ارتفاع جنوني في أسعار إيجارات العقارات في تركيا يرافقه التضخم الاقتصادي الذي يعاني منه البلد في الوقت الذي مسّ هذا الارتفاع السوريين من ذوي الدخل المحدود بالدرجة الأولى.

أبو أحمد لاجئ سوري في غازي عنتاب كنا قد قابلناه منذ يومين، يقول لـ “الحل نت”: إنه “وجد أخيرا منزلا للإيجار مقابل 2500 ليرة تركية شهريا، ورغم أن المنزل المؤلف من غرفتين وصالة قد لا يتسع لعائلته المكونة من سبعة أفراد، لكن اعتبره أفضل الموجود”.

ويضيف، أن السببين الذين جعلاه يقدم على استئجار المنزل هو السعر الرخيص مقارنة بعروض الإيجار الأخرى من جهة وقدرته على تثبيت عنوانه كون المنزل يقع في حي ليس محظور على السوريين تثبيت عناوينهم فيه من جهة أخرى.

وباتت تُرفق عروض الإيجار الموجهة للاجئين السوريين من قبل المكاتب العقارية ترفق بعبارة “يوجد تثبيت نفوس” أي يمكن للمستأجر السوري أن يثبت عنوانه في المنزل في حال استأجره.

ويبدو أنه لا توجد رقابة صارمة على وضع سقف لعروض إيجارات المنازل في تركيا، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة العدل التركية بالتحضير لنظام ملزم للوساطة بين أصحاب المنازل والمستأجرين من أجل فض النزاعات فيما بينهم.

إيجارات بأسعار خيالية!

ارتفعت إيجارات المنازل في تركيا بشكل ملفت بالتزامن مع انخفاض قيمة الليرة التركية المتواصل، وبات من الملاحظ وجود منازل بإيجارات تتراوح بين 5000 إلى 7000 ليرة تركية فيما هناك منازل تعرض للإيجار بمبالغ تتجاوز الـ 10000 ليرة تركية.

وحسب ما رصده مراسل الحل نت في تركيا، فقد امتد ارتفاع أسعار الإيجارات للمناطق الشعبية أيضا في الوقت الذي بقيت الأسعار رخيصة لدى بعض المستأجرين السوريين القدامى.

يقول أبو خالد وهو لاجئ سوري يقيم في حي شعبي بولاية غازي عنتاب لـ “الحل نت”: إن “إيجار منزله لا يزال 600 ليرة تركية، ولكن لو خرج من المنزل فلن يجد منزلا آخرا أقل من 2000 ليرة تركية، أما صاحب المنزل فبالتأكيد لن يعرضه بسعره القديم”.

ويتابع، من أكبر هموم اللاجئين السوريين اليوم هو مبلغ الإيجار الشهري الواجب دفعه، فهناك العديد من اللاجئين أصحاب الدخل المحدود ولا تكفي مرتباتهم لاستئجار منزل حسب العروض المتوفرة في السوق.

وفاقم الأزمة أمام اللاجئين السوريين في تركيا، اشتراط استئجار منزل في إحدى الأحياء الغير مدرجة على قوائم الأحياء المحظور على السوريين تثبيت عناوينهم فيها ما اضطر البعض إلى البحث عن منازل ضمن الأحياء المسموح لهم بتثبيت عناوينهم فيها.

من منزل إلى استوديو!

لم تتحمل الكثير من العائلات السورية ذلك الارتفاع المستمر في أسعار إيجارات المنازل، ما جعلها مجبرة على الانتقال إلى منازل أسعار استئجارها أقل من غيرها بسبب مساحتها الصغيرة.

ومن بين هذه العائلات، عائلة الشاب عبد الحسين الذي قرر مع عائلته الانتقال للسكن في استوديو مؤلف من غرفة وصالة وبمساحة لا تزيد عن 30 م2 لكونه يتناسب قليلا مع دخله الشهري الذي لا يتجاوز 5000 ليرة تركية.

يقول خلال حديث لـ “الحل نت”: إنه “انتقل مع عائلته للسكن في منزل صغير بعدما رفع صاحب المنزل القديم الإيجار عليه ليصبح 2300 ليرة تركية، ما جعله يضطر للبحث عن سكن بأسرع وقت كي لا يقع في أزمة اقتصادية”.

ويكمل، أنه استأجر المنزل الجديد مقابل 1100 ليرة تركية رغم أن مساحته صغيرة للغاية حيث لا يوجد خيارات كثيرة بسبب دخله الشهري القليل الذي يتقاضاه.

الجدير بالذكر أن هناك لاجئون سوريون في تركيا يبحثون منذ أسابيع على منازل للإيجار بأسعار تتناسب مع مصروفهم الشهري في الوقت الذي تندر عروض إيجارات المنازل التي تتناسب معهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.