شكّل تبادل إطلاق الصواريخ بين “حزب الله” اللبناني وإسرائيل خلال الأيام السابقة، خوفاً لدى الشارع اللبناني من اندلاع حربٍ لا تحمد عقباها في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية تعيشها البلاد.

وقال المحلل السياسي، “طوني بولس”، لـ(الحل نت)، إنّ: «كل الملفات في الدولة وخاصة التي لها علاقة بحزب الله، يتم تفريغه من مضمونه ويتم محاصرته بطريقة من شأنها ألا يتم التوصل لأية نتيجة، فالحزب مستحكم بالدولة وبقراراتها الأمنية والقضائية وحتى الدولية».

وأضاف “بولس”، أنّه بسبب سلاح “حزب الله”، تحوّلت الأزمة في البلاد من سياسية إلى أزمة اقتصادية، ومع فرض سلطة الحزب على الدولة بالقوة؛ ستجر البلاد من حرب أهلية إلى حرب دولية، والشعب اللبناني سيكون الضحية.

وبالتالي، ووفقاً لـ”بولس”، فإنّ هيمنة إيران على لبنان عبر “حزب الله”، جعل من رئيس الجمهورية وبعض الأحزاب تعمل لمصلحة “حسن نصر الله”، وساهم في أن تكون مؤسسات الدولة معطلة ولا تعمل إلّا لإدارة مشاريع الحزب.

في تقرير تحليلي، رصد موقع “ستراتفور” (Stratfor) الأميركي العوامل التي تدفع إسرائيل و”حزب الله” اللبناني إلى التصعيد العسكري، وتلك التي تدفع للتهدئة، بعد تبادل القصف بين الجانبين خلال الأيام القليلة الماضية.

فإن العوامل التي تضغط على “حزب الله” للتهدئة، يبدأ من الضغط المحلي الكبير الذي يواجهه “حزب الله” لتجنب حرب كبرى، في إشارة إلى المعارضة المحلية الملحوظة، عندما أوقف أهالي في بلدة “الشويا” بجنوب لبنان منصة صواريخ تابعة لـ”حزب الله”، وسيطروا عليها وسلموها للجيش اللبناني، احتجاجا على استخدام الحزب مواقع بالقرب من بلدتهم لمهاجمة إسرائيل.

ثم إنّ شرعية “حزب الله” الداخلية تعاني تراجعًا في ظل الاقتصاد اللبناني المنهار، وهذا ما يفسر عدم حرصه على الرد الفوري على القصف إسرائيلي.

كما أنّ قوات “حزب الله” لا تزال منتشرة في سوريا، ما يزيد من تقويض حافزه للانخراط في حرب واسعة النطاق ضد إسرائيل، من شأنها أن تلحق المزيد من الضرر الاقتصادي بلبنان وتضعف قدرته على العمل كحليف موثوق به في سوريا.

ونقلت وسائل إعلام لبنانية، الجمعة، أن الجيش اللبناني اعتقل عدداً من الشبان من داخل شاحنة تحمل منصات لإطلاق الصواريخ في منطقة #حاصبيا، وذلك بعد تبني #حزب_الله اللبناني الهجوم الصاروخي على مناطق في شمال #إسرائيل.

وقبل إيقاف الشاحنة، صرح الجيش الإسرائيلي، أنّ 19 قذيفة صاروخية أطلقت من جنوب لبنان، سقط 3 منها داخل لبنان، وتم اعتراض 10 قذائف، بينما سقطت 6 قذائف في مناطق مفتوحة، ما دعا لرد إسرائيلي بالقصف المدفعي.

من جهته، أعلن #حزب_الله اللبناني، إطلاق عشرات الصواريخ على مناطق مفتوحة قرب مواقع إسرائيلية حول مزارع #شبعا، رداً على ضربات جوية شنتها إسرائيل أمسِ الخميس.

وسمع دوي صافرات الإنذار بمناطق عدة في هضبة الجولان و”الجليل الأعلى” ومزارع “شبعا” جنوبِ لبنان.

ولم تستهدف إسرائيل، بغارات جوية منذ 2006 معاقل لحزب الله في الجَنُوب اللبناني.

ويعود آخر توتر عسكري بين الطرفين إلى عام 2019، حين استهدف الحزب آلية عسكرية إسرائيلية في هجوم قال إنّه «رد على هجومين إسرائيليين ضدّه في #سوريا ولبنان».

وكان الحزب توعد في حينه بالرد على مقتل اثنين من عناصره في آب/أغسطس 2019، في غارة إسرائيلية قرب #دمشق، وعلى اتهامه #إسرائيل بشنّ هجوم بطائرتين مسيرتين في الضاحية الجنوبية لبيروت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة