روسيا ترفع من وتيرة قصفها على جبل الزاوية وصراعٌ بين “تحرير الشام” و”الجيش الوطني” بإدلب

روسيا ترفع من وتيرة قصفها على جبل الزاوية وصراعٌ بين “تحرير الشام” و”الجيش الوطني” بإدلب

ارتفعت وتيرة القصف الروسي على منطقة جبل الزاوية جنوبي إدلب، إثر تكثيف الغارات الجوية التي طالت منازل المدنيين، ضمن حملة استهداف متزامنة للمنطقة بدأت منذ شهر حزيران/يونيو الماضي.

وذكرت مصادر محلية لـ(الحل نت) أن طائرات حربية روسية استهدفت موقعين في منطقة جبل الزاوية جنوبي المحافظة، حيث طال القصف محيط بلدة البارة، والمنطقة الواصلة بين بلدتي الموزرة وعين لاروز. فيما قصفت مدفعية القوات الحكومية محيط بلدات شنان وبينين والفطيرة في المنطقة ذاتها.

وتركّز القوات الحكومية المتواجدة في بلدتي كفرنبل وبسقلا، من قصفها المدفعي والصاروخي على قرى وبلدات جبل الزاوية خلال الفترة الأخيرة.

في حين يهدف القصف الروسي على جنوبي إدلب المساند للقصف الحكومي البري، إلى زيادة الضغط على المدنيين لإجبارهم على النزوح نحو مناطق الشمال الإدلبي، في مسعى لإفراغ المنطقة من مدنييها، في الوقت الذي يؤدي فيه تكرار القصف وتصعيده على جبل الزاوية، إلى إنهاك القدرات العسكرية للقوى المدافعة في المنطقة.

في الأثناء، تسعى ‘‘هيئة تحرير الشام’’ إلى فرض سيطرتها الكاملة على ما تبقى لها من محافظة إدلب، بإبعاد أي نفوذ في المنطقة خارج عن سيطرتها المباشرة، حيث تتواجد معسكرات ومقرات عسكرية لما يعرف بـ‘‘الجبهة الوطنية للتحرير’’ التابعة لـ’’الجيش الوطني’’ في بلدات كفرتخاريم، أريحا، بنش، رام حمدان.

ووفق مصادر (الحل نت) فإن الهيئة قد تزيد من ضغطها على مناطق نفوذ ‘‘الجبهة الوطنية’’ في إدلب، ما يدفع عناصر الأخيرة إلى الانسحاب لريف حلب الغربي، مستبعدةً حدوث أي اقتتال بين الطرفين، وإنما «ستكون سيطرة الهيئة على تلك المناطق إثر انسحاب عناصر الجبهة الوطنية دون اقتتال واسع بسبب نفوذ الهيئة المُتحكم بأغلب مناطق محافظة إدلب».

يأتي ذلك، في وقتٍ كانت ‘‘هيئة تحرير الشام’’ قد اعتقلت الخميس الفائت، اثنين من قادة فصيل تابع لـ ‘‘الجيش الوطني’’ على حاجز للهيئة في بلدة دركوش غربي مدينة إدلب.

السيطرة بعدة مراحل

المحلل العسكري، العقيد “مصطفى الفرحات”، أكد في حديث لـ(الحل نت) أن ذلك يؤشر بشكل واضح بأن موسكو تسعى إلى السيطرة على منطقة جبل الزاوية، التي تعتبر بالمنطقة الاستراتيجية، «كونها ستسمح للروس بإقامة معابر داخلية بين الشمال الغربي والمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، وكذلك فإن هذه المنطقة ستفسح لهم المجال بالوصول إلى مناطق مهمة حاكمة للطريق الدولي إم 4».

معتبراً أن القصف الروسي المتزامن على المنطقة يبين أن موسكو تريد السيطرة بشكل متدرج على جبل الزاوية، حتى وصول سيطرتها إلى عموم المنطقة خلال الفترة المقبلة.

وأشار إلى أن خصوصية المنطقة وأهميتها الجغرافية تدفع روسيا إلى تركيز قصفها على جبل الزاوية حتى ولو تأخرت بتحقيق هدفها، بخاصة وأنها تدرك تعقيد النفوذ العسكري هناك.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.