بدعمٍ من أسماء الأسد والقصر الجمهوري.. انطلاقة قريبة لمشغل الخليوي الثالث في سوريا

بدعمٍ من أسماء الأسد والقصر الجمهوري.. انطلاقة قريبة لمشغل الخليوي الثالث في سوريا

في أيار 2020، صدر القرار الذي صدم كثير من السوريين، وهو الحجز الاحتياطي على أموال “رامي مخلوف” بشكل مفاجئ، وطلب منه حينها التخلي عن شركة “سيريتل” للاتصالات الخلوية في سوريا، واحتدم صراعه مع الحكومة السورية التي كفّت يده عنها وعن كل استثماراته الأخرى.

لكن، وقبل صدور قرار الحجز على أموال مخلوف، كانت هناك بعض الإجراءات التي تتم بالخفاء تمهيداً لإدخال مشغل خليوي ثالث إلى سوريا بعد الإطاحة به.

بداية القصة

بدأ الجدل حول هوية المشغل الثالث في سوريا للاتصالات الخليوية يتصاعد عام 2017، حيث ذكرت صحيفة (الوطن) شبه الرسمية، أن شركة محلية ستؤسس في سوريا وستكون شركة MCI الإيرانية الحكومية شريكاً استراتيجياً فيها، لتكون المشغل الثالث الموعود، مؤكدةً أن الشركة الإيرانية حصلت على رخصة المشغل الثالث للخلوي.

الشركة الإيرانية لم تباشر عملها، ولم يكتب لها النجاح لأسباب مجهولة حتى اللحظة، دون الإعلان عن انسحابها رسمياً، وسط تأكيد مصادر لموقع (الحل نت) أن «الشركة الإيرانية رفضت التشارك مع شركات محلية سورية وتدخل رامي مخلوف بها، ورفضت التشغيل على تجهيزات شركتي إم تي ان وسيريتل، إضافة إلى خلاف على العائدات ونوع العقد».

في ذات العام (2017)، تم تأسيس شركة تدعى “وفا للاتصالات” التي يحق لها الاستثمار بكل شيء بمجال الاتصالات، عبر مدير الدائرة الاقتصادية في القصر الجمهوري “يسار إبراهيم” مع شخصين آخرين، أبرزهم “علي نجيب إبراهيم” الذي لا تتوفر عنه أي معلومات، لكن يلاحظ هنا تطابق الكنيتين بين يسار ونجيب وكأنهما قريبان من عائلة واحدة.

لم يعلن رسمياً عن الشركة ولم يحصل أي زخم إعلامي حولها، وفي عام 2020 بالتزامن مع الإشكاليات التي حدثت بين السلطات السورية ومخلوف، بدأ تحريك ملف شركة وفا، وتم تأسيس أكثر من شركة اتصالات من خلال علي ابراهيم وحده ودون أي زخم إعلامي.

4 شركات اتصالات لشخص واحد بعام واحد

“علي ابراهيم” أسس في 2020 شركة تدعى “سبيس تيل” التي ليس لها أي وجود على الأرض، ويحق لها استيراد أجهزة الاتصالات والاستثمار في مجال الاتصالات، وبعدها بشهر أسس شركة “تيلي سبيس” للاتصالات والتي يحق لها كما يحق لشركة “سبيس تيل”، وهي شركة شريكة في المشغل الثالث المفترض ومهمتها الأساسية التخديم اللوجستي.

وكان “علي ابراهيم” أسس نهاية عام 2019 شركة تدعى “البرج الذهبي”، ومن ضمن صلاحيتها أيضاً تقديم الأبراج المعدنية والخدمات اللازمة للاتصالات والأعمال الإنشائية الخاصة بها، أي أن “علي ابراهيم” دخل في تأسيس 4 شركات للاتصالات منذ نهاية 2019 وهي (البرج الذهبي، “تيلي سبيس”، “سبيس تيل” و”وفا تيليكوم” المشغل الثالث عبر شركته “تيلي سبيس”.

معلومات متقاطعة من مصادر في الحكومة السورية، أكدت لموقع (الحل نت)، أن وفا للاتصالات التي أسسها يسار وعلي وشخص آخر عام 2017، باتت معروفة أنها تقوم بإجراء مقابلات مع موظفي سيريتل وإم تي إن بعد الإطاحة برامي مخلوف، وخبر احتمال سيطرتها على المشغل الثالث بات مشاع شعبياً، وتسرّب من موظفي الشركتين، وبعد فرض العقوبات الأميركية على يسار ابراهيم في آب 2020، توجهت السلطات السورية إلى إعادة التفكير بأسلوب الإعلان عن الشركة وإخفاء القائمين خلفها.

من يقف وراء وفا؟

وتابعت المصادر «بعد حوالي الأسبوعين من فرض العقوبات على يسار، تم تغيير اسم الشركة المؤسسة عام 2017 من وفا للاتصالات إلى يوتيل، وبدأ التحرك فعلاً لتأسيس مجموعة شركات أغلبها مجهول، لتدخل في تأسيس المشغل الثالث بنفس اسم وفا القديم الذي تبدل إلى يوتيل، لكن هذه المرة المؤسسون شركات»، مشيرةً إلى أن «شركة المشغل الثالث إلى الآن سورية خالصة».

تبرر المصادر هذا التحرك بأنه «ضروري ومهم خلال الوقت الراهن، لكسب مساحة مرنة من التحرك في ظل العقوبات المفروضة على سوريا، ولتجنيب رجال الأعمال السوريين عقوبات جديدة، حيث من الضروري إخفاء هوية المؤسسين، لكن الأسلوب لم يكن موفقاً، حيث أعيد تدوير الاسم فقط، إضافة إلى أن هذا التصرف يعكس سيطرة السلطات في سوريا بشكل كامل على قطاع الاتصالات وبخاصة بعد فرض الحراسة القضائية على سيريتل وإم تي إن وإدارتهما بحسب توجهات الإدارة الاقتصادية في القصر الجمهوري».

يشار إلى أن رجل الأعمال السوري “فراس طلاس”، تحدث سابقاً عن “يسار ابراهيم” حين فرضت عليه العقوبات الاقتصادية الأميركية، وقال بتغريدة له، إن يسار الذراع الاقتصادي كواجهة لأسماء الأسد وعائلتها (طبعاً يتلطى خلفه أسماء لا تظهر للعلن) بدأ بزيارة رجال أعمال جدد وستطال زياراته الجميع بما فيهم المسؤولين القدامى من أيام الأسد الأب.

وتابع طلاس، أن رسالة يسار وبتوجيه من الست، أي أسماء الأسد، لتقول لرجل الأعمال: أنت جنيت هالثروة أو صار عندك هالأملاك وهي بسببنا ولذلك مطلوب منك التنازل عن حصة من ممتلكاتك لأسماء أشخاص أو شركات تحددها الست أسماء ( الحصص بين 40-50% ) وإن لم تمتثل فلا تلومننا. هذا القرار سيسري على الجميع وبدأ برامي ومن ثم أجنحة الشام وقريباً أسماء كبيرة رنانة.

لماذا الآن؟

وسُرّبت وثيقة تأسيس المشغل الثالث كما يتم تسريب أي خبر يراد منه الانتشار دون مصدر واضح كما حدث مع نشر وثائق الحجز الاحتياطي على رجال أعمال مهمين، وجاء التسريب هذه المرة بوقت حساس عقب إعلان فوز بشار الأسد في الانتخابات الأخيرة، كنوع من الترويج لبدء التطورات الاقتصادية “والعمل” وفقاً لخبراء في الاقتصاد، وخاصة أن تاريخ تأسيس الشركة يعود إلى أيلول 2020 لكن كُشف عنه بعد نتائج الانتخابات.

