الانسحاب الأميركي من المنطقة: هل ستترك القوات الأميركية العراقيين تحت رحمة الميلشيات الموالية لطهران وفلول داعش؟

الانسحاب الأميركي من المنطقة: هل ستترك القوات الأميركية العراقيين تحت رحمة الميلشيات الموالية لطهران وفلول داعش؟

قررت الولايات المتحدة الامريكية تخفيض قواتها في سوريا والعراق، وسحب منظومة صواريخ “باتريوت” من قواعدها العسكرية في #الكويت والسعودية ودول أخرى.

وبحسب ما يتم تسريبه في وسائل الإعلام العالمية فإن الانسحاب الأميركي يأتي لتركيز إدارة الرئيس #جو_بايدن على أولوية مواجهة #الصين وروسيا، في مناطق أخرى من العالم، لكن آراء المتابعين للشأن الأمني في العراق تنقسم بين من يرون أن قرار الانسحاب ليس إلا إعادة للانتشار العسكري الأميركي في البلاد؛ والمتخوفين من أن تكون الخطوة الأميركية تخلّياً عن العراق، وتسليمه للهيمنة الإيرانية التامة.

 

تقليل نفقات وإعادة ترتيب أوراق

“حمدان الشبلي”، الخبير السياسي في الشأن العراقي، يرى أن «قرار #واشنطن ليس مفاجئاً، وهو جزء من وعود إدارة جو بايدن، التي تسعى لتغير سياسة الولايات المتحدة في المنطقة».

“الشبلي” أكد، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «أمريكا تعيد ترتيب علاقاتها الاستراتيجية مع دول المنطقة، وقد يكون ذلك مؤشراً على قرب التوصّل لاتفاق جديد مع #إيران، حول معظم الملفات العالقة».

إلا أن الخبير العراقي لا يعتقد أن هذا يعني «تخلّي الولايات المتحدة عن حضورها في المنطقة، وخاصة في الخليج العربي».

من جهته يشير “قيس النوري”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة #بغداد، إلى أن «آليات ووسائل تنفيذ استراتيجيات الدول الكبرى تتغيّر تبعاً للتطورات، التي تفرض استحقاقاتها على المشهد الدولي، ونظراً لما أفرزته جائحة #كورونا من خسائر جسيمة على الاقتصاد الأمريكي، تسعى إدارة بايدن لتخفيض الإنفاق التشغيلي الخارجي، المتمثل في الوجود العسكري خارج الحدود الأميركية، والتعويض عنه بتنظيم تفاهمات مع الدول، التي كانت تستضيف القوات الأميركية».

ويرى “النوري”، في حديثه لموقع «الحل نت»، أن «الخاسر الوحيد مما يجري هم العرب، وخسائرهم تصبّ في مصلحة النظام الإيراني، الذي نجح في توظيف حالة ضعف النظام الإقليمي العربي لمصلحته، وحسب رؤيته التوسعية».

 

مخاوف الأقليات من داعش وإيران

وتخشى مكونات عراقية عديدة من قرار انسحاب القوات الأمريكية من العراق، الذي قد يؤدي لتفاقم النفوذ الإيراني بشكل أكبر على القرار الإقليمي في المنطقة، وزيادة خطر سلاح الميلشيات الموالية لطهران.

“محمد الدايني”، الخبير الأمني والباحث في شؤون الجماعات المسلحة، قال لـ«الحل نت» إن «الخطر الأكبر، الذي سيواجه المنطقة عموماً، والعراق على وجه التحديد، هو زيادة النفوذ الإيراني، الذي سيتوسّع بشكل كبير، بعد قرار إدارة بايدن، القاضي بالانسحاب من المنطقة».

مضيفاً: «لن يكون هنالك رداع حقيقي بعد اليوم للميلشيات الموالية لإيران، فهي لا تخشى الدولة العراقية، خصوصاً مع ضعف تطبيق القانون عليها، وهذا الأمر سيدفعها للاستهتار أكثر فأكثر بمقدرات الدولة وحياة المواطنين».

ممثلون عن المكوّن الكردي عبّروا عن مخاوف شبيهة، فحالة الفراغ الأمني، التي من الممكن أن يؤدي إليها الانسحاب الأميركي، قد تصبح تهديداً جدياًّ لأمن #إقليم_كردستان، وسلامة الأقليات الطائفية والعرقية التي تعيش فيه.

ويدلي “فيصل المندلاوي”، الأستاذ بالعلوم السياسية، برأيه في هذا الشأن، مؤكداً أن «هناك مناطق كثيرة تعاني من الفراغ الأمني في العراق، ومن بينها المناطق المشمولة بالمادة 140 من #الدستور_العراقي، أي ما يسمى “المناطق المتنازع عليها” على تخوم إقليم كردستان، وقد حاول تنظيم #داعش مراراً، في الفترة الماضية، الدخول إلى هذه المناطق من جديد».

“المندلاوي” أوضح لموقع «الحل نت» أن «خطر داعش لا يمكن القضاء عليه بدون القوات الأميركية وقوات #التحالف_الدولي، كما أن تواجد هذه القوات يساعد على ايجاد صيغة توازن يحتاجها الكُرد، في ظل التدخّلات الاقليمية في العراق».

 

تعزيز الوجود الأميركي عبر الحلفاء

إلا أن “د.إحسان الشمري”، رئيس “مركز الدراسات الاستراتيجية في العراق”، يقلّل من أهمية الأنباء عن الانسحاب الأميركي، و يعتقد أن «هذا لن يتحقق على أرض الواقع، بل ربما سيحصل العكس، فواشنطن ستعمل، مع تخفيضها النسبي لقواتها، على تعميق علاقاتها مع حلفائها في المنطقة».

وأضاف الباحث العراقي، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن «الرئيس الأميركي جو بايدن ما يزال يعوّل على شراكته وتحالفاته  مع دول عربية عديدة، وعلى رأسها الدول الخليجية، لأنه يدرك أهمية هذه الدول، وثقلها السياسي».

أما على مستوى العراق فإن «أميركا تدرك أن انسحابها الكامل سيؤدي لتداعيات خطيرة، ومنها زيادة الانقسامات الداخلية في البلاد، وتهديد أمنها الوطني، ما يجعل المشهد العراقي أكثر تعقيداً، ويضرّ بالمحصّلة المصالح الأميركية».

ويخلص “الشمري” في نهاية حديثه إلى النتيجة التالية: «الولايات المتحدة قد تخفّض قواتها القتالية في العراق، لكنها لن تنسحب منه ابداً».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.