شهدت مخيمات الشمال السوري، ليل الخميس – الجمعة، ولادة طفل مصاب بمرض نادر في مشفى “أطمة” الخيري، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصوره كونه الحالة الأولى من نوعها في مناطق شمال غربي سوريا.

وقال مصدر طبي، لـ(الحل نت)، إنّ: «الطفل المصاب بهذا المرض يطلق عليه طبيًا لقب الطفل “الكولوديوني”، إذّ لا يقتصر السوء على المظهر فقط، وإنما تؤثر الحالة سلباً على الوظائف الحيوية للطفل، من خلال تحدد الحركة ومشاكل الرضاعة وغيرها مما يمكن أن يُشكل خطراً على حياة الطفل».

وأشار المصدر الطبي، إلى أنّ سبب المرض نتيجة تقشر غلاف “الكولوديون”، والذي عادةً ما يكتمل خلال ثلاثة أسابيع من الحياة خارج الرحم، ثم يكشف المرض الجلدي القابع تحت الغشاء “الكولوديوني”، حيث في 10% من الحالات فقط يكون الجلد تحت الغشاء سليماً، إذ تُدخل التظاهرات الخفيفة في سياق ما يسمى “الشفاء الذاتي” أو المحدد لنفسه.

وأوضح الطبيب، أنّ من الآثار المباشرة لهذه الحالة، استنشاق المرأة الحامل لغاز السارين، وبسبب نقص تركيز الأوكسجين في دَم الحامل، ما يؤدي إلى اختناق الجنين، كما يمكن أن يؤدي نقص الأوكسجين إلى تشوهات مختلفة لدى الأجنة.

وتشير تسمية الطفل “الكولوديوني” إلى الحالة التي يولد بها الطفل مغطى بغشاء أصفر، أو “الكولوديون” الجاف (جلد السجق)، وهؤلاء الأطفال غالبًا ما يكونون خدج، كما لا ترتبط معدلات الإصابة بعرق أو جنس معينين فنسبة الإصابة لدى الذكور والإناث متساوية.

ويُولد الأطفال المصابون مع غشاء “كولوديني”، وهو طبقة خارجية لماعة على الجلد ذات مظهر شمعي، ينسلخ بعد 10-14 يومًا من الولادة، ومع تقدم العمر، يميل التقشر ليتركز حول المفاصل في مناطق مثل المنطقة “الأربية”، والحفرة الإبطية، وعند المرفق والعنق.

وفي حالة نادرة أخرى من نوعها، شهد جبل الزاوية بريف إدلب شمالي سوريا، السبت، ولادة طفل سوري برأسين، قبل أن يفارق الحياة بعد ولادته بساعات.

وعقب عقد على الصراع في سوريا، تهاوى نظام الرعاية الصحية في البلاد، حيث دُمرت المستشفيات وفر العاملون في مجال الخِدْمَات الطبية من البلاد، وتعطلت طرق الإمداد، كما أن أدوات تنظيم الأسرة غير متاحة بسهولة في كثير من الأماكن.

وتخشى النساء من حدوث مضاعفات الولادة حيث باتت القدرة على الحصول على الرعاية خلال فترة الحمل وخدمات الولادة الآمنة، بما في ذلك حالات الولادة الطارئة، محدودة للغاية في البلاد.

ويواجه النازحون داخلياً تحديات إضافية تتعلق بتنظيم الأسرة والجنس غير الآمن نتيجة ظروف المعيشة المزدحمة، وخاصة في مخيمات اللاجئين المشتركة، وتقدر الأمم المتحدة، أنّ 1.65 مليون امرأة في سن الإنجاب هي نازحة داخلياً.

وبحسب، تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ومجموعة الأمن الغذائي، في 2020، يوضح الحالة الإنسانية لشمال غربي سوريا، فإن 42.3% من الأسر تضم على الأقل امرأة حاملًا ومرضعة، و16.6% من الأسر لديها أطفال تقل أعمارهم عن ستة أشهر، و30.1% لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين ستة و23 شهرًا.

وتعتبر ولادة الطفل بدماغ ناقص أو غير كامل أحد التشوهات الخَلقية (عيوب ولادة)، ليس جديداً في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، والتي قد تكون مرتبطة بعدم حصول النساء على حمض الفوليكن وعادة ما يولد هذا الطفل ميتا أو يموت مباشرة بعد الولادة.

وسجلت هذ الحالات في شمالي سوريا، حيث لم تعد توجد الخِدْمَات الصحية المعنية برعاية ما قبل الإنجاب، وهي الرعاية التي تقدم للمرأة التي تفكر في الحمل.

وفي تقريرٍ سابق، نقلت صحيفة “ديلي تلغراف” عن استقبل نحو 100 ولادة شهريًا في مدينة “عرسال” اللبنانية، زهاء 12 بالمئة منها ولادات أطفال ميتين، وغالبية هذه الحالات تحدث لنساء تعرضن لغازات سامة، ومشيرةً إلى أنّ جميع النساء اللواتي يعشن في مناطق تتعرض للقصف بالبراميل المتفجرة والقذائف الصاروخية مصابات بأمراض جنينية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.