بعد أن وصفها بـ«مراكز التضليل والتكفير».. منظمة نسائية تردُّ على مفتي المعارضة السورية

بعد أن وصفها بـ«مراكز التضليل والتكفير».. منظمة نسائية تردُّ على مفتي المعارضة السورية

ردت منظمة “مساواة”، أمسِ الخميس، بشكل غير مباشر على تصريحات رئيس بـ ”المجلس الإسلامي السوري” الذي يتخذ من تركيا مقراً له.

وأدانت المنظمة، الهجمات التي تتعرض لها الناشطات في الشمال الغربي من سوريا، والتي تجلت بمنع بعض نشاطاتهن، وبإغلاق بعض مكاتب المنظمات، أو الهجوم الشخصي على بعضهن، الذي وصل إلى حد تحريض رموز السلطات الدينية بمهاجمتهن من على منابر الجوامع، لإضفاء شرعية مقدسة على منعهن من ممارسة نشاطهن، وشرعنة إيذائهن.

وأوضحت المنظمة المطالب التي تنادي بها، كحقوقها في ممارسة مواطنتها كاملة في ظل دولة ديمقراطية تعددية تقوم على أساس المواطنة المتساوية؛ وحقوق النساء في العلم والعمل والمساهمة في النهوض ببلد أنهكه الاستبداد والنزاع المسلح والإرهاب بكافة أوجهه؛ وحقوقهن في اتخاذ القرارات المصيرية المتعلقة بحيواتهن دون قسر أو تهديد.

وأكدت المنظمة، أنّ «هذه الحقوق ضمنتها كل الشرائع والمواثيق في العالم»، مضيفةً أنّ حرية المرأة لا عَلاقة لها بمظهرها أو معتقداتها، بل بحقها في العلم والعمل والقيام بدور فاعل في الحياة، والمشاركة في بناء مستقبل الأجيال القادمة.

يأتي البيان رداً على خُطْبة، رئيس “المجلس الإسلامي السوريّ”، “أسامة الرفاعي”، في مدينة إعزاز بريف حلب، التي أثارت الكثير من الجدل، إذ تضمنت تحريضاً والتزاماً بالتوجه الديني، فحذّر مما سماه «الدوائر الاستعمارية الغربيّة ودوائر الكفر والضلال».

وكان “الرفاعي” قد زار في السادس من أغسطس/آب الجاري، مدينة إعزاز، بالتنسيق مع فصيل “الجبهة الشامية”، التقى خلالها مع المجلس الشرعي في محافظة حماة، وأعضاء الهيئة العمومية في المجلس الإسلامي، وزار الثانوية الشرعية في قرية “تركمان بارح” وجامعة حلب الحرة.

وقال “الرفاعي”، أنّ هذه الجيوش تمّ إدخالها إلى سوريا بغرض التلاعب بعقول الشباب والبنات ودفعهم للانحراف عن القيم والأخلاق والدين.

وأشار خلال خطبته، إلى «وجود نساء مجنّدات من قبل الأمم المتحدة وغيرها من مراكز التضليل والتكفير، يأتون لينشروا بين فتياتنا خاصة تحرير المرأة والجندر وأن تمكّنَ المرأة من حريتها، ويفهمونها أنّهن مستعبدات من الزوج أو الأبُ أو الأخ الأكبر، وأن يأخذوا حريتهن كاملة ليسرّبوا إليهن الأفكار الضالة والمضلة، والعُري والتعري وكلّ ما يخرج عن دائرة أخلاق الإسلام».

وحذر “الرفاعي” من عمل هذه المنظمات التي تكون بعناوين خيرية وإغاثية وتنمية وتدريبية، حسب وصفه، محذراً الأهالي «انتهبوا لبناتكم وشبابكم والدورات التي تقيمها هذه المنظمات مجاناً بعناوين مغرية، ولكن فيها السم الزعاف الذي يقتل دين وأخلاقهم وشيمهم، هذه الدورات من أخطر ما يكون».

وذكرت منظمة “مساواة” – وهي مركز دراسات المرأة تُعنى بنشر الوعي بقضايا المرأة وحقوقها – تعليقاً على حديث “الرفاعي”، «لا نقبل أبداً بتخويننا من قبل أي جهة كانت، فالجميع يعرف بأننا شاركنا مشاركة فاعلة في ثورة شعبنا، وليست منظماتنا وحدها من تتلقى المساعدات من قبل منظمات دولية، فهذا حقنا وواجب على تلك المنظمات».

ويعد “الرفاعي” من أبرز الشيوخ الذين يستند إليهم المعارضون في شمال غربي سوريا، لا سيما أنّه رئيس “رابطة علماء الشام” ورئيس “المجلس الإسلامي السوري”، المشكل داخل تركيا في أبريل/ نيسان 2014، وتسند إليه فتوى التعامل السياسي بين المعارضة والمجتمع الدَّوْليّ، والاقتتال الداخلي بين الفصائل العسكرية.

وسبق أنّ وصف المجلس الإسلامي السوري “هيئة تحرير الشام” وقائدها “أبو محمد الجولاني” ومن بقي معه بأنهم «بغاة مارقون أو مرتزقة مأجورون أو أغبياء مغفلون».

يذكر أنّ غالبية المنظمات النسوية السورية، بدأت عملها بُعَيد الاحتجاجات السورية عام 2011 ؛ إذّ وفرت مساحة للتنظيم العضوي والقاعدي وتفعيل الحراك نحو مشاركة مدنية أوسع، وكان من الدوافع الكبرى خلف حَراك القائمات علي هذه المنظمات التضامن مع زميلاتهن من النساء ووعيهّن بغياب العدالة الجندرية.

وتواجه المنظمات النسوية والنسائية في فضاءات عملها كثيراً من النزاعات، وتخضع بشكل دائم للرقابة عن كثب من قبل السلطات السياسية والعسكرية على حد سواء.

بالإضافة إلى التهديدات المباشرة لسلامة وأمن الناشطات مما يعرف عن السلطات ممارسته، كل هذه المخاوف الأمنية تسببت في عمل العديد من المنظمات بشكل سري والتوقف عن توثيق عملها، والنتيجة مجددًا هي استمرار عمل النساء دون أن يكون مرئية أو موثقة.

وتشمل التحديات الأخرى التي تواجهها هذه المنظمات السلوكيات والعلاقات الاجتماعية القائمة على النوع الاجتماعي، التي تنعكس بدورها على هياكل منظمات المجتمع المدني، من ذلك أن ديناميات العمل الداخلية للمنظمات النسوية والنسائية على الأرض تتحدد بالانقسامات الرئيسية التالية: مؤيدة / معارضة للنظام، ذات توجه علماني / ذات توجه دیني إسلامي؛ عربية / کردية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.