“ماكرون” يؤكّد استمرار التواجد العسكري الفرنسي في العراق وسوريا.. ما هدف باريس من ذلك؟

“ماكرون” يؤكّد استمرار التواجد العسكري الفرنسي في العراق وسوريا.. ما هدف باريس من ذلك؟

عقب مباحثات أجراها الرئيس الفرنسي ‘‘إيمانويل ماكرون’’، أمس الأحد، مع رئيس إقليم كردستان العراق، ‘‘نيجيرفان بارزاني’’، في أربيل (عاصمة الإقليم)، أكد “ماكرون” إن باريس ستستمر في محاربة تنظيم ‘‘داعش’’ بالعراق وسوريا.

وأشار ماكرون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع بارزاني، إلى استمرار فرنسا في محاربة التنظيم حتى لا يظهر مرة أخرى في العراق وسوريا.

تأكيد ماكرون ببقاء القوات الفرنسية في المنطقة، يأتي بعد اتفاق العراق والولايات المتحدة على مغادرة القوات الأميركية القتالية من البلاد بحلول نهاية العام الجاري.

ولعل الحضور الفرنسي في الملف السوري ينطلق من عاملين، أولهما سعي الفرنسيين في المحافظة على الوجود الأوروبي ضمن الملفات الطارئة على قائمة الأمن الدولي، وثانيهما رغبة باريس لإعادة تقوية حضورها في السياسة العالمية بعد خفوتٍ في حجم دورها وتحركاتها في دول منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.

ويبدو أن أزمات دولٍ مثل سوريا وغيرها، كانت بوابة مناسبة لتجديد الحضور الفرنسي، وفي الوقت ذاته فإنه بالرغم من التماهي الفرنسي مع الدور الأميركي في سوريا خلال مراحل عدة، إلا أنه لم يصل إلى حد الذوبان فيه.

الكاتب والباحث، ‘‘عمر إدلبي’’، أشار خلال حديث لـ(الحل نت) إلى أن معظم القوات الفرنسية انسحبت في شهر آذار الماضي من العراق، «لم يبقى بضع عشرات من المدربين المتخصصين في وحدات مكافحة الإرهاب. القوات الفرنسية وجودها بات رمزياً بعد تحضيرات الانسحاب الأميركي الأوسع من العراق».

ولفت بأن «الوجود الفرنسي في كل من سوريا والعراق هو وجود رمزي، لذلك لا أثر لتصريحات ماكرون فيما يتعلق بانسحاب قوات بلاده. هذه التصريحات تأتي في سياق إعلامي وبروتوكولي، أكثر منها عملياتي، بمعنى أن تلك التصريحات لن تكون مؤثرة ولن يكون لها تداعيات».

وزاد بالقول أن «بقايا تنظيم داعش الإرهابي لا تحتاج إلى قوات أجنبية لمكافحتها. القوات الحكومية العراقية لديها القدرة في السيطرة على الخلايا النائمة للتنظيم في المناطق الغربية من البلاد».

وفيما يتعلق بارتباط تصريحات ‘‘ماكرون’’ باحتمالات انسحاب القوات الأميركية في سوريا، قال إن «الحالة العسكرية الأميركية في سوريا، هي حالة انسحابية، وقد نفذ الرئيس الأميركي السابق ‘‘ترامب’’ جزء من هذه الحالة، والمئات من المقاتلين الموجودين حالياً ليسوا كلهم قوات مقاتلة، ما يعني أنها لن تحدث فرقا قتاليا فيما لو جرت هناك عمليات عسكرية».

معتبراً أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا يساهم في الضغط على حلفاء دمشق للتوجه نحو حل سياسي حقيقي في سوريا، «بينما يختلف عن التواجد الفرنسي المحدود في سوريا وهم موجودون برفقة القوات الأميركية. التواجد الفرنسي غير مؤثر على قرار قوات التحالف، وكذلك في مشهد ومستقبل العملية السياسية عموماً، ولا حتى في الصراع الدائر بسوريا».

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.