وزير دفاع طالبان.. صديقٌ لـ إيران ومفسدٌ للسلام في أفغانستان.. من هو “ملا ذاكر”؟

وزير دفاع طالبان.. صديقٌ لـ إيران ومفسدٌ للسلام في أفغانستان.. من هو “ملا ذاكر”؟

من عضوٍ في حركة طالبان إلى قائدٍ ميداني ثم إلى سجينٍ في غونتنامو، ثم إلى نائبٍ لمؤسس الحركة، وهكذا إلى أن صار اليوم وزير دفاعٍ بالوكالة في طالبان التي سيطرت على الحكم في أفغانستان في الخامس عشر من آب أغسطس 2021.

“ملا عبد القيوم ذاكر” أحد أبرز قادة طالبان الذين تربطهم علاقات مع طهران، وأسسوا في وقتٍ سابق، بحسب فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة،  مجموعةً تُعرف باسم (حزب الولاية الإسلامي)، تعارض أي اتفاق سلام محتمل في أفغانستان.

بدايته

وزير دفاع طالبان بالوكالة، وُلِد عام 1973 في حي “كاجكي” بمحافظة “هلمند” جنوبي أفغانستان، درس العلوم الدينية فيها، قبل أن ينتقل للعيش والدراسة في منطقة “كويتا” بباكستان.

في مكان إقامته الجديدة، التحق بمدرسة دينية تابعة للحركة الإسلامية بقيادة “الملا محمد نبي محمدي” والتي كانت تقاتل الاتحاد السوفييتي المسيطر حينها على أفغانستان.

وعندما أسِّست طالبان في عام 1994، أمر “محمدي” تلميذه “ذاكر” بالانضمام إليها، وبالفعل؛ بدأ الشاب المنحدر من قبيلة “علي زاي” وإثنية “البشتون”، عنصراً عادياً في الحركة، قبل أن يرتبط اسمه بملفات مهمة ويتبوأ مناصب قيادية.

السجين رقم 8

خلال تدخل التحالف الدولي العسكري بقيادة الولايات المتحدة ضد طالبان في أفغانستان عام 2001، استسلم “ذاكر” لها في مزار شريف، حيث كان نظام “طالبان” قد بدأ بالانهيار.

وبذلك، تحوّل تلميذ “محمدي” من قائدٍ ميداني إلى سجينٍ يحمل الرقم 8 في سجن غوانتنامو الأميركي جنوب شرقي كوبا، قبل أن ينقل إلى سجن (بول إي شرقي) الأفغاني عام 2007، ويطلق سراحه في عام 2008 بضغطٍ من شيوخ القبائل.

بعد إطلاق سراحه، سافر “ذاكر” إلى “كويتا” في باكستان وصار من الشخصيات المؤثّرة في مجلس قيادة طالبان، قبل أن يصير نائباً بارزاً للملا محمد عمر مؤسس وقائد الحركة، حيث أدار عمليات عسكرية في مسقط رأسه بولاية “هلمند” الأفغانية.

“ذاكر” المتشدد والمعارض لفكرة المصالحة مع الحكومتين الأفغانية والأميركية، أقيل من منصبه بسبب خلافات مع زعيم طالبان الجديد “ملا أختار منصور” الذي خلف “ملا عمر” في قيادة الحركة بعد إذاعة خبر وفاة الأخير عام 2015.

لكن “منصور” سرعان ما قتل في غارةٍ أميركية بطائرةٍ مسيّرة عام 2016، ليخلفه “هيبة الله أخوند زاده” الزعيم الحالي لطالبان.

صديق إيران

محاولات “ذاكر” في إعادة نفوذه بعد عزله بصفته رئيس اللجنة العسكرية، بدأت عندما قاد وفداً سرياً من قادة طالبان إلى إيران، بهدف مناقشة إمكانية إنشاء ملاذ آمن للحركة هناك.

وبالرغم من أن هذه المهمة المبكّرة إلى إيران لم تكن ناجحة تماماً، إلا أنها وفّرت لـ “ذاكر” فرصةً للبقاء على تواصل مع المسؤولين الإيرانيين، بحسب ما ذكره تقريرٌ لموقع (Jamestown).

وفي 23 تشرين الأول 2018، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوباتٍ بحق تسعة مسؤولين من طالبان، بسبب تسهيلهم دعم الحركة من إيران، من أجل تقويض الحكومة الأفغانية.

وكان أحد هؤلاء الأشخاص التسعة “إبراهيم سردار” المتحالف بشكلٍ وثيق مع “ذاكر” كقادة لفصيلٍ محافظ ومتشدد ضمن طالبان، والذي تلقّى من إيران دعماً مادياً وتدريبات قتالية فردية لمقاتليه.

لا يزال “ملا عبد القيوم ذاكر” قائداً عسكرياً يحظى بشعبيةٍ بين قادة طالبان المتشددين في أفغانستان، ورغم خسارة منصبه عام 2014 رئيساً للجنة العسكرية للجماعة، إلا أنه لا يزال يتمتع بالدعم والتأثير على عددٍ كبير من مقاتلي طالبان.

كما يتمتع بالقدرة على أداء دورٍ فعال، في إفساد عملية السلام الجارية في أفغانستان، وما يدعم موقفه ذلك، هو صلاته القوية بإيران، ما يجعله أكثر استقلالية عن الضغط الباكستاني.


 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.