إطلاق للرصاص تزامن مع هروب 35 لاجئا سوريا من مركز “العثمانية” للإيواء المؤقت جنوب تركيا، أول أمس الجمعة، فيما وردت مقاطع مصورة تظهر تعرض ثلاثة منهم للاعتداء.

لم تمض ساعات على الحادثة حتى صدر بيان من والي العثمانية، إيردنش يلماز، جاء فيه “أنه تم القبض على الـ 35 لاجئا سوريا الذين فروا من المركز بعد قفزهم من فوق الأسلاك وتم فتح تحقيق لمتابعة القضية”.

وحسب مقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي وثقت الحادثة، كان قد شارك مدنيون أتراك في ملاحقة اللاجئين والاعتداء عليهم، حيث أظهرت إصابة ثلاثة لاجئين سوريين بجروح.

محاولة الهروب هذه ليست الأولى من نوعها، حيث سبقتها محاولة أخرى، الشهر الماضي، حيث حاول العديد من المحتجزين السوريين الفرار من مركز مرعش للإيواء المؤقت نحو المدينة.

قد يهمك:السوريون في تركيا..هل حان وقت الترحيل؟

ما الأسباب للهروب؟

محاولات هروب العديد من اللاجئين السوريين من مراكز الاحتجاز المؤقتة في تركيا بعد أن يتم احتجازهم بأيام، تكررت للمرة الثانية في الوقت الذي يتخوف فيه معظمهم من تعرضهم للترحيل القسري إلى سوريا.

تعليقا على الموضوع، يقول الحقوقي المهتم بشؤون اللاجئين السوريين في تركيا، طه الغازي لـ “الحل نت”: “السبب الرئيسي وراء هذه الأحداث هو عدم معرفة الموقوفين في هذه المراكز بمآلات مستقبلهم، عندما يتم توقيف شخص ما في إحدى هذه المراكز، السلطات المختصة لا تبلغه عن مصيره، هل يا ترى سيتم نقله لولاية أخرى أم سيمنحونه بطاقة كيملك أم سيتم ترحيله؟”.

الغازي يضيف، ما حصل في مركز الاحتجاز في العثمانية، كان الوجه الآخر له هو قيام مدنيين أتراك في منطقة المركز بملاحقة اللاجئين الهاربين والاعتداء الجسدي عليهم، هذا الأمر بحد ذاته يعتبر خروج على سلطة القانون.

وحسب الغازي، فإن حادثة الاعتداء هذه تشكل مؤشرا خطيرا ولابد من محاسبة المدنيين الذين هاجموا واعتدوا جسديا على اللاجئين السوريين، بعض الإصابات كانت بليغة وقسم منهم لا يزال حتى الآن يتلقى العلاج في مشافي الولاية.

إقرأ:هل تُحرّك تركيا عملية عسكرية في تل رفعت ومنبج؟

حول مراكز الإيواء المؤقت

منذ بداية الشهر الماضي، بدأت السلطات التركية بتطبيق إجراءات جديدة مع اللاجئين السوريين المقيمين في غير الولايات المسجلين فيها أو لا يحملون وثيقة “الكيملك”، حيث نقل مئات اللاجئين خلال الأسابيع القليلة الماضية نحو مراكز احتجاز مؤقتة في خمس مخيمات أبرزها مرعش وأضنة والعثمانية جنوب البلاد.

هذا الإجراء الجديد، جاء بعدما كان سابقا يتم إعادة اللاجئين السوريين المقيمين في ولايات أخرى لولاياتهم المسجلين فيها أو إعادة من لا يحملون وثائق إلى ولاية كيليس لاستخراج وثيقة أولية.

وفي حزيران / يوليو الماضي، قال وزير الداخلية سليمان صويلو: إن “القادمين حديثا من سوريا وبالتحديد من دمشق، سيتم نقلهم إلى إحدى المخيمات، سيقيمون لفترة مؤقتة لدراسة ملفاتهم ومعرفة من أين أتوا”.

وشكلت هذه الإجراءات قلقا لدى اللاجئين السوريين خصوصا أولئك الذين يواجهون مشاكل وتعقيدات في مسائل مثل نقل قيود وثائقهم من ولاية لأخرى في الوقت الذي تزايدت فيه أعداد المرحلين بشكل قسري.

قد يهمك:“مرتزق” سوري يروي قصة نقله من تركيا للقتال في ليبيا

وكان معبر باب الهوى قد أصدر، أمس السبت، إحصاءات شهر حزيران / يوليو الماضي، حيث وصل عدد المرحلين من تركيا خلال ذات الشهر إلى 1729 لاجئا سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.