“الحريري” يهاجم “بيدرسن”.. هل عجز المبعوث الأممي عن تفعيل عمل اللجنة الدستورية؟

“الحريري” يهاجم “بيدرسن”.. هل عجز المبعوث الأممي عن تفعيل عمل اللجنة الدستورية؟

اتَّهم رئيس (الائتلاف) السوري المعارض، “نصر الحريري”، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، “غير بيدرسن” بتجاوز التفويض الممنوح له من مجلس الأمن لتطبيق بيان جنيف، والتفاوض مع كل من إيران وروسيا وحكومة دمشق بشأن تحديد موعد الجولة السادسة من اللجنة الدستورية.

وقال الحريري في تغريدة له على (تويتر)، يوم أمس، إنه بعد أكثر من سنتين على بدء ولاية بيدرسن كمبعوث أممي خاص إلى سوريا، انزلق الأخير بالتفويض الممنوح له من مجلس الأمن لتطبيق بيان جنيف والقرار 2254، والوصول إلى حل سياسي انتقالي في سوريا، وإطلاق سراح المعتقلين، إلى التفاوض مع دمشق وموسكو وطهران من أجل تحديد موعد الجولة الجديدة المرتقبة من اللجنة الدستورية.

كلام الحريري يأتي عقب بدء بيدرسن، محادثات مع وفود روسيا وإيران وتركيا في مسار “أستانا”، الأسبوع الفائت، بشأن استئناف اللجنة الدستورية المكلفة بصياغة دستور جديد لسوريا لعملها قريباً في جنيف.

وتشير تصريحات الحريري بأن جمود العملية السياسية في الملف السوري، قد يؤدي إلى “وفاة سريرية” للجنة الدستورية، بعد خمس جولات من اللجنة لم تحقق أي تطور إيجابي، منذ انطلاقتها في تشرين الأول عام 2019.

ورداً على تصريحات الحريري، اعتبرت عضو اللجنة الدستورية، “سميرة مبيض”، خلال حديثها لـ (الحل نت) بأن هذه التصريحات تتجاهل ضرورة تقدم العملية الدستورية من أجل تحقيق الانتقال السياسي.

وتصب تلك التصريحات وفق مبيض «في خانة السعي إلى تقاسم السلطة والنفوذ بين أطر المنظومة السلطوية القديمة ذاتها والتي يمثلها كلاً من النظام والمعارضة، عوضاً عن تحقيق التغيير الجذري في سوريا».

ورأت بأن مستقبل العملية السياسية وتحقيق الانتقال السياسي في سوريا يرتبط بشكل مباشر بتقدم العمل في العملية الدستورية، لتكون أسس هذا الانتقال السياسي واضحة على الصعيد الداخلي والإقليمي والدولي.

وتابعت بأن «انطلاق أعمال اللجنة الدستورية بتيسير من الأمم المتحدة تم بالتوافق بين جميع الدول المؤثرة بالشأن السوري، ومن هذا المنطلق فإن تفعيل عملها يدخل ضمن مهام المبعوث الدولي وهو يتم بالتنسيق مع كافة الدول ومنها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وليس مع محور “أستانا” فحسب».

وختمت بالقول أن «محاولات تعطيل هذه اللجنة أو حرف مسارها ستستمر ما لم يكن هناك تغيير جذري في آلية عملها لتحييد الحالة التعطيلية، وتشميل مطالب جميع أطياف المجتمع السوري».

بينما قالت عضو اللجنة الدستورية، “رغداء زيدان”، خلال حديثها لـ (الحل نت) بأنه وفي ظل عدم تحرك المجتمع الدولي بشكل فعلي من أجل دفع عجلة الحل السياسي، وترك روسيا لتكون الطرف المتحكم بقرارات دمشق، فإن بيدرسن اضطر للتحول بالفعل إلى التفاوض مع الروس من أجل الضغط على حكومة دمشق ودفعها للالتزام بمنهجية عمل اللجنة.

وتابعت بأن بيدرسن كان قد أكد «ولايزال يؤكد على أن اللجنة الدستورية ليست هي الحل بل إنها ربما تكون مفتاح الحل السياسي. وتأكيده على أن اجتماعات اللجنة لن تكون ذات جدوى إن لم يكن هناك أجندة عمل ومنهجية تساعد على الوصول لمخرجات، يمكن البناء عليها. ما يجري حتى الآن أن اللجنة لم تصل لشيء، كونه لم يتم التوصل لتلك المنهجية، بسبب تعنت النظام، المجبر على الانخراط باللجنة الدستورية».

ولفتت إلى أن اللجنة الدستورية بدون التوصل إلى منهجية عمل، لن يكون لعملها أية فائدة، بالمقابل فإنه من المطلوب الضغط على دمشق من أجل الانخراط الحقيقي بالعملية السياسية.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.