الصين في سوريا.. زيارةٌ ودّية أم مساومة اقتصادية على مِلَفّ “الإيغور”؟

الصين في سوريا.. زيارةٌ ودّية أم مساومة اقتصادية على مِلَفّ “الإيغور”؟

وصل وزير الخارجية الصيني، “وانغ يي”، السبت، إلى #دمشق، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول صيني كبير إلى #سوريا منذ بَدْء الاحتجاجات الشعبية عام 2011، واندلاع الأحداث فيها.

وخلال سنواتٍ سابقة، قدمت #بكين دعمًا سياسيًا وماليًا وحتى عسكريًا لحكومة الرئيس السوري #بشار_الأسد، ظهر ذلك في استخدام حق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن لمصلحة “الأسد” 4 مرات عدة.

الزيارة الصينية التي تتزامن مع أداء “الأسد” لـ “اليمين الدستورية” لولاية رئاسية رابعة لمدة سبع سنوات، بعد نحو شهرين من إعادة انتخابه، وَسْط أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة تعصف بالبلاد، قوبلت بتحللين متناقضين من قبل متابعي الشان السوري.

فيرى الباحث في الشؤون السياسية، “محمد نذير”، خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ «وجود رأس الدبلوماسية الصينية في قلب دمشق يمثل رسالة قوية لواشنطن التي تفرض عليها عقوبات خانقة عبر قانون “قيصر”».

ويعتقد “نذير”، أنّ الزيارة ذات أهمية كبيرة، مما يشير إلى أن السياسة الخارجية للصين بدأت في التحول إلى مناطق مختلفة من العالم لتحل محل الغرب.

وتبيّن ذلك في أنّه خلال سنواتٍ سابقة، ورغم الدعم الخارجي لـ”الأسد”، لم يزر مسؤولون صينيون كبار #سوريا، ما يشي بأن #بكين تتجه لزيادة دعم سوريا، التي تتعرض لعقوبات أميركية خانقة.

وبحسب التفاصيل المُعلنة عن جدول الزيارة، فإن الوزير الصيني سيعقد اجتماعاً مُغلقاً مع نظيره السوري، “فيصل المقداد”، سيناقش خلاله العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين.

وكذلك سيلتقي “وانغ” الرئيس السوري “بشار الأسد” خلال اليوم نفسه، ليقدم له تهان نيابة #الصين بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لسوريا.

رجل الأعمال السوري، “أيمن مشمش”، يعتقد خلال حديثه لـ(الحل نت)، أنّ تستمر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وسوريا في التطور، إذّ إنّ الصين هي الشريك التجاري الأكبر لسوريا، حيث يبلغ حجم التجارة السنوية 2.3 مليار دولار أميركي، وعلى الرغم من الأحداث في البلاد، إلا أن حجم التجارة في عام 2012 ارتفع إلى 3.5 مليون دولار.

وأوضح “مشمش” أنّ زيارة الصين أتت لتمكين الأخيرة على بناء العديد من المُدن الصناعية في غربي سوريا، كذلك وضع قدم للشركات الصينية لتستثمر في مجال المُشتقات النفطية والغازية في شمال شرقي سوريا.

من جهته، أكدّ القيادي في “الجيش الوطني” الموالي لأنقرة، “محمد الحمد”، لـ(الحل نت)، أنّ الزيارة هي لتثبيت اتفاق الصين مع “الأسد” حول الدعم الاقتصادي مقابل قتاله لـ”الإيغور” شمال غربي البلاد، وعدم السماح لهم بالخروج منها إلى منطقة أخرى تهدد مصالحهم الدولية.

وأكد “الأحمد” على تحليله، بأنّ الزيارة لم تكن مباشرة إلى سوريا، فهي ضمن جولة لـ”وانغ يي”، إلى دول في آسيا الوسطى هي #تركمانستان و #طاجيكستان و #أوزبكستان، وبعض دول الشرق الأوسط منها #مصر.

ووقفت الصين إلى جانب “الأسد” طوال سنوات الحرب، إذ استعملت الصين حق النقض “الفيتو” كلها لمصلحة الحكومة السورية، حيث رفضت قراراً أممياً يدعو الرئيس السوري للتنحي من سُدة حُكم البلاد.

كذلك أعاقت قراراً آخر يدعو لإحالة المِلَفّ السوري إلى محكمة الجنايات الدولية بقرار من #مجلس_الأمن، كما أبطلت قراراً آخر يسعى لفرض عقوبات أممية على حكومة دمشق.

ورفضت الصين تدخلاً عسكرياً دولياً بغطاء مجلس الأمن، حتى لو كانت يستهدف محاربة التنظيمات الإرهابية.

وفي وقتٍ سابق، قال نقيبٌ في الجيش السوري، لـ(الحل نت)، إنّ: «الفِرْقَتين “25” و”3″ اللتين تحاصران ريف إدلب الجنوبي ومناطق سهل الغاب بريف حماه، استلمتا مُعِدَّات عسكرية متطورة مقدمة من الحكومة الصينية، تضمنت رادارات متطورة من نوع “جي واي ٢٧”، التي يبلغ مداه ٤٠٠ كلم، وأجهزة وتشويش من أجل الحرب الإلكترونية».

وأكّد النقيب “رواد علي” حينها، أنّ الهدف من تقديم هذه المُعدَّات المتطورة، هو استهداف المقاتلين «الإيغور»، الذين يتخذون من قرى #سهل_الغاب وجبال #إدلب وريف #اللاذقية مقرات لهم.

وكانت واشنطن قد أزالت اسم الحزب التركستاني عن قائمة الإرهاب، بحجة أنه لم يعد للحزب أي نشاط ووجود، وذلك ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها إدارة “ترامب” لمحاسبة الصين على انتهاكاتها في إقليم (شينجيانغ).

وتنظر الصين بعين القلق إلى وجود هؤلاء المقاتلين في سوريا، وهي حريصة جدًا على منع عودتهم إلى #الصين بعد اكتسابهم خبرات قتالية عالية كونهم يشكّلون مصدر خطر أمني كبير لبكين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.