بحجّة المساعدات الإنسانيّة.. حركةٌ تجاريّة مرتقبة بين ‘‘تحرير الشام’’ ودمشق

بحجّة المساعدات الإنسانيّة.. حركةٌ تجاريّة مرتقبة بين ‘‘تحرير الشام’’ ودمشق

في حركة نشطة ومفاجئة شهدتها آلية نقل المساعدات بين مناطق سيطرة حكومة دمشق، ومناطق سيطرة ‘‘هيئة تحرير الشام’’ (شمال غربي سوريا)، دخلت بعد ظهر اليوم دفعة ثانية من المساعدات الإنسانية التي تقدمها ‘‘الأمم المتحدة’’ بموجب الآلية المسماة ‘‘عبر الخطوط’’ وفق ما أقره مجلس الأمن الدولي في شهر تموز/يوليو الماضي.

توقعات كثيرة أكدت، بعد وصول الدفعة الأولى إلى إدلب عبر حكومة دمشق، أن هذا التطور سيؤدي قريباً إلى فتح معابر تجارية داخلية بين المنطقتين، بتنسيق روسي تركي وبموافقة ضمنية لـ‘‘هيئة تحرير الشام’’، ليأتي ذلك كتنفيذ للمسعى الذي كانت تطمح إليه موسكو منذ منتصف العام الفائت.

مصادر محلية، أفادت لـ(الحل نت) بأن قافلة مساعدات مكونة من 12 شاحنة محملة بسلال غذائية، مخصصة لـ 9600 عائلة، دخلت من قرية ميزناز غربي حلب إلى قرية معارة النعسان بريف إدلب الشرقي، حيث سيساهم ‘‘الهلال الأحمر’’ بعملية التوزيع إلى جانب المنظمات المنتشرة في شمال غربي سوريا.

ودخلت أمس الدفعة الأولى عبر معبر “ميزناز- معارة النعسان”، الذي حاولت “هيئة تحرير الشام” فتحه بقصد بدء أعمال تجارية مع حكومة دمشق في شهر نيسان من العام الماضي، إلا أن الرفض الشعبي آنذاك، ألغى العملية.

وجميع الشاحنات رفع عليها شعار ‘‘برنامج الغذاء العالمي’’ التابع لـ‘‘الأمم المتحدة’’ (WFP)، وذلك في إطار نقل هذه المساعدات من مناطق سيطرة حكومة دمشق إلى مستودعات أعدت في محافظة إدلب لهذه العملية.

مصادر خاصة أشارت لـ(الحل نت) إلى أن العملية التي بدأ تنفيذها منذ يوم أمس الاثنين، ستؤدي إلى تفعيل معبر ‘‘ميزناز-معارة النعسان’’ كمعبر داخلي، ليتم لاحقاً التفاهم على صيغة توافقية بين الأطراف الرئيسية في الملف السوري، بحيث يسمح لمرور حركة النقل التجاري مع دمشق كذلك إدخال شحنات من الدولار.

وتابعت المصادر «هذه تفاصيل خطة روسية التي تم بموجبها تقليص معابر إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من أربعة معابر إلى معبر وحيد (باب الهوى) ثم دخول مشترك، ومن ثم تكون المرحلة الأخيرة من خلال وصول المساعدات فقط إلى دمشق».

مشيرة إلى أن فتح ممر/معبر داخلي بين دمشق ومناطق الشمال الغربي من سوريا، سيعود بالنفع على كلا الطرفين، حيث تسعى ‘‘تحرير الشام’’ إلى الحصول على بعض من المكاسب المنتظرة من معدل التبادل التجاري اليومي والذي من المتوقع أن يتراوح ما بين الـ 5 و 7 مليون دولار، على اعتبار أنه سيكون المعبر الأكثر فعالية مع دمشق.

ويبدو أن روسيا تريد إنجاح الأجزاء الأولى من خطتها وإيصال جزء من المساعدات إلى إدلب، بقصد التمهيد لمطلبها بعد انتهاء مدة التفويض لآلية إدخال المساعدات (تنتهي في شهر تموز/يوليو من العام المقبل)، من أجل حصر إدخال المساعدات عبر دمشق فقط وإغلاق معبر باب الهوى.

وفي الوقت ذاته، تفعيل الحركة التجارية عبر هذا المعبر، ليكون خطوة تأسيسية لوصول النفوذ الروسي إلى الطريق الدولي ‘‘إم 4’’ بعد سيطرته على ‘‘إم 5’’ العام الماضي.

وكان ‘‘مجلس الأمن الدولي’’ قرر في تموز/يوليو الماضي، تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر “باب الهوى”، بمقابل أن تتولى دمشق توزيع جزء من المساعدات تساوي تقريباً 5 بالمئة من المساعدات الواردة عبر ‘‘باب الهوى’’.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة