“تحرير الشام” والرغبة باستنساخ التجربة الأفغانية في سوريا.. هل أحيت “طالبان” آمال “الجولاني”؟

“تحرير الشام” والرغبة باستنساخ التجربة الأفغانية في سوريا.. هل أحيت “طالبان” آمال “الجولاني”؟

نشر مقاتلو “هيئة تحرير الشام” رسائل تهنئة لحركة “طالبان” في أفغانستان، بعد تقدم الحركة وسيطرتها على العاصمة كابول، ووصف أحد قيادييها ما حصل بـ«النصر الكبير للمسلمين»، ما يثير الشكوك حول استحداث “الهيئة” لسياسة جديدة في سوريا ترتكز على تجربة حركة “طالبان” في أفغانستان.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً مصورًا لمقاتلي “هيئة تحرير الشام” في إدلب، يحمل رسالة إلى طالبان وتهنئته بالنصر، حسب وصفهم.

وكان عدد من مقاتلي “هيئة تحرير الشام” قد أحيوا الاحتفالات في شوارع مدينة إدلب، وصدحت مساجد المنطقة بالتكبيرات تعبيرًا عن فرحتهم بنصر طالبان، واستيلائها على السلطة في أفغانستان.

في المقابل، وجه أحد مقاتلي حركة طالبان، “أبو مصعب فوزان”، رسالة صوتية مسجلة إلى غرفة واتساب تحوي العديد من مقاتلي الهيئة، تحدث فيها عن نظام الديمقراطية في أفغانستان، التي ستتبعه الحركة.

هذه الرسائل بين “طالبان و”الهيئة” ليست بجديدة، ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أرسل مقاتلون “طالبان” الأفغانية رسائل تحمل تحيات لـ”هيئة تحرير الشام” بإدلب، بعد أسابيع على تهنئة الأخيرة للحركة بعد “اتفاق سلام” مع الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى ما يبدو، أنّ موقف الهيئة من التطورات في أفغانستان، يدل على أنّ هنالك تقاطعات كبيرة بين الطرفين، بالرغم من إعلان قائد الهيئة “أبو محمد الجولاني” انسلاخه عن تنظيم «القاعدة» في عام 2016.

ويرجح العديد من الناشطين الإعلاميين في الشأن السوري، اتخاذ الهيئة لحركة “طالبان” أنموذجاً جديداً، وتحويل استراتيجيتها إلى “طالبان سورية”، لا سيما أنّ قادة الهيئة يتخذون من الشعارات الإسلامية التي ترددها القاعدة في أفغانستان مرجعيةً لهم.

ويرى مركز “عمران للدراسات” أنّ «الهيئة استنسخت نموذج حركة طالبان لناحية صراعها كقوة جهادية محليّة مع القاعدة كتنظيم عالمي، وانفتاحها على المفاوضات مع الولايات المتحدة، وفرض نفسها كطرف رئيس ضمن التسوية السياسية في أفغانستان، وذلك بعد تحركات “الهيئة” ضد أطراف أخرى في شمال غربي سوريا».

وهذا يبدو واضحاً، إذّ يسعى متزعم تنظيم “هيئة تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، إلى توسيع إطار نفوذه خارج محافظة إدلب خلال الفترة المقبلة، لا سيما وأن “الجبهة الشامية” أحد الأطراف المدعومة من تركيا رفضت تمدد “الجولاني” في فترة سابقة إلى ريف حلب الغربي.

فخلال الشهور الستة الماضية زادت زيارات الشرعيين والأمنيين التابعين لتحرير الشام إلى منطقة عفرين باستضافة “أبو عمشة” قائد فرقة “السلطان سليمان شاه” التي تدعمها تركيا، وكان أبرزهم “مظهر الويس” و “أبو ماريا القحطاني”.

لكن رغم وجود قواسم مشتركة بين التجربتين في مخيلة “الهيئة”، فإن خصوصية الواقع السوري وموقع سوريا الأمني في المنطقة والإقليم، وتعدد واختلاف اللاعبين الإقليميين والدوليين وكذلك البيئات، يفرض تناقضات أكبر بكثير من المشتركات بين التجربتين، حَسَبَ مركز الدراسات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.