وفي العام الماضي فقط، فقدت الليرة السورية ثلاثة أرباع قيمتها فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية بأكثر من 200 بالمئة، حَسَبَ البنك الدَّوْليّ.

بيّنت الأمم المتحدة، أنّ هناك حالياً أكثر من 13 مليون سوري، بحاجة للمساعدة الإنسانية والحماية وإن 90% تقريباً من السكان يعيشون في فقر.

وقالت منظمة #الرؤية_العالمية، في تقريرلها، إنّ «متوسط العمر المتوقع للأطفال في سوريا انخفض هذا العام بواقع 13 عاماً».

هذه الأرقام، يراها “مصطفى” أنّها «خير دليل على عدم قدرة “الأسد” في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية، على إتمام دوره كرئيس للدولة، وخصوصاً أن شعار حملته الذي انتقاه هو “الأمل بالعمل”».

واعتبر “مصطفى”، إدلاء #بشار_الأسد، بصوته الانتخابي في مدينة #دوما، هو تحدياً لتقارير  منظمة “حظر الأسلحة الكيميائية” التي اشتبهت بالقوات النظامية في ارتكابها قصفاً بالأسلحة الكيماوية على المدنيين في 7 آذار/مارس 2018، والتي دفعت الرئيس الأميركي السابق “دونالد ترامب” إلى توجيه ضربات صاروخية إلى مواقع يُعتقد أنها منشآت أسلحة كيماوية في #سوريا.

وبدأت الانتخابات الرئاسية في سوريا، الأربعاء، منذ الساعة السادسة والنصف صباحاً، في 12 ألف مركزاً للاقتراع، وفق تصريح وزير الداخلية السوريّ، “محمّد خالد رحمون”، ومن المتوقع أنّ ينتهي التصويت في الساعة 11:59 مساءاً.

ويخوض “الأسد” للمرة الثانية توالياً الانتخابات الرئاسيّة حسب الدستور الجديد الذي أقر عام 2012، إذّ فاز خلال الانتخابات الماضية عام 2014، بمنصب رئاسة الجمهوريّة بنسبة بلغت 88%، من أصوات الناخبين، ليكون بذلك قد فاز بالولاية الرئاسيّة الأولى، وفق الدستور الجديد، والثالثة منذ وفاة والده “حافظ الأسد” عام 2000.

وستغيب المناطق الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” والفصائل الموالية لـ #تركيا شمال غربي البلاد، عن الانتخابات، بالتزامن مع رفض في جَنُوب البلاد لها، حيث عبر الأهالي وعدة عشائر في المنطقة عن رأيهم من خلال بيانات أكدوا خلالها أنه «لا شرعية لانتخابات تجري في مناخ استبدادي تصادر فيه إرادة السوريين، وتعتبر هذه الانتخابات حلقة في سلسلة الهيمنة الإيرانية على قرارات الدولة السورية».

وينافس “بشار الأسد” في الانتخابات الحالية مرشحان غير معروفين على نطاق واسع، هما: عضو #مجلس_الشعب السابق، “عبد الله سلوم عبد الله”، ورئيس “المنظمة العربيّة السوريّة لحقوق الإنسان” وأمين عام “الجبهة الديمقراطية المعارضة”، “محمود أحمد مرعي”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.