غير مستقرة، هكذا تبدو العلاقة بين بعض الفصائل المسلحة والميليشيات داخل هيئة “الحشد الشعبي” في العراق التي يديرها فالح الفياض، ومعاونه عبدالعزيز المحمداوي، المعروف إعلامياً باسم “أبو فدك“.

ومنذ نحو أشهر تفيد وكالات أنباء وتقارير صحافية، بحصول مشاكل بين إدارة الحشد الشعبي من جهة، وأبو فدك من جهة ثانية، وميليشيا “عصائب أهل الحق” من جهة ثالثة، وقد برزت الخلافات وتأكدت بعد قرار الحشد، بتعيين نجل وزير الدفاع العراقي بمنصب عسكري مهم.

وانتشر يوم الجمعة الماضي، كتاب رسمي بتوقيع رئيس هيئة أركان الحشد “عبدالعزيز المحمداوي”، مفاده تكليف نجل وزير الدفاع عبد الرحمن جمعة عناد، بمهام آمر الفوج الرابع باللواء 51 في الحشد الشعبي.

وأثار هذا التكليف موجة رفض شديدة، من قبل الفصائل المنضوية تحت راية الحشد الشعبي، وأبرزها حركة العصائب، حيث تبنت الترويج لموقف الرفض والتنديد بقرار أبو فدك، وذلك نظراً لأن وزير الدفاع جمعة عناد، سبق وأن هاجم الحشد الشعبي.

ونقل تقرير صحفي نشر في صحيفة “العالم الجديد” العراقية، عن عضو المكتب السياسي لحركة العصائب حسين الشيحاني، قوله إن «أي تعيينات في الدولة العراقية يجب أن تكون خاضعة لمعايير، أبرزها الكفاءة والتدرج في الوظيفة، لا أن يكون والده وزيراً أو مسؤولاً، فهو لن يضيف شيئاً جديداً».

وأضاف الشيحاني: «لغاية الآن لا نعلم ما هي ظروف هذا التعيين، فنحن نتحرك لمعرفة كافة التفاصيل، خصوصاً وأن هذا ليس التعيين الأول الذي مضى بهذا الشكل».

مبيناً أنه «قد يضر بالدولة العراقية والأماكن التي يشغلها من قبل أشخاص يستحقون فعلاً».

ويعد هذا الخلاف هو الأول من نوعه الذي يبرز للعلن، بين الفصائل وبين هيئة الحشد، وخاصة أبو فدك المحمداوي، الذي يعتبر “راعي الفصائل”، بعد مقتل “أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني“، بحسب الصحيفة العراقية.

وكان وزير الدفاع جمعة عناد، قد هاجم الحشد الشعبي في آيار الماضي، عقب الاستعراض المسلح الذي نفذته الفصائل المسلحة بعد اعتقال قائد عمليات الأنبار في الحشد #قاسم_مصلح.

وقال في حينها: «كيف لـ40 عجلة غير مدرعة تحمل مجاميع من الأفراد أن تقف أمام جيش يمتلك من القدرات ما تؤهله لمحاربة دولة».

وفي تموز يوليو الماضي، جرى خلاف في المواقف بين الفصائل المسلحة وتحالف الفتح الذي يعتبر الممثل السياسي لجميع الفصائل، وذلك على خلفية البيان المشترك العراقي الأميركي حول انسحاب القوات الأمريكية القتالية.

وصدر عن “حركة النجباء” الموالية لإيران، بيان أعلنت فيه عن عدم ثقتها بالأميركيين وعدم موافقتها على أي وجود لقواتهم، مطالبة بالخروج الكامل.

فيما أعلنت “كتائب حزب الله”، وعبر حساب أبوعلي العسكري، الناطق باسمها، أنها تبحث اتخاذ موقف مسؤول “شرعي وأخلاقي ووطني” يلاحظ فيه حجم المغالطات في بيانات الحكومتين العراقية والأميركية،

في حين، رحب تحالف “الفتح”، الذي يقوده هادي العامري، بما حققه المفاوض العراقي بالاتفاق على خروج القوات القتالية الأميركية بشكل كامل في نهاية هذا العام الجاري. وهو ما أكد وجود اختلاف بوجهات النظر، أو حالة من حالات الانقسام بين الفصائل العراقية الموالية لإيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.