«بعدما أضعفته الأزمات والحروب المتتالية خلال الأعوام الأربعين الماضية، يسعى العراق اليوم إلى الاضطلاع بدور الوسيط في الشرق الأوسط، عبر قمة إقليمية تهدف إلى نزع فتيل الأزمات في المنطقة».

جاءت المقدّمة أعلاه في تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية (فرانس برس) عن “قمة بغداد لدول الجوار” التي من المؤمل عقدها في بغداد، نهاية هذا الشهر.

«ويطمح رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي (…) إلى جعل العراق جامعاً لـ طهران و الرياض و أنقرة و واشنطن»، حسب (فرانس برس).

كما تهدف القمة إلى: «منح العراق دوراً بناءً وجامعاً لمعالجة الأزمات التي تعصف بالمنطقة»، وفق تأكيدات مصادر من محيط رئيس الوزراء العراقي للوكالة الفرنسية.

«لكن ذلك يشكل تحدياً للعراق الذي تمارس فيه إيران نفوذاً كبيراً، وحيث تبدو السلطات عاجزة عن تلبية تطلعات الشعب، على صعيد العمل والخدمات الأساسية، والإفلات من العقاب، وغيرها من المجالات»، يقول التقرير.

وبيّن التقرير أنه: «حتى الآن، تأكد فقط حضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اللاعب الوحيد غير الإقليمي المشارك في الحدث، إلى جانب نظيره المصري “عبد الفتاح السيسي”، والملك الأردني عبدالله الثاني».

«ودعي للمشاركة أيضا الرئيسان التركي رجب إردوغان، والإيراني إبراهيم رئيسي، فضلاً عن العاهل السعودي، “الملك سلمان بن عبد العزيز”، لكنهم لم يؤكدوا حضورهم بعد»، حسب تصريح مصدر عراقي لـ (فرانس برس).

ولفت التقرير إلى أنه: «في حال حضر الخصمان الإيراني والسعودي معاً على طاولة واحدة في هذه القمة، سيشكل ذلك حدثاً بحد ذاته، وقد يعزز موقع بغداد كوسيط»، على حد قول الباحث في “مركز تشاثام هاوس”, ريناد منصور.

ويرى “منصور” أن: «هدف العراق الحالي هو التحول من موقعه كـ “مرسال” إلى “محرك” للمحادثات بين إيران والسعودية»، كما ورد في تقرير وكالة الصحافة الفرنسية.

كما أوضح مراقب غربي حسبما جاء في التقرير أن: «العراق يريد الإمساك بزمام الأمور في تحديد مساره، ولا يرغب بعد اليوم أن يخضع لتأثيرات التوترات الإقليمية».

وأضاف التقرير أنه: «قد يطرح في القمة ملف حساس آخر (…) هو العمليات العسكرية التي تخوضها تركيا في إقليم كردستان العراق ضدّ حزب العمال الكردستاني».

ومن بين أبرز الدول، التي ستستضيفها بغداد، هي إيران، والسعودية، وتركيا، و مصر، و الأردن، و قطر، و الإمارات، و الكويت، و فرنسا المنسّقة للقمة مع بغداد.

ووجّه “الكاظمي”، دعوات رسمية إلى الرئيس التركي “رجب إردوغان” والرئيس الإيراني “إبراهيم رئيسي”، والملك السعودي “سلمان بن عبد العزيز”، عبر وزير الخارجية فؤاد حسين.

كما وجّه دعوة إلى أمير الكويت “نواف الأحمد الصباح”، بوساطة وزير التخطيط “خالد البتال”، وأخرى للرئيس المصري “عبد الفتاح السيسي”، عبر وزير الدفاع جمعة عناد.

كذلك، وجّه دعوة إلى الملك الأردني عبدالله الثاني، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، عبر وزير المالية علي علاوي، وأمير قطر تميم بن حمد، بوساطة مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي.

وستناقش القمة، ملفات المنطقة المشتركة، وتسعى لتقريب وجهات النظر، وحل الصراعات بين الدول الإقليمية، ولن تكون الأزمة السورية بعيدة عن القمة.

ويعاني العراق من التدخل والتغلغل الإيراني بشؤونه الداخلية، ناهيك عن انتهاك سيادته المتكرّر من قبل أنقرة تحت ذريعة محاربة الـ “PKK””.

واستضافت العاصمة العراقية بغداد في (9 أبريل) المنصرم، محادثاث إيرانية – سعودية بوساطة من “الكاظمي”، وصفَت بـ «الإيجابية».

وتشهد العلاقات السعودية – الإيرانية قطيعة منذ 5 سنوات، ووساطة “الكاظمي”، أتت لترطيب العلاقات بينهما، وعودة العلاقة الدبلوماسية بين البلدين.

كذلك، فإن السعودية ومصر والإمارات على خلاف وقطيعة مع قطر منذ 2017، وعلى خلاف مع تركيا أيضاً، وتقربت الرياض مؤخراً بشكل خجول من الدوحة.

كما شهدت الآونة الأخيرة، مباحثات منفصلة بين القاهرة وأنقرة لحلحلة خلافاتهما، وأخرى بين الإمارات وتركيا، وثالثة بين الرياض وأنقرة، لكنها ليست بمستوى الطموح.

وتعود آخر قمة بارزة استضافها العراق إلى 9 سنوات مضت، عندما استضافت بغداد، “القمة العربية 23” في 2012، بفترة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.