يستمر قصف القوات الحكومية على مناطق بريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، والذي تصاعد خلال اليومين الماضيين، ما يثير التساؤلات حول أسباب تصعيد القصف على المنطقة رغم تأكيد دول مسار “أستانا” الحفاظ على تثبيت وقف إطلاق النار هناك.

وعلى خلاف ما نص عليه البيان الختامي للجولة الـ 16 من مسار “أستانا”، مطلع الشهر الجاري، والذي شدد على تهدئة عسكرية واتفاقية وقف إطلاق نار بين قوات المعارضة والقوات الحكومية، فإن التصعيد على الشمال الغربي من سوريا، ارتفعت وتيرته بشكل مكثف خلال الأسبوعين الماضيين.

مصادر لـ (الحل نت) أفادت بأن ضحايا قصف أمس الأحد، على شمال غربي البلاد، بلغت ثمانية قتلى و16 جريحاً، جلهم أطفال ونساء، حيث طال القصف بلدات أورم الجوز، بليون، الرامي، كفرحايا وأطراف جبل بزة في ريف إدلب.

المحلل العسكري، العقيد “مصطفى الفرحات”، اعتبر خلال حديثه لـ (الحل نت) بأن استمرار التصعيد المكثف على إدلب، يرتبط بهدف روسي أساسي متمثل بفتح معابر داخلية بين الشمال الغربي والمناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

مضيفاً «لذلك يتم الضغط على فصائل المعارضة في الشمال الغربي، وكذلك على الجانب التركي من خلال تكثيف القصف خلال الآونة الأخيرة. فضلا عن مساعي روسيا للوصول إلى طريق إم 4 الذي يصل حلب باللاذقية مرورا بأريحا و جسر الشغور، حيث لا تزال هاتين المدينتين خارج سيطرة دمشق، وكذلك مناطق جبل الزاوية الذي يطالها التصعيد بشكل أكبر».

في حين استبعد حصول تصعيد واسع يصل إلى مستوى معركة مفتوحة وواسعة في المنطقة خلال الأيام القريبة المقبلة.

إلى ذلك شهدت قرى ومناطق من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، حركة نزوح جديدة للعشرات من العائلات المقيمة في المنطقة، بسبب ازدياد وتيرة القصف على المناطق السكنية.

وأكد فريق “منسقو استجابة سوريا“، يوم الأحد، أن الأهالي ينزحون باتجاه القرى والبلدات الآمنة بشكل نسبي، وإلى المخيمات البعيدة عن المناطق المتاخمة للعمليات العسكرية، بعد سقوط العديد من الضحايا والإصابات بين المدنيين الذين في معظمهم من النساء والأطفال.

وحذر الفريق من استمرار التصعيد العسكري في المنطقة، الذي سيوسع في حالة استمراره من حالات النزوح، وسيسبب زيادة في الكثافة السكانية في المنطقة بشكل عام، وفي المخيمات بشكل خاص.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.