وأكد الخبير الاقتصادي زاهر أبو فاضل لموقع (الحل نت)، أن «تأسيس شركة المشغل الثالث لا يعني بدئها بالعمل فهي بحاجة ترخيص الهيئة الناظمة للاتصالات التي تشترط أن تكون السورية للاتصالات شريكة فيها، لكن يمكن أن يتم الالتفاف على ذلك بكل بساطة عبر العقد الموقع دون دخول السورية للاتصالات كشريكة مع الشركة».

وأضاف «حتى لو كانت وفا هي المشغل الثالث، لن يضيف ذلك أي قيمة اقتصادية على سوريا، كونها تتبع لأشخاص حكوميين بطريقة غير مباشرة، وأساساً هذا القطاع هو أكبر قطاع يمكن أن يمول السلطات السورية بمثل هذه الأوقات العصيبة اقتصادياً».

وأشار إلى أن «الشركة ليست مساهمة عامة، أي أنها ومنذ بدء تأسيسها، تعلن أنها لن تدخل البورصة كما سيريتل وإم تي إن، وكشوفاتها المالية لن تعلن لأحد نهائياً وستبقى أرباحها سرية».

من هم المؤسسون المعلنين؟

وتأسست وفا للاتصالات – تيليكوم، في 30/9/2020 ولم يكشف عنها إلا مؤخراً، بعد تمويه المؤسسين الذين كانوا معلنين بشكل واضح في شركة وفا للاتصالات عام 2017 والتي تحولت إلى يوتيل. والمشاركين بالتأسيس المعلنين حالياً عبارة عن شركات يقف وراءها أشخاص، وهي:

1 – وفا للاستثمار: مجهولة المؤسسين، لكنها شريكة في شركة “المركزية لصناعة الإسمنت” مع يسار ابراهيم واثنان آخرين أبرزهم مدير الأمن الجنائي ناصر ديب، الذي شغل عدة مناصب سابقاً بشعبة الأمن السياسي وتنقل بعدة مناصب مالية واقتصادية.

2 – يوتيل، وحملت هذا الإسم في 2020، بعد أن كانت سابقاً وفا للاتصالات، ويساهم في تأسيسها يسار وعلي ابراهيم وباسل منصور، والأخير شريك بشركة “نسمة جبل”.

3 – شركة آي بي سي للتطوير، وتأسست في 2020، ويحق لها تجارة معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية وأجهزة الخلوي، وتقديم الدعم الفني والصيانة لها، وتأسست على يد عضو غرفة تجارة دمشق عباس عساف، والمهندس علي أشقر الحاصل على الماجستير في هندسة البترول من إيران، وهما مؤسسان للشركات أدناه 4 و5.

4 – شركة آي بي سي للاتصالات: تأسست عام 2020.

5 – آي بي سي للتكنولوجيا: تأسست 2020.

6 – أ بي سي: ليس لها أي معلومات.

7 –  تيلي سبيس: أسسها علي نجيب ابراهيم.

وذكر مصدر في وزارة الاتصالات مؤخراً، أن “وفا للاتصالات – تيليكوم” تأسست برأسمال 10 مليارات ليرة سورية، وهي بحاجة إلى ترخيص من “الهيئة الناظمة للاتصالات” حتى تبدأ عملها، في حين أكدت مصادر في ذات الوزارة سابقاً، أن المشغل الثالث سيعمل بنظام استئجار الأبراج الحالية من شركتي إم تي إن وسيريتل.

وأوضح مدير عام “الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد”، منهل جنيدي، في تصريحات صحفية قبل أيام، أن الإعلان عن إدخال المشغل الثالث للاتصالات يصدر حصراً عن وزارة الاتصالات والتقانة، والهيئة الناظمة للاتصالات والبريد، لدى منح الترخيص، مؤكداً أن شركة وفا تيليكوم لم تحصل على أي ترخيص بعد.

وأشار إلى أن الوزارة ستعلن المشغل الثالث عند منحه الترخيص النهائي، وأضاف أن أحد شروط المشغل الثالث أن تكون “الشركة السورية للاتصالات” شريكة معه.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.