يواصل الإيرانيون حراكهم الشعبي الرافض لحكومة “ولاية الفقيه” واستمرار تلاعب الميليشيات التي يقودها قادة “الحرس الثوري”، التي باتت تضرب في عمق الاقتصاد الإيراني، جراء العقوبات الأميركية وفساد الطبقة الحاكمة.

وتفجرت الاحتجاجات الأخيرة، بسبب غياب أبسط مقومات الحياة للإيرانيين، كما دفع شح المياه والانقطاع المتكرر للكهرباء، إلى تظاهرات في الأحواز، اعتبرها مراقبون أنها قد تكون امتداداً لتظاهرات نوفمبر 2019، التي رفعت شعار “الموت لخامنئي”.

والخميس الماضي، اندلعت احتجاجات في الشوارع خلال الليل بسبب نقص حاد في المياه في جنوب غرب البلاد الغني بالنفط إذ تواجه #إيران أسوأ جفاف منذ 50 عاماً.

وأظهرت مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي محتجين يضرمون النار في إطارات لإغلاق طريق، وشوهدت قوات أمن تحاول تفريق الحشود وتردّد دوي بعض الطلقات النارية.

وبحسب مصادر صحافية، فإن سياسة السلطات الإيرانية بمجال بناء السدود واستغلال موارد المياه الجوفية بمضخات عالية الطاقة، والذي وصل إلى ذروته في العقود الثلاثة الماضية، أدت إلى استنزاف موارد المياه في البلاد.

وتحتل إيران المرتبة 131 في العالم من حيث إدارة الموارد المائية، وفقا للإحصاءات العالمية، وهو ما يكشف أن جزءا من أزمة المياه في البلاد تأتي من قبل الحكومة الإيرانية.

ونقل موقع “سكاي نيوز”، عن الصحافي الإيراني المتخصص في مجال المياه “نیك آهنغ کوثر”، قوله إن «النظام الإيراني الحاكم منذ 1979 يتحمل مسؤولية التداعيات التي تواجهها البلاد في ظل أزمة المياه».

وأضاف أن «إفلاس المياه في #إيران هو نتيجة أربعة عقود من نظام الحكم»، محذراً من «اندلاع توترات اجتماعية، لأن قصة المياه في إيران معقدة للغاية وسيواجه إبراهيم رئيسي (رئيس الحكومة) العديد من المشكلات المتعلقة بإمدادات المياه والغذاء».

وفي وقت سابق سلط تقرير لمعهد الشرق الأوسط في #واشنطن الضوء على أزمة شح المياه في إيران وتداعياتها الداخلية والإقليمية، وأشار إلى أن «المسؤولين الإيرانيين يتجاهلون الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة».

وجاء في التقرير أن «ندرة المياه وتلوث الهواء أديا إلى حدوث مشكلات اجتماعية وسياسية وأمنية في إيران، وإلى توترات إقليمية مع جيرانها».

مبيناً أن «قادة إيران يردون مشكلاتها البيئية المتزايدة إلى طريقة إدارة جيرانها للمياه، وتواجد #القوات_الأميركية في المنطقة، والتغير المناخي، بينما يتجاهلون بشكل كبير الفساد وسوء الإدارة والسياسات الحكومية الخاطئة».

والأسبوع الماضي، نظم محتجون مسيرات في عدة مدن، وخلال بعض الاحتجاجات صب الناس جام غضبهم على الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي وهتفوا “الموت للدكتاتور” و”الموت لخامنئي”، ولا تزال بعض مدن إيران تشهد هذه مسيرات واحتجاجات.

واندلعت الاحتجاجات منتصف نوفمبر 2019 على خلفية زيادة كبيرة في أسعار الوقود في إيران، وامتدت إلى نحو 100 مدينة، وتخللها إحراق محطات وقود ومهاجمة مراكز للشرطة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة