«طرطوس ليست على ما يرام».. المحافظ يخرج عن صمته وعضوٌ في مجلس المحافظة يكشف مجريات الاجتماع الأخير

«طرطوس ليست على ما يرام».. المحافظ يخرج عن صمته وعضوٌ في مجلس المحافظة يكشف مجريات الاجتماع الأخير

اعترف مجلس محافظة طرطوس، في آخر جلسةٍ له، بالوضع المعيشي والصحي المزري، بسبب نقص في الخِدْمَات وافتقارٍ في الاختصاصات الطبية.

عضوٌ في المجلس، رفض الكشف عن هويته، أكد لـ (الحل نت)، خلال وجوده داخل الجَلسة التي عقدت الأربعاء، أن مدير الصحة في طرطوس، كشف لأول مرة عن وجود مشكلة في الاختصاصات النوعية داخل المستشفيات، مُعلِماً الحضور أنّ أطباء التخدير المقيمين في المدينة هم أربع أطباء فقط، اثنين منهما طُلبا للخدمة الإلزامية.

وتداول الحضور الوضع غير المقبول والصعب للمراكز الصحية في بعض القرى، فضلاً عن توقف 14سيارة إسعاف لدى مديرية صحة طرطوس من دون إصلاح.

أما ما يخص غلاء أسعار السلع وعدم الإعلان عن الأسعار وفوضى التسعيرة، فعللها محافظ “طرطوس” بقوله، إنّه: «نتيجة غياب دور مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وطرطوس ليست على ما يرام».

تحميل “الأسد” المسؤولية

يبدو من خلال حديث (الحل نت) مع المصدر، أنّ الأوضاع في المدينة تذهب نحو نقمة جديدة على الحكومة السورية، والأكثر من ذلك تحميل الرئيس السوري #بشار_الأسد أسباب تدهور أمور المواطنين في المنطقة.

فخلال الأسبوع الفائت، شهدت المدينة الساحلية، حالة انتحار لرجل في العقد الخامس من عمره، داخل غرفة زراعية يقطن فيها بمفرده، دون معرفة دوافع الانتحار.

وبعد إجراء التحليلات عليه من قبل الجهات المختصة، تبين أنه انتحر عبر تناوله مادة سامة تعود لأدوية زراعية (سم فئران)، ما أدّى إلى وفاته.

وبعد إعلان الحكومة عن رفع أسعار المشتقات النفطية، شُلّت حركة المدينة بعد أنّ شهدت، أمسِ الخميس، إضرابًا شبه عام لسائقي السرافيس بحجة الغبن الذي أصابهم من التسعيرات التي وضعت لأجور النقل على الخطوط كافة، كونها لا تشكّل سوى نسبة قليلة من نسبة الزيادة.

وقال “راغب إدريس” وهو أحد السائقين المحليين في المدينة، لـ(الحل نت)، إنّ الزيادة لم تتجاوز على أجور النقل بنحو 28،5%، في حين أنّ ارتفاع تسعيرة المازوت أكثر من ١٠٠% إضافة إلى ارتفاع كلف قطع الغيار والزيوت.

طلبٌ للجوء إلى دول «محور الشر»

النقمة الأهلية على الأوضاع في المدينة، تطورت إلى نشرها عبر المواقع التواصل الاجتماعي، فمؤخراً تداول ناشطون على موقع “فيسبوك” تسجيلاً مصوراً لأحد المواطنين يطالب أعضاء مجلس النواب والحكومة السورية بنقله إلى دولة خارجية، تعبيراً عن عدم قدرة على العيش في البلاد.

وقال الشاب في المقطع، الذي تحفظ (الحل نت) عن نقله، بسبب الألفاظ النابية فيه، «مليت وتعبت من الانتصارات على دول محور الشر والمؤامرة التي أحيكت للبلاد، بدي روح عيش بدولة مهزومة، بدي عيش حياة المهزوم».

وألقى رفع أسعار #المازوت في مناطق سيطرة السلطات السورية، بظلاله على معظم المواد والخدمات، ومنها الحليب حيث بدأت تقفز أسعاره بين اليوم والآخر، في وقت حلقت أسعار المواد الغذائية، وَسْط توقعات بانهيار قطاع الدواجن نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج.

إنقاذ الاقتصاد ورفع الأسعار

شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعاً في أسعار مواد أساسية، بعد قرار الحكومة رفع أسعار #المازوت إلى 500 ليرة لليتر (نسبة الزيادة 278%) والخبز إلى 200 ليرة (نسبة الزيادة: 100%)، وذلك بعد رفع أسعار الرز والسكر إلى 1000 ليرة للكيلو، (نسبة الزيادة 60% للرز، و100% للسكر).

ودخل #الاقتصاد_السوري، مرحلةً استثنائية وصعبة مع بداية #الحرب في سوريا عام 2011، نتيجة الحصار الاقتصادي والعقوبات.

وبدأت الليرة السورية، تشهد انهيارات دراماتيكية سريعة في ظل غياب شبه كامل للسياسة النقدية في الحكومة السورية، لكون الأخيرة مُسيرة ومحكومة بسياسات اقتصادية معلبة، تنسجم مع طبيعة الخِيار السياسي للاقتصاد السوري.

وهذا ما جعل “مصرف سوريا المركزي” وهو الذي يرسم السياسة النقدية للبلاد، عبارة عن مؤسسة تدار بطريقة تقليدية لا تتمتع بالاستقلالية والمرونة، وأصبحت أداة بيد أصحاب القرار السياسي، وباتت الليرة السورية خاضعة للمضاربات في #السوق، ويتحكم فيها أصحاب المصالح.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.