السويداء بين “العسكري” و”أمن الدولة”: هل انتصرت إيران على روسيا في “حرب الأفرع” بالجنوب السوري؟

السويداء بين “العسكري” و”أمن الدولة”: هل انتصرت إيران على روسيا في “حرب الأفرع” بالجنوب السوري؟

رغم الهدوء النسبي الذي تعيشه محافظة #السويداء جنوبي سوريا، إلا أن ما يجري في الكواليس ينبئ بصيف ساخن سياسياً وأمنياً، خاصةً أن الصراع بين فرع الأمن العسكري الموالي لإيران، وفرع أمن الدولة الموالي لروسيا، على أشده.

وتحكّم فرع الأمن العسكري بكل الملفات الأمنية في السويداء طوال سنوات #الحرب_السورية، وكان رئيسه، العميد “وفيق ناصر”، المتهم الأساسي بالتخطيط والضلوع بعمليات التصفية والاغتيالات والفوضى الأمنية، التي شهدتها المحافظة، بدءاً باغتيال الشيخ “وحيد البلعوس”، مؤسس حركة #رجال_الكرامة؛ مروراً بتشكيل عصابات الخطف والقتل في السويداء؛ وصولاً للاشراف على تهريب المخدرات، ما جعل المحافظة الجنوبية أهم ممر لإدخال الممنوعات إلى #الأردن.

إلا أن فرع أمن الدولة، المقرّب من #روسيا، يحاول منذ سنوات منافسة “الأمن العسكري”، وقد تصاعدت المنافسة مؤخراً، خاصة في فترة الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعتبره مراقبون العلامة الأساسية على الصراع الروسي الإيراني للسيطرة على الجنوب السوري، الذي قد يؤدي، بحسبهم، إلى حرب بين الدولتين بأدوات محلية.

 

 الحرب بين فرعين يمثلان دولتين

التنافس على الأرض بين فرعي الأمن العسكري وأمن الدولة بدأ في بلدة #القريا، التي تشهد مشاكل مستمرة بين أهاليها وعشائر البدو، وقد حاول فرع أمن الدولة اقتراح حلول لهذه المشاكل، عبر لجان المصالحة بين #درعا والسويداء، التي ساهم في تشكيلها، إلا أن جهوده باءت بالفشل.

أحد أعضاء لجان المصالحة أكد لـ«الحل نت» أن «دور فرع الأمن العسكري كان واضحاً في تخريب أي حل اقترحه فرع أمن الدولة، فكلما حصل تقدم في ملف القريا يفتعل الأمن العسكري وفصيل #الدفاع_الوطني، الموالي بدوره لإيران، مشكلةً ما، ويقومان بالتصعيد، لإظهار فرع أمن الدولة بمظهر الضعيف، وغير المتحكّم بالقوى الموجودة على الأرض، حتى بات الجميع يعلم أن جانباً كبيراً مما يجري في القريا هو حرب نفوذ بين روسيا وإيران».

الصراع بين الفرعين وصل إلى قمته في الانتخابات الرئاسية، فقد دأب كل فرع على إثبات ولائه لبشار الأسد، من خلال الحفلات اليومية التي يقيمها، إلا أن فرع أمن الدولة كان الجهة الأكثر نشاطاً في هذا المجال، والمسؤولة عن حماية منطقة الاحتفالات المركزية، التي دعا إليها #حزب_البعث ومنظماته.

وفي الحفلة التي نظمها اتحاد الشبيبة واتحاد الطلبة في حديقة “الفيحاء”، القريبة جداً من مقر فرع أمن الدولة في مدينة السويداء، والمنقولة تلفزيونياً على الهواء، تمت سرقة سيارة البث التلفزيوني المباشر من قبل عصابة، يتهمها كثيرون بالولاء لفرع الأمن العسكري.

ونشر موقعا “الراصد” و”السويداء 24″ المحليان تقارير عن الجهة التي سرقت السيارة، والمفاوضات التي جرت مع اللصوص لإعادتها، ما أظهر فرع أمن الدولة بمظهر الضعيف، غير القادر على حماية منطقته. الأمر الذي أدى إلى تصاعد التوتر بين عناصر الفرعين، ما ينذر باندلاع اشتباكات مسلّحة بينهما.

 

فشل أنصار روسيا

وأكدت مصادر مقرّبة من مشايخ عقل الموحدين الدروز لموقع «الحل نت» أن «هنالك حالة نقمة تجاه ممارسات فرع الأمن العسكري، والنفوذ الإيراني عموماً، ما جعل المطالب الأساسية لمشايخ ووجهاء المحافظة، في كل لقاءاتهم مع السلطة، تتمثل أولاً في كف يد اللواء “كفاح الملحم” عن السويداء، وهو رئيس شعبة الأمن العسكري، الذي خلف “وفيق الناصر” في المنصب».

وتضيف المصادر أنه «مع تصاعد الاحتجاجات ضد الأمن العسكري، قبيل الانتخابات الرئاسية، زار اللواء “حسام لوقا”، رئيس شعبة المخابرات العامة، المحافظة، واجتمع مع عدد كبير من المرجعيات الدينية والاجتماعية وقادة الفصائل، وتركزت المباحثات على الوضع الأمني وكيفية معالجته بشكل كامل صارم، فاختلفت الآراء بين مؤيد لنشر الحواجز العسكرية والأمنية في الطرق، وتنفيذ حملات أمنية ضد العصابات والعناصر غير المنضبطة، وبين معارض لهذا، خشيةً من أن يؤدي أي تحرّك غير مدروس إلى صدامات دامية. وأجمع كثير من الحاضرين على تبعية رجال العصابات  للأفرع الأمنية، وخاصة فرع الأمن العسكري. وانتهى الاجتماع بوعود بتسليم الملف الأمني في السويداء إلى فرع أمن الدولة بدلاً من الأمن العسكري».

الناشط الإعلامي “ثائر عبد الخالق” أكد لـ«لحل نت» أن «اللواء “لوقا” لم يأت بأي جديد، والزيارة كانت محاولة فاشلة لاسترضاء الأهالي قبيل الانتخابات الرئاسية. أما الوعود بنقل الملف الأمني من فرع إلى آخر فكانت مجرد حبر على ورق، ولم تجلب إلا مزيداً من الخراب». مشيراً إلى أن «الأمن العسكري هو القوة الأكبر على الأرض، وأسس لمنظومة إجرامية متكاملة منذ العام 2013، مبنية على دعم العصابات والميلشيات، وخلق عداوات لا تنتهي بين مختلف الفئات في المحافظة، وبين أبنائها وأبناء درعا بشكل خاص، وليس بإمكان فرع أمن الدولة التصدي لهذه المنظومة المترسخة، ما يشير إلى تفوّق #إيران على روسيا في السويداء».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة